* واشنطن - من الان السنر - رويترز:
صوّر وزير الخزانة الأمريكي السابق بول اونيل الرئيس جورج بوش على انه رئيس سلبي وسطحي يحيط به يمينيون متشددون يفتقرون للزخم الفكري أو حتى حب الاستطلاع لمعرفة النتائج المترتبة على سياساتهم.
وسلطت وسائل الاعلام الأضواء في مطلع الاسبوع على اونيل الذي شغل منصب وزير الخزانة في الفترة من يناير كانون الثاني عام 2001 إلى ديسمبر كانون الأول عام 2002 لتأكيده ان بوش بدأ يضع الأساس لغزو العراق فور توليه الرئاسة تقريبا، وحدث ذلك قبل تسعة اشهر من بدء تصريحات الادارة الأمريكية بأن اسلحة الدمار الشامل العراقية تمثل مخاطر فورية على الولايات المتحدة بعد هجمات 11سبتمبر ايلول عام 2001 على نيويورك وواشنطن.
وفي ذكرياته التفصيلية عن المشاحنات داخل الحكومة وعن اجتماعاته الثنائية مع بوش مثلما رواها للصحفي البارز رون ساسكند الفائز بجائزة بوليتزر للصحافة قدم اونيل معلومات نادرة عن الادارة التي تتوخى السرية بطريقة غير عادية ولمحات عن رئيس لديه احيانا أولويات غير عادية، وطرح للبيع يوم الثلاثاء كتاب ساسكند «ثمن الولاء» الذي كان اونيل المصدر الرئيسي للمعلومات التي وردت فيه.
وطلبت وزارة الخزانة أمس اجراء تحقيق فيما اذا كان تم عرض أي وثيقة سرية اثناء المقابلة التي اجرتها محطة تلفزيون سي.بي.اس مع اونيل والتي اذيعت يوم الأحد.
ويقول اونيل في الكتاب ان طبيعة علاقته مع بوش تحددت في أول اجتماع بينهما عرض عليه فيه تولي منصب وزير الخزانة، وبدلا من ان تجري محادثات تفصيلية كان بوش أكثر اهتماما بمعرفة سبب تأخر شطائر التشيز برجر التي طلبها، وقاطع بوش الحديث ليستدعي اندرو كارد كبير موظفي البيت الابيض، ونقل اونيل عن بوش قوله «أنت كبير الموظفين، هل تعتقد ان بامكانك احضار بعض شطائر التشيز برجر لنا» واضاف «وأومأ كارد بالموافقة، ولم يضحك أحد، كل ما فعله كان مغادرة الغرفة بأقصى سرعة» وفي اول رد فعل من البيت الابيض بشأن المقابلة والكتاب قال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت مكليلان امس الاثنين ان انتقاد اونيل «يتعلق بدرجة أكبر بمحاولة تبرير وجهات نظره الشخصية وآرائه أكثر منه بالنتائج التي نحققها» وخلال أول لقاء بينهما بعد تولي بوش السلطة اطلق بوش على اونيل اسما هو بابلو، وبعد ذلك بدأ الرئيس في تسمية الوزير «بيج أو» لان اسم اونيل يبدأ بحرف أو.
واعتبر اونيل ذلك اسلوبا فجا عندما قال له «سأمنحك اسما، انه يلازمك الان» وخلال الاجتماع الأول بينهما وفي اجتماعات اخرى كثيرة لم يطرح بوش اسئلة، وكتب سوسكيند «كان ينظر إلى اونيل دون ان يغيّر تعبيرات وجهه أو يبدي أي رد فعل سواء كان ايجابيا أو سلبيا» واشار سوسكيند إلى ان اونيل تساءل ان كان بوش لا يعرف أي اسئلة يطرح اما انه يعرف لكنه لم يكن يريد سماع أي اجوبة.
وفي اول اجتماع يترأسه لمجلس الامن القومي في 30 يناير كانون الثاني 2001 قرر بوش سريعا تنحية عملية السلام بين العرب وإسرائيل جانبا والتركيز على العراق.
ووصف بوش لقاءه خلال زيارة ابان كان حاكما لولاية تكساس لإسرائيل في ديسمبر كانون الاول 1998 مع زعيم المعارضة الإسرائيلي وقتها ارييل شارون.
وقال بوش عن ذلك حسب رواية اونيل «وصف بوش اللقاء مع (رئيس الوزراءالاسرائيلي ارييل) شارون .. حلقنا فوق المخيمات الفلسطينية وبدت حقا في حال يرثى له، لا أرى ان بوسعنا القيام بالكثير هناك في هذه المرحلة. اعتقد أنه حان الوقت للانسحاب» وحذر وزير الخارجية الأمريكي كولن باول من ان تبعات ذلك قد تكون مزيداً من اراقة الدماء، ووفقا لرواية اونيل فان «بوش هز كتفيه بلا مبالاة» وقال «ربما يكون هذا افضل سبيل لاعادة الامور إلى نصابها» وفي نفس الاجتماع عرض جورج تينيت رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية صورة من الجو لمصنع في العراق قال انه ربما يستخدم لانتاح اسلحة بيولوجية أو كيماوية، وقال اونيل انه اعترض قائلا «لقد رأيت كثيرا من المصانع حول العالم تشبه إلى حد كبير هذا المصنع، ما الذي يجعلنا نشك في ان هذا المصنع ينتج عناصر بيولوجية أو كيماوية لصنع الاسلحة» وقدم تينيت ادلة ظرفية الا انه قال انه لا توجد «معلومات مخابراتية مؤكدة».
واضاف اونيل ان دليلا من هذا القبيل لم يتوفر مطلقا حتى اتخاذ القرار بشن الحرب على العراق.
ويؤكد اونيل انه مع عدم قدرة أو عدم رغبة بوش في قراءة بيانات مفصلة عن مجريات الامور فقد وضع نائب الرئيس ديك تشيني السياسات وادار دفة الامور يدعمه في ذلك المستشاران السياسيان كارل روف وكارين هيوز ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس.
ومن وجهة نظر اونيل فان افتقار بوش للرغبة في المعرفة ومتابعة مجريات الأمور والصبر كان معناه انه لم يكن مهتما حقا بالمواقف الثابتة المعلنة للحكومة الأمريكية وكان مستعدا للتخلي عنها دون أي تردد أو اسف.
وقال اونيل «بدأ الرئيس من الصفر واعتمد على نصيحة منظرين دون أي وسيط أمين في الأفق» وخلال اجتماعات الادارة كان من الواضح ان بوش لم يقرأ المذكرات التي ارسلها اليه اونيل والتي تعمّد ان تكون مقتضبة، ويقول اونيل ان مناقشات الادارة كانت تعد في العادة سلفا وكانت النتيجة تحدد مسبقا، ووفقا لرواية اونيل فان بوش خلال مناقشة حقيقية تتعلق بالسياسات الضريبية فقد «تركيزه سريعا» وقال اونيل «اذا لم تستطع التواصل مع الرئيس خلال اول دقيقة أو اثنتين.. فان القضية قضية خاسرة» وكارين هيوز ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس. ومن وجهة نظر اونيل فان افتقار بوش للرغبة في المعرفة ومتابعة مجريات الأمور والصبر كان معناه انه لم يكن مهتما حقا بالمواقف الثابتة المعلنة للحكومة الأمريكية وكان مستعدا للتخلي عنها دون أي تردد أو اسف.
وقال اونيل «بدأ الرئيس من الصفر واعتمد على نصيحة منظرين دون أي وسيط امين في الافق» وخلال اجتماعات الادارة كان من الواضح ان بوش لم يقرأ المذكرات التي ارسلها اليه اونيل والتي تعمّد ان تكون مقتضبة.ويقول اونيل ان مناقشات الادارة كانت تُعد في العادة سلفا وكانت النتيجة تُحدد مسبقا، ووفقا لرواية اونيل فان بوش خلال مناقشة حقيقية تتعلق بالسياسات الضريبية فقد «تركيزه سريعاً» وقال اونيل «اذا لم تستطع التواصل مع الرئيس خلال أول دقيقة أو اثنتين.. فان القضية خاسرة».
|