يبدو أن بطولة الخليج سلمت زمام أمرها وبدأت تدين لنا.. فللمرة الثانية على التوالي ينجح المنتخب الوطني في فك شفرتها ورموزها وتجلية أسرارها ويعود بالكأس إلى عرينه.. وإن كان الإنجاز الخليجي لا يضيف الكثير لسجل المنتخب إلا أن المستوى الكروي لدينا رغم تراجعه تخطى هذه المرحلة.. والمنتخب لم يكن يذهب لهذه الدورة ولا إلى الدورات التي سبقتها لإثبات أنه الأفضل.. ففي معظم الدورات كان هو الأفضل فنيا والمرشح الأول.. ولكن كانت مشكلة المنتخب كيف يثبت أفضليته ميدانيا وعمليا ويتغلب على العراقيل التي تحول بينه وبين تحقيق ذلك.
فالمنافسون مقتنعون تماما بأفضلية الأخضر.. لذا كانوا يتعاملون معه بصفته الفريق البطل فيضعون أمامه العراقيل الفنية والإعلامية لإعثاره.. لأنهم يقدرون قوته ويعلمون أنه الرقم الصعب ومن يتصدى له سيحقق إنجازا خاصا به ويصبح مؤهلا للمنافسة.. فتميزنا خليجيا كما ذكرنا أمر مفروغ منه خصوصا عقب تدهور الكرة الكويتية في العقد الأخير.. وكذا تراجع مستويات المنتخبات الأخرى مما رفع أسهم المنتخب بالفوز حتى والمنتخب لا يقدم المستوى المتوقع منه.. والمنتخب بهذا الإنجاز يكون قد حقق ثلاثية خليجية وثلاثية آسيوية وثلاثية مونديالية.. ليبدأ قريبا مسيرة «الرباعية».
«الآسيوية وكأس العالم» غير..
مع نجاح المنتخب وكسبه لبطولة الخليج واستحقاقه للشكر والتهنئة.. فإنه ليس من النصح وليس من الصدق مع المسؤولين وصف المنتخب بأنه الذي لم يأت قبله ولا بعده وأنه المنتخب الحلم! وأفضل منتخب بتاريخ الكرة السعودية.. وأن هؤلاء اللاعبين هم من سيرفعون كأس آسيا ويتأهلون للمونديال ويعاقبون ألمانيا.
فلا يوجد أحد فاهم لأبجديات الكرة يتوقع أننا بهذا المنتخب سنقارع اليابان وكوريا والصين وإيران.. وسننافس على قمة آسيا ونصعد إلى كأس العالم.. ويكفي أن يشير إلى هجوم المنتخب الذي لم يسجل غير ثلاثة أهداف في ست مباريات لإثبات واقعية رؤيته تلك..
الدورة قدمت مجموعة جيدة من اللاعبين أثبتوا جدراتهم بالمنتخب.. ولن نشير لأسمائهم لأننا لا نريد أن «نعرِّض» بالآخرين الذين لن يجري ذكرهم.. لكن هؤلاء بحاجة إلى دعمهم بعناصر متميزة.. بحاجة إلى أن «نصفي» المنتخب من العناصر التي هي عبارة عن تكملة عدد.. علينا الابتعاد عن المكابرة فالمنتخب يضم لاعبين ليس لهم ثقل في خارطة أنديتهم وبعضهم وُضع على قائمة التنسيق.
فمثل هذه العناصر لن تفيد المنتخب بشيء عند المنازلات الساخنة آسيويا وعالميا.. فالمنتخب على سبيل المثال بحاجة إلى خط هجوم كامل.. وبحاجة إلى بديل أو منافس للحارس مبروك زايد.. وهكذا...
ويتجاهل الذين يذمون «المنتخب السابق» ويصبون عليه الشتائم أن المشرف على ذلك المنتخب هو الأمير تركي بن خا لد، وأن أبرز عناصر ذلك المنتخب «المذموم» هم أعمدة المنتخب «الحالي» العويران والدوخي ونور وتكر والشلهوب وحتى المشعل «وإن هبط مستواه».. ف«المنتخب المذموم» كسب الخليجية بمستويات أفضل ومن أمام منتخبات أرقى فنيا.. ووصل إلى نهائي كأس آسيا.. وتأهل للمونديال. و«المنتخب الحالي» بفوزه بالخليجية لم يأت بجديد بعد.. ولكن مطلوب منه إنجازين اثنين ليثبت أفضليته أولهما حمل «كأس آسيا».. وثانيهما تحقيق «نتائج إيجابية» في المونديال.
المباراة بيد الحكم.
يلتقي غدا فريقا الهلال والنصر في لقاء تنافس تقليدي أخوي.. وسأتجاوز مناقشة الجوانب الفنية والتوقعات.. لأن مواجهة فرق المدينة الواحدة تتداخل فيها عوامل مختلفة تؤثر في نتيجتها وليس العامل الفني فقط.. فلو كان العامل الفني كافيا لقلنا ان الهلال سيجتاح النصر.. ولكن سمة هذا التنافس هي المساجلة وفوز هنا وانتصار هناك.. وهذا يعد إنجازا للنصر أكثر منه للهلال بحكم تفوق الأخير فنيا في معظم لقاءات الفريقين.. وإن كنت أتوقع «مهزلة آديموسية» جديدة تجرد الهلال من أسلحته.
الجمهور الرياضي وخصوصا المحايد منه يتوق لمشاهدة لقاء جميل وممتع بغض النظر عن النتيجة.. وأعتقد أن الحكم بيده تقديم هذه المباراة.. عندما يدير اللقاء بكل شفافية وجرأة وقوة ويعطي كل ذي حق حقه بعيدا عن النظر لألوان الفريقين.. وبعيدا عن الخوف و«فوبيا الدكة» صحيح أنه قد ينال تجريحا لو خسر أحد الفريقين لكن هذا سيكون مجرد انفعال وقتي جراء الهزيمة ويزول خلال أيام قليلة.. لأن التحكيم عند البعض عبارة عن «مشجب» اعتاد تعليق كل إخفاق عليه ولو لم توجد أخطاء.. ولكن عندما يخطئ الحكم خطأ ضخما كارثيا قصد أو لم يقصد.. فهنا الحكم يضع رقبته في المقصلة الحقيقية.. وسيخلد ذكرى هذه المباراة وهذا الخطأ لأعوام طويلة.. وقد تكون نهاية «حياته التحكيمية».
ضربات حرة
- عندما أطاح فرانكي بالركلة الترجيحية.. كان يطيح باللجنة التي أحضرته.
- الهلاليون أسقطوا فريقهم الشاب عندما رشحوه مبكرا للكأس.. فضغطوا عليه نفسيا وأفسدوا سياسة «القدوم من الخلف» التي نجح الفريق من خلالها في الوصول إلى النهائي.
- الاتفاق لعب باستراتيجية دفاعية بحثا عن التعادل للوصول إلى ركلات الترجيح.. وهو بهذا قتل المتعة إلا أنه نجح في تحقيق مبتغاه.. فالتاريخ يذكر الكأس ولا يذكر المستوى.
- في الموسم النصرم كسب الاتفاق كأس الأمير فيصل وكاد يهبط للأولى.
- الأخ فهد السميح كان خلف نقل محمد العنبر للهلال.. والسميح عرض مؤخرا على الهلاليين لاعبا يراهن عليه أكثر من العنبر.. ولكنه لم يجد أي تجاوب حتى الآن؟
- الجمعان أكبر من أن يقايض بلاعب آخر.. فهو هلالي ويجب أن يستمر كذلك.. ومن يرغب به فليدفع عشرين مليون ريال.
- إبراهيم الذيابي معلق جديد قال في مقابلة إنه يشجع العالمي النصر.. ولتبرير كشف ميوله قال إن البكر هلالي!.. ونصيحتي للذيابي أن يبتعد عن هذه الأساليب وأن يحترم كبار المعلقين.. فالبكر معروف أنه قدساوي.. ولكن لأنه ينصف الهلال ولا يذمه كما يفعل غيره من المعلقين تشن عليه الحملات باستمرار.
- أحدهم قلل من فريق الهلال الأولمبي بقوله «لم يصل للنهائي إلا من خلال شباك الشعلة والطائي»! ألا يعتبر الاتحاد فريقا كبيرا؟ وكيف تناسى أن الطائي اجتاح فريقه المفضل وعلى أرضه بالثلاثة.
- العويران أو الدوخي أحدهما هو الأجدر بلقب أفضل لاعب في بطولة الخليج..
- الدوخي اختير أبرز ظهير خليجي.. والعويران تألق بشكل لافت.. وهو من اللاعبين القلائل الذين حافظوا على مستوياتهم بعد انتقالهم للاتحاد..
- بعد إصابة بدرا المزمنة أدرج الهلال الأجنبي فرانكي بديلا عنه للمشاركة محليا.. حتى شوهد علي دكة الاحتياط في مباريات الدوري الأخيرة.
- تراوري زعلان وسامي مهمش والشيحان غير جاهز والجمعان يحضر ليغيب... الخ ترى ماذا ينتظر الهلال مع هذا المدرب وأين إدارة الكرة؟
بعيداً عن الرياضة
تناقلت بعض وكالات الأنباء الأجنبية «أن مواطنا سعوديا أبدى استعداده للتبرع ب«كلبه» الذي اشتراه ب«96 ألف ريال»! لملكة بريطانيا مواساة لها وجبرا لخاطرها بعد أن نفق كلبها العزيز عليها قبل أيام»! هنا توجد مخالفة شرعية في اقتناء كلب وهو يظهر أنه للزينة وليس للصيد أو الحراسة فضلا عن قيمته الخيالية، فملكة بريطانيا في غنى عن مثل هذه الهدايا فهي مليارديرة وتستطيع أن تشتري غابة كاملة بحيواناتها لو أرادت، هذا المواطن ماذا لو أنفق هذا المبلغ في أعمال خيرية ككفالة أيتام أو أرامل أو أسر فقيرة أو إغاثة محتاج أو فك كربة معسر أو دعم حلقات تحفيظ القرآن أو جعلها وقفا وصدقة جارية، لوجد نفعها في الدنيا قبل الآخرة حلاوة وسرورا وطمأنينة في قلبه وبركة في ماله، وفي الآخرة ليتخيل ماذا سيكون الأجر والثواب الذي ينتظره وهو من رحم عباد الله وأغاثهم وأحسن إليهم.. فالله أرحم وأكرم وأعظم جودا وفضلا وأكثر إحسانا.
|