ما زالت آمال وأحلام طالبات جامعاتنا توقفنا معها.. فأتوقف، وكلي أمل أحيا من أجله حتى تتحقق أمانيهن التي دب إليها الصدأ، ولاسيما عندما أتحدث عن قسم الانتساب الذي كتب فيه قبلي الكثيرون، والمعاناة التي تتكبدها طالباته.
وما زالت آمالهن واسعة حتى يتخطين تلك الحواجز المنيعة، التي تقف عائقاً أمام مستقبل فتياتنا.
ولكن مَنْ يسمع، ومَنْ يرى ومَنْ يشعر بآلامهن، وربما صرخاتهن التي ذهب صداها؟
ولكن لا مجيب لتلك الشكوى المرّة التي تغلب على طموحاتهن.
إنني أتحدث من واقع منظور، وكم تمنيت أن نجد مبادرة طيبة من قِبَل المسؤولين بالنظر في موضوع مهم يشكل مستقبل جيل بأكمله، وقد وعد الدكتور أسامة طيب بأن ينظر إلى الأمر بجدية، ولكن هل فعلا نحقق ما نقول، أم أن وعودنا تُنسى ويطويها النسيان، وتبقى طالبة الجامعة رهينة للخوف والقلق على مستقبلها السرابي؟
وتلهث إلى مالا نهاية على أمل أن تجد مَنْ يسمع شكواها وعذابها.
أرى أمامي نماذج محزنة من المواد المقررة على طالبات الانتساب المدفوع، دون أن يكون هناك معين أو مساعد مثل: «الملزمات أو الملخصات» حتى تعينهن على استيعاب المادة الخانقة المطولة الكاسدة. حقيقة إنني أرثي لحالهن وخاصة أن مؤسس هذا الصرح الكبير الملك عبدالعزيز رحمه الله وكان الأجدى أن نجد رجالاً يغارون على هذا الصرح التعليمي الكبير، وننتج علماً بتعلم.. ونسلك منهج الخبرة والدراية المجدية وتقديم مايفيد وطرح الحشو الميت الذي يعطل عقل الطالبة.
وما زالت أحلام فتياتنا وتطلعاتهن الوردية بتغيير جذري للطريقة المستخدمة في تعليم طالباتنا اللاتي اعتصرهن الألم والجهد الكبير المبذول، وليس لهن سوى الشكوى فإلى الله المشتكى.
ولم تعادل الجامعة بين المنتسبة وطالبة الانتظام وهي أوفر حظا، فلها نصيب الأسد إن صح التعبير ويتوافر لها مالا يتوافر للأخرى، فمتى ننصف المظلومة ونكون عادلين، ونطبق مقولة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام «لا قول إلا بعمل»، حتى ننهض بالتعليم في بلادنا ونؤدي رسالتنا على أكمل وجه وننتج جيلاً نافعاً لا خاملا يحمل في يده لواء العلم والمعرفة الحقة.
مرفأ: الحلم أمنية ينال منها الواقع.. يحد من بريقها مهما كانت مقبولة إلى حد ما.. تظل دائما دون الحلم الأمنية.! (مقولة للكاتب سعد البواردي)
|