كفكفت دمعي وجمعت الحطب والهشيم
واوقدت نار سناها ما احتواه الظلام
قضيت ليلي على صالي لظاها مقيم
وللغايب المنتظر.. كل العتب والملام
يالغايب المنتظر. خابر لصوتك هزيم
يملى الثرى ويتسامي لين حد الغمام
طلة محياك.. لو قالوا رسمها رجيم
اشوف فيها السكينه والسنا والسلام
تزرع من النور بتلات الضياء بالصميم
وتفك عن معصم السلوى عصي الفصام
تعال سولف على اللي صار حزنه عظيم
رمم تهدم فؤاده في شجي الكلام
جسد نحيب الروابي في رحاب القصيم
واقرأ المراثي على دنيا الفنا والحطام
بالطيب الوافي الشهم العطوف الحليم
سمح المحيا.. ندي الكف مثل الرهام
جالد زمانه بوهج القايله والصريم
وحبله مع الله موثق في صلاة وصيام
وخذني ل«مهد الذهب» اخذ الرضيع اليتيم
خل اتتبع مساره.. من ثمانين عام
وطف بي على الكعبة وزمزم وحول الحطيم
حتى اتخيل مروره بالحجر والمقام
ثم مر بي كل حفنة رمل فوق الاديم
عبر عليها.. تراني به كثير الهيام
دفنت «عبدالله الفرحان» وانا كظيم
وعزيت عبدالله الفرحان وسط الزحام
هذاك ابوي العزيز الطاهر المستقيم
وهذا حفيده سراج العمر وقت الجهام
يا ربي انظر لوجهه في ظلال النعيم
مع سيد الخلق واصحابه وصفو الانام
واسبغ علينا من السلوان صبر عميم
يا مالك الملك يا محيي رميم العظام