لا أريد أن أفسد الفرحة ببطولة كأس الخليج، ولكنني أنشد الواقعية في التعامل مع هذا الحدث البارز والرائع في مسيرة كرتنا السعودية.
فلقد تابعت ردود الأفعال المحلية وبالأخص الإعلامية منها حول فوز منتخبنا الوطني ووجدت الكثير منها مخلصاً وصادقاً وهذا ما يجب أن يكون، أما ردود الأفعال الأخرى فتراوحت ما بين مجامل وماسح جوخ لمسؤولي المنتخب، وما بين متعصب وناقم وحاقد على عناصر سابقة في المنتخب فوجد في الانجاز الخليجي فرصة للتشفي من تلك العناصر بالقول إن البطولة لم تتحقق إلا بالتخلص من تلك العناصر.
أما المجاملون فلا أعتقد أن كلامهم سيأخذه المسؤولون بمحمل الجد أو الاحترام لأصحابه، فهل يمكن قبول قول أحدهم إن منتخبنا الحالي هو الأفضل في تاريخ المنتخبات السعودية؟! إنها مجاملة ممجوجة ومرفوضة.
وأما المتعصبون والناقمون على العناصر السابقة في المنتخب سواء كانت نصراوية أو هلالية أو أهلاوية أو اتحادية أو غيرها فما يؤسف له أن تتاح لهم فرصة التعبير السلبي عن الفرحة، فهؤلاء لم يفرحوا ببطولة تضاف لسجل إنجازات الوطن ولكنهم فرحوا بالبطولة ليغيظوا بها «يتوهمون ذلك» آخرين من أبناء بلادهم، يالها من ممارسات صبيانية جاهلة، ولكن تبقى «الشرهة» على من أفسح لهم المجال ليمارسوا ذلك الغثاء، حيث يجب أن يدركوا أن أي تلميح أو غمز أو إشارة بسوء ضد عناصر سابقة خدمت المنتخب هو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، فكل الأجيال السابقة التي مثلت المنتخب لها حق الاحترام والتقدير فقد خدمت الشعار الأخضر بكل حب وإخلاص وساهمت في تحقيق إنجازات مماثلة لبطولة الخليج بل وأكبر من هذا الإنجاز فالكرة السعودية شهدت في زمن أولئك الأبطال تحليقاً عالياً في سماء الكرة القارية والعالمية حيث فاز منتخبنا بكأس آسيا وتأهل لمونديال كأس العالم لثلاث مرات متتالية وهذا ما نتمنى أن يحققه منتخبنا الفتيّ الحالي بل وننتظر منه ما يفوق تلك الإنجازات، فنحن ما زلنا في بداية المشوار وننتظر من هذا المنتخب «الأمل» الكثير والكثير ونتمنى أن يتوقف من يضعون العصي في دولاب المنتخب عن ممارساتهم البليدة حتى يمضي الأخضر في طريقه المرسوم له دون عوائق وعقبات يرتكبها ثلة من ماسحي الجوخ والمتعصبين، فالمنتخب الحالي أمل وما زال في طور البناء ولم يحقق إنجازاً يفوق ما سبقه ولم يبلغ مرحلة من النضج والاكتمال حتى نطلق عليه الأفضل في تاريخ المنتخبات السعودية.
فدعوا قافلتنا الخضراء تسير يحفها الحب والإخلاص في القول والعمل بقيادة سمو ربانها الماهر وسمو نائبه وسمو المشرف العام دون تشويش من مغرض أو إيهام من منافق.
|