شهد الفضاء الإعلامي انطلاقة قناة سعودية جديدة هي القناة الإخبارية التي جاءت لتحقق طموحاً في الإعلام السعودي جاء في وقته.
فلقد كان لهذه القناة وقعها الإيجابي على نفوس المتابعين الذين طال تشوقهم لقناة سعودية تكون على مستوى المنافسة الإعلامية المعاصرة التي اشتدت حدة واتسعت مساحة ولم يعد بمقدور المخلصين لإعلام اوطانهم الا ان يواجهوا المنافسة ويقتحموا ميدانها بعلم وثقة وبمزيد من الاخلاص والعمل.
وجاءت «الإخبارية» السعودية معبرة بصدق عن ذلك التطور الكبير الذي يشهده الإعلام السعودي الذي ترعاه الدولة ورسمت سياساته وحددت ملامحه وتوجهاته وانفقت عليه الكثير ووفرت له ما يؤهله للنجاح والانطلاق، فجاءت هذه الانطلاقة الجديدة في ظل وزارة الثقافة والإعلام التي يقودها رجل يؤمن بالشراكة القوية بين الثقافة والإعلام في صنع الرأي وفي التوجيه السديد وبناء المواطن المتسلح بالعلم والثقافة حتى يستطيع أن يميز بين الحق والباطل والخير والشر، وبين الفكر الدخيل المنحرف وبين الفكر الصائب الأصيل. وهنا تقع المسؤولية على وسائل الإعلام وادوات التثقيف، التي يجب ان تعنى بفكر الناس وثقافتهم وسلوكهم.
وهذا هو الهم الشاغل لوزارة الثقافة والإعلام التي يتزايد دورها يوماً بعد يوم وتتزايد جهودها على يد فارسها معالي وزير الثقافة والإعلام الذي كانت القناة الاخبارية الجديدة ثمرة من ثمار عمله الدؤوب لكي يصبح لاعلامنا مكانته في فضاء المنافسة الدولية.
ولم يكن لهذه القناة ان تنطلق الا بعد جهود متواصلة لكي تأتي «الاخبارية» ممثلة لانطلاقة حقيقية لها من السمات ما يميزها بأنها سعودية المنشأ والاصل والولادة حيث تجمع بين الصدق والموضوعية والبساطة في توصيل المعلومات والتي لا تلجأ الى الصوت المرتفع لكي توهم المشاهد او المتابع بصدق ما تطرحه. ولا تلجأ لاثارة الماضي الذي يتم انتقاؤه احياناً بعناية ودهاء لاشعال الفتنة. بل ستجمع بين الموضوعية والصدق وسرعة عرض الخبر وصدق تحليل معطياته مع توعية المشاهد بحقائق الامور وهذه كلها هي سمات الإعلام الجاد الذي تسعى القناة الاخبارية نحو تحقيقه بعد ان جعلت شعارها «نحو إعلام جاد».
وكم نحن احوج إلى ان نشهد إعلاماً جاداً يسود عالم اليوم الذي اختلط فيه العمل الصالح بغيره الطالح وازدحم فيه المناخ الدولي بالعديد من الهموم والسموم التي تنتشر عبر وسائل الإعلام المختلفة التي غزت العقول، كما يشهد الإعلام المعاصر اشتداد تلك الهجمة الشرسة على الإسلام بواسطة ادوات وبرامج مشبوهة، ولا تخفى على احد المصادر التي تخطط لها او الاهداف التي تسعى اليها، كما يشهد الإعلام ايضاً هجمات منتظمة على قيمنا الأصيلة. وهنا تنبع اهمية هذه القناة الوليدة في استعادة عيون المشاهدين وعقولهم لتعيش مع الحقيقة التي تحاول بعض القنوات الفضائية تغييبها او تشويهها، والقناة الجديدة عليها واجب كبير في بيان الحقائق وكشف الزيغ لتكون هي المصدر الرئيسي للخبر الصحيح بل وتفصيلاته الدقيقة وتحليلاته الصادقة حتى لا تترك الفرصة للبحث عن المجهول لدى من يحسنون تلفيق الخبر في قنوات لم تعد في حاجة لبيان حقائقها.
لقد جاءت «الاخبارية» في وقتها لتكون هي الطموح الذي سوف يحقق طموح كل من يعتز بإعلام وطنه السعودي في وقت نحن في حاجة الى المزيد من التكاتف والتماسك خلف قيادتنا. فمرحباً بالإخبارية ونتمنى لها التوفيق وتحقيق الطموحات.
«وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»
|