التشريح
يعتبر التهاب لفافة أخمص القدم أكثر مشكلة شائعة في القدم ومن أصعبها علاجاً. ولفافة أخمص القدم عبارة عن نسيج ليفي سميك يتصل بعظم العقب، ويمتد إلى قاع القدم والقوس، ويتصل بالناحية الخلفية من أصابع القدم، وهو يقوم بدور وتر السهم من أجل المحافظة على تقوّس القدم.
الإصابة
تتحمل اللفافة توتراً يقرب من ضعفي وزن الجسم أثناء المشي وذلك في اللحظة التي يبدأ فيها عقب القدم في الساق التي يتم بالارتفاع عن الأرض. وتزداد لحظة التوتر الأقصى هذه و«تحتد» (تزداد فجأة) في حالة افتقار عضلات ربلة (بطة) الساق للمرونة. وتبدأ المشكلة عند الإفراط في استخدام اللفافة، والتهاب التمزقات الدقيقة في اللفافة والتي عادة ما تحدث عند نقطة اتصال اللفافة بالعقب، مما يتسبب بحدوث الألم. وقد تتمزق اللفافة عند منتصف أخمص القدم وبالقرب من أصابع القدم أيضاً. إن التهاب لفافة أخمص القدم عبارة عن إصابة تحدث على نحو مستمر، إذ إنه يصعب إراحة القدم، وتزداد هذه الإصابة سوءاً بالتدريج. وتقصر اللفافة وتنشد أثناء الخلود للنوم أو الراحة كما هو الأمر بالنسبة لعضلات ربلة الساق. ولذلك، تعود الإصابة بشكل مؤلم عند النهوض. والنتوءات العظمية في العقب هي الطريقة التي يحاول بها الجسم مساعدة اللفافة لمعاودة الاتصال بالعقب. كما ان العظمة تتكلس باتجاه النسيج المتمزق لمساعدته على الالتئام. وفي حين أن النتوءات العظمية ليست هي سبب الألم الأولي ولا المشكلة، إلا أنها تكون نتيجة للمشكلة، ولا تكون هذه النتوءات مؤلمة إلا إذا كانت كبيرة جداً، أو متكسرة، أو في حالة وجود ضمور في اللبادة السميكة.
العوامل المساهمة
- القدم المنبسطة.
- القدم الصلبة ذات التقوّس العالي.
- الحذاء السيئ المساندة.
- الأحذية القصيرة.
- المشي/ صعود التلا ركضاً.
- المناطق الملساء (مثل الرمل).
- التقدم في العمر.
- الزيادة المفاجئة في الوزن.
- انشداد عضلات ربلة الساق.
فعندما تكون ربلتا الساقين مشدودتين، يسحب وتر إخلس Achilles Tendon عظمة العقب إلى الأعلى، مما يؤدي إلى حدوث الشد في اللفافة (الصورة اليسرى). وعند مد عضلات ربلة الساق، يحدث شد أقل في عظمة العقب، وشد أقل بالتالي في اللفافة (الصورة اليمنى).
الأمور المتوقعة من العلاج
بالنسبة لمعظم المرضى، تساوي الفترة الزمنية للعلاج الكامل للألم الفترة الزمنية من بداية الألم إلى بداية العلاج، بيد أن معظم الأشخاص يشعرون بتحسن الألم بصورة ملحوظة بعد بدء العلاج بأربعة أسابيع إلى ستة أسابيع.
العلاج
الأدوية: يصف معظم الأطباء أدوية مضادة للالتهاب لتسكين الألم،مع العلم بأنه يمكن استخدام أدوية مثل الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب.
الخلود للراحة: أصغ إلى جسمك. فإذا كان الألم يسبب لك الكثير من الضعف، فإنه يمكنك أن تخلد للراحة لفترة من الزمن.
تمارين المد: من الضروري جداً مزاولة تمارين المد مرتين على الأقل في اليوم وذلك لتخفيف الألم الذي يسببه التهاب اللفافة في أخمص القدم. فمن المعروف جيداً أن مد عضلات ربلة الساق بدون معاودة الإصابة في اللفافة، مرتين في اليوم، لاسيما قبل ترك السرير في الصباح، يعتبر علاجاً شافياً للعديد من المرضى.
أجهزة التقويم المزودة بوسائد حسب الطلب: في العديد من الأشخاص، يعتبر جهاز التقويم المصنوع حسب الطلب ضرورياً للمحافظة على التقوس الطويل وذلك بهدف الإبقاء على لفافة أخمص القدم قصيرة قدر الإمكان، ومنع مزيد من الإصابة. ويمكن تجريب أجهزة التقويم التي تباع في المحلات لمدة 6 أسابيع إلى 8 أسابيع، ولكن ينبغي استخدام جهاز التقويم الذي يتم تجهيزه حسب الطلب إذا لم يخف الألم.
الأحذية: يلبس 80% من الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية أحذيتهم دون ان يعرفوا أن أحد المقاسات صغير أكثر من اللازم، فاللفافة تتصل بالنواحي الخلفية لعظام اصبع القدم، ولذلك فإن لبس الحذاء القصير يتسبب في تقلص أصابع القدم مما يؤدي إلى انشداد اللفافة وحدوث تمزقات دقيقة فيها أثناء المشي. وهكذا فإنه ينبغي وجود مسافة بطول نصف بوصة على الأقل بين الطرف الأمامي للحذاء وأطول اصبع في القدم أثناء الوقوف.
وينبغي على المريض ان يضع زوجاً من الأحذية المساندة يسهل لبسها، وأن يضعها بجانب السرير، مع العلم بأن عليه ان يلبس هذا الحذاء قبل الوقوف، وذلك في سبيل المحافظة على التقوس والتقليل من احتمال الإصابة عند النهوض من السرير. وينبغي على المريض كذلك ألا يمشي حافي القدمين إذا كان يعاني من ألم في العقب.
الثلج: يعتبر وضع ثلج على المنطقة المؤلمة لمدة 30 دقيقة إلى 60 دقيقة أمراً مفيداً للغاية في تخفيف الالتهاب. ومن المهم أيضاً وضع الثلج على المنطقة المؤلمة بعد 15 دقيقة من مزاولة النشاط.
الجبائر الليلية: في الحالات المزمنة، يتم استعمال جبيرة ليلية لثني ظهر القدم، وهذه الجبيرة عبارة عن دعامة تحمل مقدمة القدم بشكل يشير إلى اتجاه الركبة قليلاً، وتحافظ على عضلات ربلة الساق ممدودة أثناء النوم، مما يمنع معاودة الإصابة عند النهوض مرة ثانية.
الجراحة: من النادر ان يستدعي الأمر إجراء عملية جراحية لعلاج التهاب لفافة أخمص القدم. ويتم النظر في إجراء العملية الجراحية فقط في حالة عدم نجاح كافة أشكال العلاج الأخرى.
التمارين الرياضية
تمارين المد لربلة الساق:
1- اتكئ على جدار ثم احني الركبة في جهة القدم التي لا يوجد بها ألم، وحرك هذه القدم خطوة إلى الأمام، وفي نفس الوقت الذي تحافظ فيه على العقبين على الأرض، والركبة الخلفية مستقيمة، انحني ببطء إلى الأمام باتجاه الحائط. سوف تشعر بمد خفيف في منطقة ربلة الساق، ولكن بدون ألم. حافظ على هذا الوضع لمدة 10 ثوان إلى 15 ثانية ثم استرخي. كرر التمرين 10 مرات.
2- ضع النتوءات المسديرة في القدمين على حافة درجة أو حاجز حجري أو دليل التليفون أو على لوحة ماثلة.
3- حافظ على الساقين مستقيمتين، واسمح للعقبين بالانخفاض باتجاه الأرض. والمد في هذا التمرين يكون مطولاً. حافظ على هذا الوضع لمدة دقيقة واحدة ثم زد المدة بالتدريج إلى 5 دقائق، مرة أخرى، ينبغي أن تشعر بمد خفيف ولكن بدون ألم.
سحب المنشفة بإصبع القدم: ضع منشفة على الأرضية، ثم امسكها بأصابع قدمك واسحبها باتجاهك. يمكن زيادة المقاومة بوضع ثقل عند طرف المنشفة. تجدر الإشارة إلى أن هنالك 19 عضلة في القدم، منها 18 عضلة تتصل مباشرة بأصابع القدم. إن هذا التمرين يساعد على تقوية كامل القدم.
المد باستخدام منشفة: ضع منشفة بجانب السرير. وقبل النهوض، ارفعها باستخدام النتوءات المستديرة في القدم، وحافظ على الركبة مستقيمة. استمر في السحب إلى ان تشعر بمد خفيف في عضلات ربلة الساق. حافظ على هذا الوضع لمدة 5 ثوان إلى 10 ثوان. كرر التمرين 10 مرات.
|