عندما تخلت عن نظامها العشائري.. هل أصبحت الكويت دولة صناعية..؟ إذا زاد الشيء نقص..
كل الدلائل تشير الى ان مخططا رهيبا قد اعد من اجل منطقة الخليج..!!
وكل الدلائل هذه تؤكد ان ارتفاعا في الحرارة قد يصيب ارض الذهب الاسود..! من هم وراء ذلك؟!
ليس مهما.. ومن هم الذين يتحركون.. من أجل ذلك ليس مهما ايضا..! ما يهم معرفته.. وهو معروف بالتأكيد لدى الكثيرين ممن يقدرون طبيعة التغيرات الجذرية التي تمت حتى الآن..
ويرى هؤلاء فيها دلالة واضحة لا تحتاج الى تفسير الى ان الذي حدث في الكويت وما يحدث ليس في حاجة الى من يتناول الجرس ليقرعه منبها محذراً.
فلقد علق الجرس في هذا البلد أكثر من مرة وكان اخر الذين علقوه بشجاعة هو جابر الاحمد ولي العهد ورئيس الوزراء نفسه دون مواربة ودون أدنى تردد تاركا كل التفسيرات والتأويلات لمن شاء أن يفسر.. وأن يتأول؟!
ولم يكن ذلك يعني عند جابر الاحمد اكثر من مواجهة جريئة للمسؤولية التاريخية التي جعلها التاريخ امانة بين يديه.
وليس الموضوع وما فيه مثلما يقولون اكثر من انطلاقة سريعة تمت في هذا البلد بسرعة زمنية يصفها البعض بأنها سرعة مذهلة.. ويصفها البعض الاخر بأنها سرعة طبيعية حققت ما حققته من نهضة عمرانية ومن تطور حضاري فرضته ظروف خاصة قد لا تتكرر كثيرا ونادرا ما تتكرر بالشكل الذي حدثت به في هذه البقعة الطيبة..!
تلك الروح البسيطة المتواضعة التي عرف بها أهل الكويت.. أين هي؟! وتلك البيوت الطينية أين ولت؟! وتلك النزعة الميالة الى حب الخير وعمل الخير لم تعد هي بنفسها مثلما كانت؟!
لقد تغير الوضع كثيرا خلال العشرين سنة الماضية.. تغير بحدة ولولا بقية من ايمان.. ولولا بقية اثر من آثار الماضي الطيب تساهم هي الاخرى في الابقاء على أن يحتفظ الكويت بشيء من العادات والتقاليد المحببة الى كل نفس بشرية في هذا الخليج بشكل خاص..!
ولنطرح الاسئلة بصراحة؟!
فهل حقق الكويت المعجزات التاريخية عندما صار مالكا لدستور حديث؟!
وهل حقق الكويت التقدم التشريعي عندما يتحدث هذا أو ذاك داخل مبنى طرازه غربي ويضم مجموعة من المواطنين غير المتجانسين؟!
وهل أصبحت الكويت دولة صناعية أو أنها على وشك ان تكون.. وخلال (كم) سنة عندما صار فيها حكومة (حديثة) تضم وزارة للتجارة والصناعة مثلا؟!
ولما تخلت الكويت عن نظامها العشائري راضية.. أم غير راضية لما حل لنظامها القديم.. هل حققت الامان والراحة.. وسيادة ما أسمته حديثاً بالقانون؟!
هل حققت الكويت جهازاً وظيفيا سليما بعد ان وضع لها بعض الخبراء وصنعوا (ديواناً للموظفين)..؟! وهل أصبحت الشؤون الاجتماعية على خير ما يرام وهي تدفع لأناس كافحوا وجاهدوا بأنفسهم وبأموالهم من أجل الأرض التي نموا عليها وترعرعوا مبلغا من المال زهيدا لا يسمن ولا يغني من جوع في الوقت الذي يرى فيه هؤلاء بعضا من الناس يجمعون من المال ما هم ليسوا في حاجة اليه.. ويقيمون العمارات والمباني طمعا وجشعا.
وتقديرا قد يحتفظ كل منا تفسيرات خاصة.. وقدتختلف النظرة.. الى هذه الاسئلة فقد تجد اجوبة مقنعة عند البعض وقد لا تجد اجوبة اطلاقا عند البعض الآخر.. ولكن وأيا كان موقف هذا أو ذاك.. فليس هناك وهذا (تقدير) من يختلف على أن الكويت وقد حققت أكثر مما حقق البعض، قد جعل منها دولة حديثة وأن ذلك قد أصبح موضع لوم وزعل (وبرطمة) مثلما يقولون عندنا في الكويت.. من قبل البعض الآخر.. فهم يرون فيما حدث في الكويت بالسرعة التي حدث فيها شيئا قد يترك أثره بشكل او بآخر على المنطقة التي لا تزال تبكى وتضحك.. تبكي لما هي فيه وتضحك فرحة متفائلة لما ترى وتسمع ما يحدث من تغييرات أساسية، في بناء هذا البلد الصغير فقد تصيبها العدوى. ولكن رغم هذا كله ليس هناك ما يمنع من القول وقد يكون قول الجميع في هذا البلد. وفي غير هذا البلد، اننا لا نريد مزيدا من الديمقراطية فلنقف قليلا ولنتطلع من جديد.. لنهضم جيدا قبل أن نبدأ بالتهام كمية اخرى من الديمقراطية تساعدنا على التطور الحقيقي الذي نؤمن به وندعو اليه.. ولكن باعتدال فإذا زاد الشيء نقص!!
عن (صوت الخليج الكوييتة) | 
