ترجمةً لجهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيزوزير الداخلية ورئيس مجلس ادارة اكاديمية نايف الامنية وتطلعاته المستمرة الى ان تكون اكاديمية نايف العربية الامنية في مصاف المؤسسات العالمية المتميزة، جاء قرار مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته «21» الذي انعقد مؤخراً في تونس بتغيير مسمى الاكاديمية الى جامعة نايف العربية للعلوم الامنية لتؤدي دورها المنشود في تحقيق الامن العربي بمفهومه الشامل.
ويعتبر هذا القرار إنجازاً مهماً وكبيراً لهذا الصرح الاكاديمي والعلمي بعد ان حقق تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية، وتبوأ مكانة مرموقة على مستوى الوطن العربي وفي المحيط الاقليمي والدولي، كما يعد هذا القرار اعترافاً رسمياً بكفاءة ومكانة هذه الاكاديمية وبالدور الكبير الذي قامت به عبر تاريخها الطويل في خدمة العلوم الامنية العربية، ونقلة نوعية لها بعد ان بذلت خلال الفترة الماضية بقيادة رئيس مجلس ادارتها والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب سمو الأمير نايف جهوداً متميزة من حيث الكفاءة والخبرة والقدرة على تأهيل الكوادر التي يحتاجها العالم العربي في مجال من اهم المجالات وهو المجال الامني الذي كنا ومازلنا نتفيأ ظلاله سواء في المملكة التي تعتبر نموذجاً لهذا الامن المستتب او في عالمنا العربي.
ومايزيد من اهمية انشاء هذه الجامعة هو انها ستؤسس لاستراتيجية عربية موحدة لمجابهة الاخطار المتزايدة في عالم اليوم، وستلعب دوراً بارزاً في سد الثغرات، وتفتح مجالاً واسعاً للتوافق على خطط مشتركة عالية الكفاءة من اجل تفعيل اجهزة الامن والرقي بها الى مستوى متقدم وحضاري بما يتوافق مع التسارع في انتشار المعلوماتية وتقنية الاتصال والبرمجة لضبط حالة الاجرام التي تستخدم آخر نماذج التطورات التكنولوجية.
ولاشك ان انشاء جامعة الامير نايف العربية للعلوم الامنية ستشكل نقلة نوعية في مجال التعليم الامني للكوادر السعودية والعربية المؤهلة لمطاردة فلول الاجرام والارهاب، وتمثل اضافة جديدة ومهمة الى قطاع التعليم العالي في المملكة والعالم العربي والاسلامي، لأنها ستسد مكاناً لا يسده غيرها بحكم طبيعة تخصصها واساليب تعليمها، باعتبارها اول مؤسسة تعليمية تدرس التخصصات الامنية تنشأ في العالم العربي وتمنح شهادات اكاديمية في الماجستير والدكتوراه معترفاً بها في انحاء العالم كافة.
وبعد قرار تغيير مسمى اكاديمية نايف العربية للعلوم الامنية الى جامعة نايف العربية للعلوم الامنية الذي اتخذ مؤخراً عرفاناً من اصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب بالرعاية الكريمة والدور المهم الذي اضطلع به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في سبيل النهوض بمستوى الامن العربي وفق اسس ومعايير علمية.
كما سيزيد من ايجابية انشاء هذه الجامعة ما يتميز به صاحب السمو الملكي الأمير نايف من حنكة وبعد نظر واهتمام بكل ما يضمن الامن الوطني الشامل لجميع مناحي الحياة لكل مواطن ومقيم في وطننا الغالي بصفة خاصة وفي الوطن العربي بصفة عامة، ولذا فإنني متأكد ان سموه الكريم قد وجه بأن تكون من اهتمامات هذه الجامعة هو الجانب الامني الصحي بمفهومه الشامل وذلك من خلال المناهج العلمية والاكاديمية للجامعة التي سيكون من ضمن تخصصاتها تدريس العناصر او المواد الحيوية المستخدمة في مختلف انواع الجرائم او الممارسات الارهابية وطرق الوقاية منها ومساعدة المختصين في الجهات الامنية بالكشف عن الجناة والتعرف عليهم، وان من اهم الوسائل العلمية المؤكدة في الكشف عن المجرمين البصمة الوراثية او ما يعرف باختبار الحمض النووي وما يمكن للجهات الصحية المتخصصة ان تقدمه من دراسات ووسائل الوقاية والعلاج الصحيحة لمن يتعرضون للإصابات بالمواد المستخدمة في مثل تلك الجرائم.
نرجو ان يكلل الله جهود العاملين المخلصين فيها بالنجاح والتوفيق وان يحفظ على بلادنا نعمتي الامن في الاوطان والصحة في الابدان تحت قيادتنا الحكيمة بتوجيه ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الامين نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران المفتش العام، وبمتابعة واشراف من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظهم الله وسدد خطاهم.
|