هؤلاء الذين غرَّروا بالصبية ودفعوا بهم إلى تنفيذ التفجيرات في الرياض، وإلى قتل أنفسهم بعد إزهاق أرواح النساء والأطفال والمسلمين بصفة عامة.. إلى ماذا كان يرمي هؤلاء؟!
تبرز الفوضى في مجمل هذا الفعل الإرهابي، فاختيار مجموعة من الصبية للعمل ضد دولة لا يعدو كونه عملاً يائساً، وليس هناك آفاق أمامه وهو ينتهي في موقع الجريمة لكنه يُخلِّف حسرة في النفوس ويبقى أن الهدف النهائي هو إشاعة الخوف والرعب وحالة من عدم الاستقرار وسط المجتمع..
فهؤلاء الصبية لا يمكن تحميلهم مسؤولية مهام ما بعد التفجير، وليسوا مؤهلين لأداء عمل آخر، بل هم أدوات أصبحت طيِّعة في أيدي أناس لديهم قدرات على الخداع وتخدير الآخرين باختلاقات وهمية تتدثر بالدين وتتجرأ حتى على استغلال آيات القرآن الكريم في أغراضها الدنيئة.
فقد أباح هؤلاء لأنفسهم منح «صكوك الغفران» بل والوعود بالجنة التي رأينا كيف أنها أزهقت أرواح الآمنين من المسلمين من نساء وأطفال ورجال..
لقد أبرزت اعترافات المتورطين في جرائم التفجيرات أن الذين يقفون وراءها لا يتورعون عن استغلال المقدسات لخدمة أهدافهم الشريرة وأنهم يختارون حتى ضحاياهم من بين صغار السن ليسهل عليهم حشو رؤوسهم بالإنتاج الفج لمخيلاتهم المريضة وأوهام الضلال والفساد.
لقد تعين على بعض الصبية ترك محيطهم الأسري الآمن ليجروا وراء السراب ظناً منهم أنهم يدركون جنات النعيم عبر حمامات الدم وجثث الآمنين.
لقد فضحت الاعترافات التي بثها التلفزيون هذه النوعية من التحريض الرخيص على أعمال الشر ونبَّهت إلى ضرورة حماية النشء من الأفكار المنحرفة التي تسمم عقولهم وترمي بهم إلى مهاوي الضلال والفساد وتبعدهم عن جادة الصواب وتحبب إليهم اللجوء إلى الإثم والعدوان والإطاحة بسلامة المجتمعات واستقرارها.
|