أَزْهَرْتَ بِرّاً وَإحسَاناً وإيمَانا
«يا خالدَ» المجدِ فاخْلُدْ في حنايانا
رصَّعْتَ مجدكَ مجداً خالداً أبداً
وَشَّحْتَ ذكركَ أنواراً وريحانا
كيفَ احتويتَ علومَ الفِقْهِ مِنْ صِغَرٍ
ورحتَ تحفظُ آداباً وقُرآنا
يا ابنَ الذين كساهُمْ ربُّهُمْ شرفاً
هبّوا إلى المجد آساداً وفرسانا
ستُّ وعشرونَ من تاجٍ وأوسِمَةٍ
تاجٌ يُرَصَّعُ فوقَ الصَّدرِ تيجانا
ستُّ وعشرونَ قد قُلِّدْتَ في فَخَرٍ
يسمو الوشاحُ على الأبرارِ نشوانا
كأنك البدرُ في العلياءِ منتشراً
تضيء خُلْقاً وأخلاقاً وإيمانا
أَحاطَ كفُّكَ ساحاتِ العُلا كَرَماً
وَالعَزْمُ أوقَدَ في الأَعدَاءِ نيرانا
لوْ مَرَّ ذِكْرُكَ في صَحرَاء مُقْفِرَةٍ
لاخْضَوْضَرَ الوَردُ أَشْكَالاً وَأَلْوَانا
هَيْهَاتَ أَحْصِي جيَاداً أَنْتَ فَارِسُهَا
فَالخَيْلُ مَا طَاوعت إِلاكَ فُرسَانا
أَقَمْتَ عَدْلَكَ فِي الأَوْطَانِ قَاطِبَةً
فَالشَّرعُ يَحْكُمُ أَرْيَافاً وَبُلْدَانا
لما توالت على لبنانَ كارثةٌ
أَسرعتَ تحضنُ بالأَجفانِ لُبْنَانا
ضَمَّدْتَ جُرْحاً بَلِيْغاً كَانَ يُؤلمُهُ
داويتَ بالعزمِ آلاماً وأَحزانا
وَرُحْتَ تجمعُ شمِلَ العُرْبِ مؤتلقاً
تبني التضامُنَ أَرْكَاناً وَبُنْيَانا
كلُّ المحافِلِ وَالآرَاءِ تَتْبَعُكُمْ
كنتَ الضياءِ لهَا بَلْ كُنتَ عُنْوَانا
يا مَنْ تَسَرَّبَ وَهجُ المجدِ من دَمِهِ
واستوطنَ المجدُ في كفَّيْهِ أَزمَانا
مَا طَاشَ سَهْمُهُ عَنْ طَيْرٍ وَعَنْ رَشَأٍ
يرمي صُقُوراً وَآساداً وغزلانا
عذراً «أبا بندرِ» إنْ خانني قلمي
فالشعرُ يسمو بِكُمْ عِزّاً وَرِيحَانا