ننعم ولله الحمد في هذه البلاد المباركة بنعمة الأمن والإيمان، ولقد كنا إلى وقت قريب نتحاشى الذهاب إلى مراكز الشرطة نظرا لما ترسب في اذهاننا من مفاهيم خاطئة افرزتها التداعيات القديمة لرجال الشرطة.
ولقد كتب الله عز وجل لي ان ازور منطقة القصيم في اجازة عيد الفطر المبارك، وان اقدم بلاغا لدى أحد مراكز الشرطة فيها، والذي ظننت ان بيني وبين المسؤولين في هذا المركز علاقة وطيدة نظرا لما فاجأوني به من حسن استقبال وحفاوة بالغة واهتمام شديد، وكنت اعتقد ان ذلك خاص بي فإذا بي أرى الاهتمام والحرص واللطف والبشاشة هي ديدن ذلك القائد المحنك ومرؤوسيه مع كل المراجعين من كبير وصغير، مواطن ومقيم، متعلم وجاهل.
الحمد لله انتهت مراجعتي في هذا المركز وتمنيت انها لم تنتهي!! لا لشيء وإنما لأسعد مع هؤلاء الرجال الأشاوس في مركز شرطة بريدة الشمالي وفي تلك الملحمة البطولية التي يقودها المقدم فهد بن إبراهيم الربدي مدير المركز بالنيابة ومرؤوسيه من ضباط وأفراد.
فهنيئاً لسكان مدينة بريدة، بل هنيئا لنا جميعا بأمثال هؤلاء الرجال البواسل الذين سهروا على راحتنا حين نمنا، وتعبوا من أجلنا، وتركوا مشاركة أهليهم فرحة العيد من أجل الحفاظ على أمننا واستقرارنا.. ومع ذلك لا يبدون تذمرا أو ضجرا لا لشيء وإنما ابتغاء وجه الله تعالى.
وانني من هذا المنبر اناشد المسؤولين في الأمن العام ان يعمموا على جميع مراكز الشرطة في بلادنا الغالية ان تنتهج منهج مركز شرطة بريدة الشمالي وان يحتذو حذوهم، كما أناشد المسؤولين ان يكافئوا المحسن على احسانه ليعلم الجميع انه وكما يحاسب المقصر فإنه يكافأ المحسن على احسانه وهل جزاء الإحسان إلا الاحسان؟
وختاما.. ليس لي إلا ان ادعو بالتوفيق وان يجعل ما يعملونه خالصا لوجهه الكريم وان يجزيهم عنا خير الجزاء وان يجعلهم قدوة حسنة لبقية زملائهم في كافة بلادنا الحبيبة.
|