لا أتوقع أنَّنا لا نحتاج لأن نضحك قليلاً كي لا نبكي كثيراً...
ربَّما لأنَّ أمراً ما قد طرأ، وأنَّ صحيفةً قد نُشرت، وأنَّ ميزاناً في قادم يومٍ سوف يُنصَب...
*** ما الذي نشر الصحيفة؟ وبعث الأمر؟
*** هشاشة الأبنية تجعلها «آيلةً للسّقوط»، وبمثل ما يكون هذا في الأبنية الطِّينية، والحجرية، والخشبية، والاسمنتية، والزَّجاجية، يكون في الأبنية: الفكرية، والنَّفسية، وكذلك الجسمية!
*** ولأنَّ الضحك لغة الجسد...
فإنَّ هناك لغات للفكر، وللنَّفس، وللحسِّ...
*** فأمر «هشاشة» الأبْنية هو الطَّارئ...، ففتِّش فيك كي تتعرَّف على لغة البناء الهشِّ فيكَ...
*** أَلا يجدر بكلِّ عابر أن لا يُلقي في درب عبوره بما يُغيِّر من نظام دربه، فيعطِّل مسار الرِّضاء؟
*** وأَلا يكون من اللاَّئق أن يُدرك كلُّ عابر أنَّ الطَّريق ليس له وحده فلا يزاحم المشاركين له الدَّرب؟!...
*** وأَلا يحقُّ أن يقرأ الإنسان صحيفة أمره؟
*** من يفكِّر لماذا صمتت أصوات العصافير؟، واختبأت أشعَّة النُّور؟
حين كانت العصافير تُغرِّد، وصوتها يستقرُّ في الإحساس، فثمَّة ما جعله يتلاشى، أو لا يصل...
فيما تشرق الشَّمس ولا من يشعر بنورانيَّتها؟
ظلامٌ دامسٌ غطَّ على الإحساس بالحسِّ والإحساس بالنَّظر؟
*** أوَلا يكون أمراً عظيماً أن تنهار أبنية البصر والبصيرة في الإنسان؟
*** كم بين أيدينا من لحظات الزَّمن السَّادر في لجَّة الإبحار نحو الرَّحيل وليس ثمَّة من يدرك أنَّ الصَّحائف المبسوطة قد نشرت «أنباءَ» الأبنية الآيلة للسّقوط فينا، أو تلك التي اعتلت كفَّة الميزان الذي سيُنصب...، ولم نتفكَّر في قراءة ما نشرته الصُّحف،...
فكلٌّ منَّا أمامه ما يقرأه...، فما اللُّغة التي ستدلُّنا إلى البناء الآيل للسّقوط فينا؟ كي نتلافى أن نبكي كثيراً؟
|