قرأت تعقيباً جميلاً للأخت الفاضلة فاطمة العتيبي في زاويتها «نهارات أخرى» وكم أنت جميلة أيتها الفاطمة بروحك ومبنى حروفك ومعناها.
تكلمت - وفقها الله- عن أخلاق بعض الرجال واستغلال المكاتب النسائية لمهاتراتهم.. ولن أُعقب على هذا الموضوع أو أُدلي بالذي عندي فقد قالت ما أريد ويزيد عن تلك الأخلاق الذكورية المؤسفة من شروط البطر والفراغ والفضاء.
وذكرت ان من شروط بعضهم من تحمل الماجستير او الدكتواره دون ان تطلع هذه الزوجة المصون على أي من الأجهزة العصرية، كالإنترنت وغيره من الوسائل المرئية الحديثة وقد تعجبت من تعليق الأخت الفاضلة على انتفاء تلك الصفة خاصة ممن يحملن هاتيك المؤهلات العالية.
إذ كيف تعتلى صهوة الخيل دون سرجه؟!
وإن كان هذا صحيحا صحة جازمة بأن الباحثة لا تستغني عن الإنترنت خصوصاً والوسائل المرئية الأخرى عموماً، إلا ان هناك باحثات من حملة الماجستير والدكتوراه من ليس عندها جهاز كمبيوتر أصلاً.. ولم تفكر فيه، ومع ذلك فقد برعت في بحثها أيما براعة وأجادت في عرض رسالتها من جميع جهاتها، وحللّت، ودققت، ورأت رأيها، ضاربة بذلك الجهاز الحديث عرض الحائط.
ألم تعلمي اختاه ان جُلّ افادتنا من الأقدمين الذين لم يعايشوا هذا الجهاز، ومع ذلك فالباحث يرجع الى ما قالوه سواء بتلك الأجهزة الحديثة أم بكتبهم القيمة لا حرمنا الله منها.
ثم ان هذا الجهاز قد قلت قيمته عما كان عليه في بدء نشأته، لان مسؤولي الصحف وغيرهم يرسلون عيون الجهاز الى زواياهم، فلا اعتقد ان يكون هناك حاجة ماسة الى اقتنائه لكل واحد.
وان كان هناك من بد فلا بُدّ منه في بعض احيانه لمن تخصصه يطالبه في ذلك، أما مسألة انه امر حتمي فلا أجزم بذلك البتة.
ولك ان تستبيني عن هؤلاء المتسمرين حوله ومدى ما استفادوه من ثقافة وعلم وأدب!
فالمثقف ليس بحاجة لتلك الأجهزة إنما هو ذلك الحريص على القراءة والاطلاع قبل تلك المخترعات وبعدها.
وكم قابلت وللأسف الشديد من لا يستغني عن الجهاز لحظة، وحينما يحصل نقاش، او تدور فائدة علمية، او حصيلة لُغوية، فهو في آخر المصاف المشاركة، لا ثقافة عقلية، ولا لسان بيّن، ولا جنان سليم، وإنما عيون غائرة، وعقول خاوية، وروح عن الثقافة البحتة مائلة.
وإن كان هذا كله ليس رداً على مقصودك الأساس، لكن أحببتُ ان أُعقب على ما قلت وزيادة جاشت في نفسي أجبرني إخلاص قلمك البوح بها.. وللجميع تحياتي.
أسماء بنت عمرو |