المكرم رئيس التحرير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
طالعنا مقال م.ع. من الزلفي منشوراً في الجزيرة عدد 11417 الخميس 9-11- 1424هـ تحت عنوان «زوجي تزوج برواتبي من زميلتي». وحول هذه القضية نقف معها عدة وقفات:
الوقفة الأولى مع الزوج: أيها الزوج الكريم، كيف أنكرت الجميل وصرفت أموال زوجتك على شهواتك حينما تزوجت دون علم منها؟! هي لن تمنعك ولكن تصرفك الخاطئ يحدث صدمة يطول اثرها ويفتح باباً للخلاف لا سمح الله. وإنني هنا أعاقبك على تصرفك الأرعن ابتداءً من أكل أموال زوجتك ومن ثَمَّ صرفها في ضرة لها ودون علمها، لكنني أقول لك: أيها الزوج وقد حصل ما حصل يمكنك ان تعيد المياه الى مجاريها بحسن التصرف والإدارة والعدل وإعادة أموال زوجتك الأولى كاملة دون نقص لأنك مؤتمن على هذا المال ومسؤول عنه أمام الله.. واحذر دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب.
الوقفة الثانية مع الزوجة الثانية: أيتها الزوجة، بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير.. أيتها الأخت الفاضلة، ما كان يجب منك مثل هذا التصرف دون حكمة، ألم تكن زوجته أمامك كل يوم؟! لما لم تطرحي موضوع الزواج عليها بطريقة أخذ الرأي وعدم المفاجئة، لأنكما ستكونان أسرة واحدة وحياة واحدة؟ ولا أظن امرأة تقف في وجه زوجها تمنعه من التعدد إذا كان منصفاً وصريحاً.. ومثال ذلك ان احد المعارف قال لزوجته: اريد ان اتزوج وكان هذا الزوج معه امرأتان.. أتدرون ماذا قالت له؟ قالت: فليكن زواجك حلاً لمشكلة قال: كيف؟ قالت: ابحث عن عانس او مطلقة لان مثل هؤلاء لن يأتيهما شاب مبتدئ فتكون حققت رغبتك وحللت مشكلة، وفعلاً نزل هذا الزوج عند رأيها، وكان هذا الزواج خيراً للجميع وزاد من ترابط الأسرة.. ان طرح موضوع الزواج على الزوجة ليس عيباً.. وهنا نعتب على هذه الزوجة بتصرفها وكتمان امر الزواج.. لكن أيتها الزوجة وقد حصل الزواج كوني عوناً لزوجك على العدل وخذي عن خاطر زوجته الأولي بما ترينه مناسباً، والحذر من التنازع فأنتما بيت واحد واسرة واحدة.
الوقفة الثالثة مع الزوجة الأولى: ايتها الزوجة الأولى لقد نثرت الدموع بمقالك على صفحات العزيزة، وحق للدموع ان تنهمر والعيون تتابع فصول حياتك السعيدة وتضحياتك الجسام مع زوجك الذي تنكر لفعل الجميل وتصرف وكأنه يتزوج لأول مرة، متناسياً زوجته وأولاده. ايتها الزوجة ان مثل هذه الواقعة تقع من ازواج اعمتهم المادة ويتصرفون بما تمليه عليهم رغباتهم دون النظر في العواقب. ولك هذه القصة من زوج ظالم، هذا الزوج تزوج من امرأة معلمة وكان يأخذ رواتبها كاملة وصدقوني كانت تستدين وراتبها 9000 ريال ولا يعطيها منه ريالاً واحداً وكان يقول لها: اريد ان أعمّر بيتاً، وفعلاً اشترى ارضاً وعمّر بيتاً من حسابها وباسمه فلما كمل البيت تزوج مما بقي من راتبها ووضع هذه الزوجة في الدور الارضي وجزء من الدور العلوي اما زوجته الأولى صاحبة البيت والمال قال لها: أنت تكونين في هذه الشقة الضيقة والتي كان يقول لها: هذه الشقة للايجار لتساعدنا على أمور الحياة.
إن مثل هذا التصرف لا أجد له حلاً خاصة أمام زوج نزعت من قلبه الرحمة وما عاد يردعه شيء ليقف عند حده، فالزوجة لما ناقشته: ان هذا البيت لي ومن رواتبي اما تخاف الله؟! قال: إذا ما يعجبك ما ترين فالباب مفتوح.. وهنا أقول لهذا الظالم: كيف بلغت بك قسوة القلب هذا المبلغ لكنني لن أتحدث معك لأنني مؤمن بمصيرك المتوقع في الدنيا وما أعده الله للظالمين يوم القيامة.
انني اطلت الحديث على غير العادة لكن القلم ملكني ولم أملكه هذه المرة فسار يعرض الذي صار.. أيتها الزوجة المظلومة عليك بالدعاء لزوجك والحذر من الدعاء عليه فإن رحمة الله قريبة من عباده الصالحين.
ويا أيها الازواج المتنكرون ألم تقفوا مع انفسكم وقفة واحدة وتحاسبوها قبل ان تحاسبوا؟! قال صلى الله عليه وسلم: «ويل للظالم من المظلوم»، وويل وادٍ في جهنم تشتكي منه النار لشدة حرارته.. اللهم وفقنا للعدل والانصاف والصدق والصراحة وقول الحق، إنك سميع مجيب.
علي بن سليمان الدبيخي /بريدة |