عزيزتي الجزيرة:
كتب الاستاذ حمد بن عبدالله القاضي مقالاً في جداوله العذبة عن الأخطاء اللغوية الخطيرة التي تقلب المعنى رأساً على عقب!!
واورد ابو بدر قصة عن «المتوفى والمتوفي» وقد كنت اطلعت عليها مسبقاً في كتاب الاستاذ عبدالهادي الطيب «اللقافة في الصحافة» فقد ذكر هذه القصة عن الاستاذ/ سعيد الافغاني رحمه الله وهو من علماء اللغة العربية حينما كان يسير هو وزوجته ومر بجنازة فسألته زوجته هل تعرف المتوفي؟ فقال لها: الله.. فأصابتها الدهشة.. ولم يكن رحمه الله يورد ذلك من اجل السخرية بل كان يقصد المعنى البعيد الذي وصل اليه وهو اصلاح ما افسده الدهر من تكسر اللغة العربية وتقويمها على ألسنة الآخرين.. ويبدو أن الاستاذ الطيب ايضاًَ يرمي الى اهداف الاستاذ الافغاني رحمه الله حينما نهج من حياته التعليمية ما يقارب ذلك النهج وهو اعطاء الاجابة الصحيحة الخالية من الاخطاء الاملائية اكثر درجة من الاجابة الصحيحة التي فيها خطأ إملائي.. هكذا يكون التعليم بالطريقة غير المباشرة وهي بلا شك اوقع واكثر مفعولاً فابناؤنا لا يحبون طريقة التلقين وينفرون منها لذلك كان من الاجدر ان تدخل مادة الاملاء مع كل المواد بشكل غير مباشر بحيث يمكن للمدرس من خلال مادته التوجيه السليم لهذه الاخطاء وتحاشيها.. ولكن مع الاسف ان يكون هناك مدرسون احياناً يخطئون مثل هذه الاخطاء الفادحة التي تقلب الكلمة وتحول المعنى وهذا ما دعاني ان اقول في البداية انها اخطاء موروثة يرثها الطلاب من المدرسين ويورثونها من يأتي بعدهم وحينما يكون الاساس خاطئاً فلاشك ان البناء ضعيف ومتهالك لذلك نحتاج وبصدق إلى إعادة تأسيس وترسيخ مادة الإملاء ليس فقط في المرحلة الابتدائية بل لابد ان تكون ملازمة مع جميع المواد في كل المراحل حتى على الاقل نتمكن من الحفاظ على لغتنا الخالدة وننأى بها عن اللحن وقلب المعنى.
شكراً للقاضي على جداوله والشكر لعبدالهادي الطيب.
فوزية ناصر النعيم/عنيزة |