يحدث تشوه القفص الصدري لدى الأطفال ومن هم في طور البلوغ بعدة أشكال، فهو إما أن يكون بروزا إلى الأمام أو انخفاضا إلى الداخل، أو أن يشمل الاثنين معا.
تظهر معظم هذه التشوهات في السنة الأولى من العمر وقد تتطور تدريجيا إلى أن تصل إلى درجة كبيرة من التشوه عند سن البلوغ، وفي أحيان نادرة قد تؤثر على وظائف القلب أوالجهاز التنفسي أو كليهما، ولا يعرف مسبب معين لهذه التشوهات، وقد يكون للوراثة دور في ذلك.
في السابق كان تصحيح هذه العيوب في شكل القفص الصدري من الصعوبة بمكان على المريض وعلى الجراح معا، حيث يستغرق، زمن العملية ما يزيد على ثلاث ساعات يتم فيها إزالة جانبي الجزء الأمامي من القفص الصدري وما يصاحبه من آلام ومضاعفات قد تحدث لاحقا، وقد يحتاج المريض إلى نقل بعض الدم تعويضا لما قد يفقده أثناء إجراء مثل هذه العملية الكبيرة. ومع التطور الطبي بشكل عام وجراحة المناظير بشكل خاص أصبح من الممكن تصحيح هذه التشوهات بسهولة كبيرة لا مجال لمقارنتها بما كان يعمل في السابق، فبواسطة المنظار الصدري يتم إدخال داعمة حديدية داخل الصدر ومتابعتها بواسطة المنظار ومن ثَمَّ ثنيها ليتم تصحيح التشوه الحاصل في القفص الصدري دون اللجوء إلى إزالة أجزاء من القفص الصدري كما كان يحصل في السابق.
ومن مميزات هذه العملية أنها تعمل بوقت قصير قد لا يتجاوز الساعة الواحدة ولا تحتاج إلى فتحات كبيرة في الصدر ولا إلى إزالة جزء من غضاريف القفص الصدري، وكذلك لا يفقد المريض فيها أي كمية من الدم ، كما أن نقاهة المريض بعد العملية تتم بشكل سريع.
لقد فتحت جراحة المناظير آفاقاً واسعة في طريق التعامل مع كثير من الأمراض لدى الكبار والصغار معا، وهذا مما أوجب على الأطباء أولا وعلى المرضى وأسرهم ثانيا إعادة التفكير في معالجة بعض الحالات الجراحية أو اعتبار العلاج الجراحي خيارا مبكرا قبل حدوث مضاعفات مع طول الانتظار، ومن أمثلة ذلك ترجيع المرئ والذي أصبح من المفيد التدخل المبكر بعد أول فشل للعلاج بالأدوية المعتادة، وكذلك التجمع الصديدي الصدري المصاحب للالتهاب الرئوي، وبعض الأمثلة الأخرى التي ربما نلقي عليها الضوء في مقال آخر.
د/ عائض ربيعان القحطاني
استشاري جراحة أطفال بمستشفى الملك خالد الجامعي
وأستاذ جراحة الأطفال المساعد بكلية الطب- الزمالة الكندية والبورد الأمريكي |