كلنا قرأ وسمع الايضاح الالحاقي الذي أصدرته وزارة الداخلية حول حوادث التفجيرات الأخيرة وملابساتها وما صاحبها من قضايا ومشاكل وارهاصات تلك المرحلة وما سبق الاعداد لهذه الجرائم البشعة.. وكلنا شاهد ما بثه التلفاز.. وكلنا وقف على الحقيقة، ولنا حول هذا الايضاح الموفق عدة وقفات..
** أولاً.. نشكر مقام وزارة الداخلية على هذا الايضاح الشافي الكافي.. وعلى هذه المعلومات الجيدة.. التي يحتاجها الجميع بدون استثناء.. حتى نحن الآباء.. وحتى الأمهات والجدات.. يحتاجون هذه المعلومات كثيراً.. وكنا في حاجة إلى هذا التبيان..وإلى ما تم بثه عبر التلفاز.. من اعترافات ومعلومات تجعل الجميع أمام الحقيقة تماماً.
** ثانياً.. اننا تعودنا من وزارة الداخلية دوماً الوضوح والصراحة والشفافية وسرعة تدفق المعلومة.. ونقل كل ما يحدث.. بصدق وصراحة ووضوح.. حتى لو انفجرت اسطوانة غاز في أقاصي البلاد.. فإن وزارة الداخلية ستعلن ذلك بوضوح.. وبالتالي..نحن لم نستغرب هذا البيان الواضح المفصل الصادق.. الذي نقل لنا المعلومة بكل وضوح ودقة.. وجعلنا أمام الحقائق.. لنعرف حقيقة الوضع.. ولندرك ماذا يراد بنا بالضبط.. وما نحن عليه.. ولهذا فقد كان البيان واضحاً شافياً مجيباً عن الكثير من التساؤلات واضعاً لنا النقاط على الحروف تاركاً الجميع أمام مسؤولياته.. الأب.. الأم.. المعلم.. المربي.. الداعية.. خطيب المسجد.. وكل معني وكل من له علاقة.
فالبيان ليس لمجرد اشباع الرغبة للملاقيف.. بل له معنى وله هدف وغاية.. فلنتوخاها ولندرك أبعادها ومراميها.
** ثالثاً ان ما شاهدناه في التلفاز وما ورد في الايضاح في فقرة اعترافات بعض «أبنائنا» ونقول «أبنائنا» بكل أسى ومرارة..
** أقول هذه الاعترافات أظهرت لنا بجلاء كيف يتم استثمار طيبة ابنائنا.. وكيف يتم الضحك عليهم واستدراجهم للإرهاب.. والقتل والتدمير.. كيف يتم غسل أدمغتهم حتى يكونوا عصاة لوالديهم.. كذابين أفاكين مخادعين مخاتلين؟
** وكيف يتم تحويلهم من أشخاص أسوياء نافعين لأمتهم إلى مجرمين لصوص مخادعين ارهابيين قتلة.. يسعون في الأرض فساداً؟
** هل هذه أخلاق الإسلام؟
** هل هذه التربية الإسلامية؟
** هل هذا هو إعداد الأمة وأجيال الأمة لمواجهة التحديات؟
** لقد جروا الأمة للوراء مئات السنين وليس عشرات السنين.
** لقد حولوا أبناء المسلمين من أدوات بناء واعمار ودعوة وعمل وانجاز إلى أدوات افساد وتدمير وخراب..
** لقد أساءوا للأمة ولسمعتها.. وشوهوا صورة الدين.. وشوهوا صورة المسلمين.
** لقد خسرت ساحة الانتشار الإسلامية.. رقعة ضخمة.. وتراجع المد الإسلامي مساحات وسنوات.. وضمر وجوده.. وضعف دور الدعاة.. بل أودع الكثير منهم السجن ظلماً في بلاد الغرب والشرق بسبب جنون هؤلاء الارهابيين وممارساتهم.
** رابعاً.. إن ايضاح وزارة الداخلية.. وتلك الاعترافات الواضحة أيضاً أوضح لنا الحالة المؤسفة المزرية المخيفة التي وصل إليها بعض أولادنا.. وهي أشد حالات الاجرام والقرصنة والارهاب والافساد والتدمير والقتل.
** تخيل.. شاب لم يبلغ سن الرشد إلا قبيل سنوات بسيطة.. يتحول إلى انتحاري بين أهله وذويه ومجتمعه.. وبدلاً من أن يستقبل هذه الحياة بعطاء وبناء وتفاؤل وتنمية.. يتحول هذا الشاب المسكين.. إلى قنبلة مدمرة مدوية.. تقتل أهله وتفسد مجتمعه.. وتخرب عقيدته.. وبدلاً من أن يسهم في رقي وبناء أمته ومجتمعه.. يسهم وبقوة في جرها للوراء.. وتشميت أعدائها فيها؟
* ليتنا نقرأ اعترافات أولادنا جيداً.. ونتفحص عباراتهم جيداً.. ونعرف الحالة التي وصلوا إليها.. وكيف صار تفكيرهم.. وكيف غسلت أدمغتهم؟
** كيف تحولوا من أسوياء إلى أناس مجانين؟
** كيف يتم استثمارهم؟ كيف يتم تسميم أفكارهم؟ كيف يتم تحويلهم وبسرعة إلى هذه الحالة؟
** خامساً.. لقد أظهر هذا الايضاح الشافي الشامل أن هناك أناساً كارهين لنا حاقدين على وضعنا الآمن المستقر.. وعلى ما يتمتع به المجتمع من رخاء وتنمية ومنجزات.. وعلى ما وصل إليه المجتمع.. من تقدم ونمو وازدهار ورخاء.
** هؤلاء.. يسوؤهم تقدم ونمو المجتمع.. ويسوؤهم استقراره.. ويسوؤهم رغد العيش الذي نعيشه..
يسوؤهم استمرار المجتمع هكذا.. فأرادوا قلب نعمته.. وإفساد وضعه عن طريق أبنائه المغرر بهم المساكين.. فتم جرهم إلى مهاوي الشر والفساد.. وتم تحويلهم هكذا.. إلى أدوات تدمير وخراب..
** لقد أظهر هذا البيان.. أن هناك «شرانيين» حاقدين خبثاء مفسدين طغاة.. هم الذين فجّروا مجتمعنا.. وهم الذين قتلوا وسفكوا الدماء.. وهم الذين اوصلونا إلى هذه المرحلة.
** سادساً.. إن إيضاح وزارة الداخلية.. ليس لمجرد الاستهلاك الخبري.. وليس لمجرد نشر خبر.. بل .. يضعنا كمواطنين -أولاً - أمام مسؤولياتنا.. ولتكن الصورة واضحة أمامنا.. أو بعبارة واضحة.. قد أعذر من أنذر.
** البيان واضح.. وشامل.. أبناء غرر بهم.. وتم جرفهم وجرّهم إلى مهاوي الجريمة.. وأناس حاقدون كارهون خبثاء.. ويكفيك أن تقرأ حجم الأسلحة والمتفجرات وأدوات التدمير التي ضُبطت معهم.. حوالي «24» طن متفجرات.. وأكثر من «300» قذيفة.. وأكثر من «400» قنبلة.. وأكثر من «300» حزام ناسف.. وأكثر من عشرة آلاف قطعة سلاح.. وحوالي نصف مليون طلقة.. وكأن هؤلاء.. سيدخلون أشرس الحروب مع أعداء الإسلام.. وكأنهم.. سيحررون دولاً من يد غاصبين.. ولكن الواقع.. أنهم سيوجهونها إلى أهلهم وذويهم..
** سيوجهونها إلى اخوانهم وابنائهم.. إلى نحور وصدور آبائهم وأمهاتهم وأشقائهم.
** سيقتلون مواطنيهم.. سيدمرون مجتمعهم..
** هذه الأسلحة.. موجهة لنا.. نحن أهاليهم.. وليست لغيرنا.
** هكذا قادهم الفكر المنحرف.. وهكذا وصلوا إلى هذه النهايات المزعجة المؤسفة.. وهكذا.. صارت أوضاعهم.
** ليتنا كلنا.. نقرأ هذا الايضاح عدة مرات.
** وليتنا نركز على كل كلمة وردت فيه.
** وليتنا.. نقرأ الفقرة رابعاً.. من البيان عشر مرات.. وحتى ندرك حجم مسؤولياتنا ودورنا ومالنا وما علينا.
** إن هذا البيان.. يصور لنا.. كيف كنا مفرطين كآباء وأمهات ومربين ودعاة.. وائمة مساجد.. خلال السنوات الماضية.. وكيف أتحنا لهذا الفكر المنحرف الخطير أن ينمو ويترعرع وينتشر.. ويؤثر في أبنائنا هكذا؟
** إن المسؤولية عامة ومشتركة.. والبيان يضعنا أمام مسؤولياتنا كاملة.. فالبلد.. بلدنا.. والمصيبة.. مصيبتنا.. والأبناء.. أبناؤنا.. وليس لنا أي عذر.. فالأمر.. مازال في أيدينا.. وفي وسعنا.. أن نضع أيدينا.. في أيدي بعضنا.. ونتكاتف ونعلنها حرباً على هذا الفكر المنحرف الضار.. الذي قاد بلادنا إلى ما نشاهده ونعايشه مع الأسف الشديد.
** إن المطلوب.. هو استيعاب بيان وزارة الداخلية جيداً.. فالمسألة ليست بياناً.. لكنه منهج وتبصير وإعلام وإعلان وإيضاح.. وإخلاء مسؤولية.
*، وبث اعترافات هؤلاء.. ليس برنامج سهرة مسلية.. لكنه رسالة واضحة وجلية.. يتعلق بقضية خطيرة للغاية.. قضية رئيسية تعنينا فرداً فرداً.
|