* واشنطن - بغداد - الوكالات :
بعد أسابيع من الابحار السلس واجه الرئيس الأمريكي جورج بوش فجأة أمواجا عاتية فيما يتعلق بالحرب على العراق وتوفير فرص عمل وهي اضطرابات غير مرغوب فيها خاصة في عام الانتخابات.
وكان ديسمبر كانون الاول شهرا جيدا بالنسبة لبوش، فالاقتصاد في تقدم وسوق الاسهم انتعشت وصدام حسين قبض عليه وأهين.
وفي يناير كانون الثاني سقط المزيد من الأمريكيين في العراق، منهم تسعة جنود قتلوا عندما اسقطت طائرتهم الهليكوبتر الاسبوع الماضي في حين اظهر تقرير جديد ان الاقتصاد لم يوفر فرص عمل تذكر.
وقال فيليس بنيس من معهد الدراسات السياسية وهو مركز دراسات ليبرالي في واشنطن «يبدو ان هناك تغيرا في الاجواء، العطلات انتهت والآن بعض الفواتير بدأت تأتي».
كان بوش يأمل أن يبدأ العام الجديد وهو يتصدر عناوين الصحف بسلسلة من المبادرات السياسية، لكن خطته لاصلاح قواعد الهجرة قُوبلت بآراء متباينة وانتقد بشدة اعلان من المقرر ان يصدره اليوم الاربعاء لاستئناف ارسال رواد إلى الفضاء.
وبالاضافة إلى ذلك انتقدت دراسة صدرت في الفترة الاخيرة عن كلية الحرب الأمريكية الادارة لاستغلالها هجمات 11 سبتمبر ايلول باعتبارها ذريعة غير مبررة لشن «حرب وقائية غير ضرورية ضد العراق، الامر الذي أوجد جبهة جديدة من الارهاب في الشرق الاوسط».
وقال جيفري ريكورد الاستاذ الزائر بمعهد الدراسات الاستراتيجية التابع للكلية ان اهداف بوش المعلنة في «الحرب العالمية على الارهاب» لا يمكن تحقيقها لا سياسيا ولا ماليا ولا عسكريا في حين ان غزو العراق كان «خطأ استراتيجيا من الطراز الاول» وامس الاول اضطر المتحدث باسم بوش إلى الرد على انتقادات من بول اوني لوزير المالية السابق في حديث لبرنامج (60 دقيقة) عن ان بوش كان عازما على غزو العراق قبل فترة طويلة من هجمات 11 سبتمبر أيلول التي أوجدت سياسة خارجية اكثر تشددا.
واستخدم بوش ذريعة ان العراق يملك اسلحة دمار شامل ويجب ايقافه في عالم ما بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول، ولم يعثر على مثل هذه الاسلحة، وفي وقت لاحق قالت وزارة المالية انها طلبت تحقيقا فيما اذا كانت وثيقة سرية قد عرضت اثناء الحديث مع اونيل، وقال اندرو كوت خبير استطلاعات الرأي انه ليس هناك شك في ان بوش موقفه ضعيف في بعض المجالات.
وأضاف «يتعين على الاقتصاد توفير فرص عمل حتى يشعر هو بالارتياح، وفي العراق أخفى القبض على صدام حسين جميع المشكلات التي تواجهها الولايات المتحدة لكنه لم يحلها» ورغم المنافسة الشرسة من جانب الشركات العالمية لانتزاع عقود النفط بالعراق قبل الاحتلال يشهد الاقبال على العقود النفطية العراقية فتورا ملحوظا من جانب الشركات العالمية فى ظل تصاعد عمليات المقاومة العراقية وحالة عدم الاستقرار الامنى في تلك الدولة التي مزقتها الحروب والنزاعات طيلة الاعوام العشرين الماضية.
ويرى محللون اقتصاديون ان احجام عدد كبير من شركات النفط العالمية عن التقدم بعروض للحصول على عقود نفطية بالعراق يرجع إلى حالة عدم الاستقرار الامنى وتزايد معدلات حرائق آبار النفط وخشية تلك الشركات من ضياع استثماراتها وغياب الحكومة الوطنية القوية وتدهور البنية النفطية العراقية.
وقال المحلل الاقتصادي جون شوين ان فرص زيادة انتاج النفط العراقي بالسوق العالمية تتضاءل نتيجة الصعوبات الحالية التي تواجه قطاع النفط العراقي كغياب الاستثمارات الدولية وتصاعد عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال الأمريكية.
|