في مثل هذا اليوم من عام 1950 وللمرة الثانية خلال وقت قصير خرج المندوب السوفيتي لدى الأمم المتحدة، جاكوب مالك، من اجتماع مجلس الأمن. جاءت هذه المقاطعة وفي هذه المرة كرد فعل لفشل مقترح المندوب السوفيتي لطرد المندوب الصيني الوطني. كما أعلن وفي نفس الوقت عن نية الاتحاد السوفيتي لمقاطعة أي اجتماعات أخرى لمجلس الأمن.
وكان مالك قد غادر مبنى المنظمة قبل هذا الاجتماع بعدة أيام وذلك لكي يعرب عن استيائه لرفض الأمم المتحدة إخلاء مقعد الوفد الصيني الوطني. جدير بالذكر أن الاتحاد السوفيتي كان قد اعترفت رسمياً بجمهورية الصين الشيوعية بصفتها حكومة الصين الحقيقية وبالتالي طالبت من الأمم المتحدة أن تخلي مقاعد الوفد الوطني ليحل محله وفد الصين الشيوعية.
إلا إن مالك تراجع عن موقفه من الاجتماع في آخر لحظة وذلك للتصويت على القرارالسوفيتي لطرد الصين الوطنية، حيث صوتت ست دول ضد القرار هي الولايات المتحدة والصين الوطنية وكوبا والإكوادور ومصر. بينما صوتت ثلاث دول هي الاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا والهند لصالح القرار. ثم غادر بعد ذلك مالك الاجتماع مباشرة وأعلن أن الولايات المتحدة «تشجع عدم الشرعية» برفضها الاعتراف ب«الوجود غير القانوني» للمندوبين الصينيين الوطنيين، كما أكد أن الاتحاد السوفيتي لن يكون ملتزماً بأي قرارات يتم اتخاذها في مجلس الأمن إذا بقي المندوبون الصينيون الوطنيون فيه. كما أعلن مالك أن الاتحاد السوفيتي لن يحضر اجتماعات مجلس الأمن بعد الآن. جاء ذلك بينما قرر الأعضاء المتبقون بمجلس الأمن الاستمرار في القيام بأعمالهم بغض النظر عن المقاطعة السوفيتية.
|