في مثل هذا اليوم من عام 1321 ولد الشاعر دانتيه في فلورنسا بإيطاليا، وكما يحكي لنا عن نفسه فإن عائلته تنحدر من «أصول نبيلة» للمؤسسين الرومان لفلورنسا وأنها كانت نبيلة أيضاً بسبب التشريفات التي محنت لها فيما بعد.
وقد اشتهر الشاعر الإيطالي دانتيه بملحمته المسماة «الكوميديا الالهية» والتي تعد من أعظم المؤلفات الشعرية في العصور الوسطى وأول عمل إبداعي كيتب في الأدب العالمي بلغة أوربية حديثة وبلهجة عامية.
عاش دانتيه في عصر يتسم بعدم الاستقرار وذلك بسبب النزاع السياسي بين الباباوات والأباطرة وبسبب النزاع بين المدن الإيطالية، وخاصة فلورنسا، التي تمزقت بين الفصائل المنافسة.
أما على الناحية الروحانية والثقافية فقد كانت هناك بوادر تغيير، ومع انتشار أعمال أرسطو الفلسفية، كانت هناك حاجة لعمل تناغم لفلسفته.
وقد انجذب ذهن دانتيه نحو التأمل الفلسفي، وفي إيطاليا قام جيوتو الذي حررنفسه من التقاليد البيزنطية باعادة تشكيل فن الرسم، بينما بدأ شعراء توسكان في تجربة أنماط جديدة من التعبير، ويمكن اعتبار دانتيه أعظم وآخر شاعر من العصور الوسطى، على الأقل في إيطاليا.
وبدأ دانتيه حياته المبكرة في تأليف الشعر، ذلك الفن الذي يخبرنا هو أنه علمه لنفسه كشاب صغير، ومن خلال أشعار الحب التي كتبها، أصبح معروفاً للشعراءالآخرين في فلورنسا، والأهم من ذلك أنه تعرف من خلال شعره على جيدو كافالسنتي التي نتج عنها تعاون في مجال الشعر حيث اهتم كل من دانتيه وجيدو بتأثير الحب على العقل، وخاصة من وجهة النظر الفلسفية، إلا أن دانتيه بدأ تدريجياً في تطوير فكرة أن الحب من الممكن أن يصبح وسيلة للكمال الروحي، وبينما كان جيدومهتماً بالفلسفة الطبيعية، قام دانتيه، باجتهاد، بزيادة معرفته بالشعراء اللاتينيين وخاصة فيرجيل الذي كان يطلق عليه فيما بعد بمرشد وسلطة فن الشعر.
|