** قبل انطلاق دورة كأس الخليج العربي السادسة عشرة بالكويت قلت - وفي هذا المكان - إن كأس الخليج سعودية.. وذلك وفقاً لنتائج المنتخب السعودي في آخر ثلاث دورات حين حقق لقبين وأفلت الثالث بمفاجأة.. وتحدثت عن اختلاف الظروف والأوضاع في الخليج والمنطقة بشكل عام عن تلك الأيام التي يذهب خلالها الأخضر السعودي للعودة بالكأس فيصطدم بالعديد من المفاجآت التي تبعده عن اللقب والتي تأتي في معظمها من كونه يلعب أمام منافسين يجهلهم وهم يعرفون عنه كل شيء..
لكن حين أصبح المواطن السعودي كالخليجي تماماً يلم بكل شيء عن الكرة الخليجية واستفادته من متغيرات الحياة الحديثة سواء من حيث البث الفضائي أو المعلوماتي أو حتى التنافس مع المنتخبات الخليجية على مستويات وبطولات مختلفة جعلت الأمور واضحة جداً أمام الجميع والفرص باتت متساوية.. وعندما حدث هذا الوضع حققنا الكأس الأولى عام 94م وأفلتت الثانية وحققنا الثالثة ثم الرابعة وهي التي جرت مؤخراً بالكويت..
إذاً الكرة السعودية تجاوزت ولله الحمد الزمن الماضي وأصبحت الكلمة الأعلى والأقوى في دورات الخليج للكرة السعودية كوضع طبيعي للتفوق الكروي السعودي الواضح مهما تطور الآخرون..
** الأخضر في كأس الخليج - وكما قلنا من قبل - بات يعرف منافسيه تمام المعرفة.. وأصبح لا يجد حرجاً في الدفاع وترك الملعب للفريق الخصم أياً كان.. وعرف لاعبوه كيف يسيطرون على المنتخبات المنافسة وكيف يتعاملون معها وهذا هو الأهم لأن التفوق الفردي الدائم لكرتنا لم يكن كافياً لتحقيق اللقب..
ولعل ما يستحق الذكر والتنويه هو القدرة السعودية على التعامل مع أحداث الدورة وترشيحاتها الإعلامية وأجوائها المتوترة.. وهذا بلا شك يعود لخبرة وحنكة سمو الأمير سلطان بن فهد رئيس البعثة الذي نجح في ابعاد المنتخب السعودي عن كل المؤثرات تماماً كما فعل في الدورة الثالثة عشرة بالإمارات والرابعة عشرة في البحرين والخامسة عشرة في الرياض وأخيراً السادسة عشرة في دولة الكويت الشقيقة..
حيث أصبح تواجد سموه مع المنتخب السعودي عاملاً مؤثراً وحاسماً في قيادة الأخضر نحو اللقب.. وهذا لا يقلل بأي حال من الأحوال من الجهود الكبيرة التي يبذلها سمو المشرف العام الأمير تركي بن خالد الذي يؤكد يوماً بعد آخر أنه إداري متمرس يزداد خبرة وتجربة ومعرفة بطولة بعد أخرى.. وهذا التكامل الإداري للمنتخب السعودي كان الداعم الأكبر للاستقرار الفني الذي أحدثه المدرب الهولندي فاندرليم الذي بالفعل ما زال يسير بالمنتخب السعودي بطريقة ممتازة وتستحق الاشادة.. ليس بسبب اللقب الخليجي ولكن كفاءته ظهرت من خلال تعامله الممتاز مع المباريات وأحداثها ونجاحه في الاستفادة من كل العناصر المتاحة لديه..
أخيراً هنيئاً للأخضر لقبه الخليجي وهنيئاً للجماهير الرياضية والقيادة الرياضية وكل الرياضيين هذا الانجاز مع أمنية كبيرة بأن نترك الحديث عن المستوى الفني للأخضر لأن دورات الخليج لا يمكن أن تظهر أي مستوى فني للمنتخبات والأفضل هو من يحقق النتائج وهذا ما فعلناه بجدارة واستحقاق..
صراع الوصافة
** غداً يلتقي الغريمان التقليديان الهلال والنصر.. ولقاء الغد هو في الواقع صراع على الوصافة خلف المتصدر فريق الاتحاد.. فالهلال المنطلق نحو المركز الثاني مطالب بتجاوز منافسه النصر الذي احتل هذا المركز منذ الأسابيع الأولى للمسابقة والمباراة فرصة ذهبية للهلال لإسقاط النصر واحتلال مركزه.. لكن الأوضاع الفنية للفريقين متشابهة تماماً مع أفضلية هلالية نظراً لحداثة المدرب النصراوي بفريقه والكرة السعودية ومثل هذه المباريات التنافسية.. لكن الخبرة الإدارية الصفراء قادرة على تحويل كل هذه العوامل لمصلحة المدرب الروماني ومساعدته في تجاوز هذه المباراة.
شخصياً أعتقد أن الهلال سيجد صعوبة في تحقيق الفوز لعوامل عديدة أبرزها ضعف الأداء الهجومي للأزرق وافتقاده لخط هجوم حقيقي يصنع الفرص ويسجلها ولذلك فحتى تفوق الهلال الفني إذا ما حدث فإنه لن يكون كافياً للفوز كما حدث في مباريات عديدة سواء أمام النصر أو غيره.
وما نتمناه هو أن يتجاوز الفريقان الآثار السلبية لفترة التوقف الطويلة للدوري وأن يقدما شيئاً من مبارياتهما المعتادة قبل مواسم وإن كنت أعتقد أن التعادل سيكون النتيجة الأقرب للقاء!
لمسات
** خسارة فريق الهلال الأولمبي لكأس الأمير فيصل بن فهد لا يجب أن تنسي الهلاليين الاهتمام بهذا الفريق الرائع وعناصره الواعدة.
****
** المدرب الهلالي آدديموس طالب بالتعاقد مع لاعب وسط مدافع «محور» وهو الطلب الذي حققه الهلاليون له رغم قناعة الجميع بعدم الحاجة لمثل هذا اللاعب في وجود أكثر من لاعب شاب يمكن الاستفادة منه.. إذاً مسؤولية المستوى والنتائج يجب أن يتحملها الهولندي مستقبلاً ويحاسب بناءً عليها..
** خميس العويران بمستواه الكبير الذي قدمه ويقدمه هذا الموسم يؤكد للهلاليين أن عليهم الحفاظ على لاعبيهم بعيداً عن تلك القناعات التي تدور الآن حول أفضل مهاجم سعودي عبدالله الجمعان!!
****
** جهود كبيرة يبذلها الأهلاويون لتعديل أوضاع فريقهم وتدعيمه بعناصر فاعلة أجانب وسعوديين، والأهلاويون حولوا كل ميزانياتهم لإصلاح الفريق الأول الذي هو واجهة النادي ومبتغى محبيه وهذا هو الصحيح!!
****
** الاتفاق حافظ على لقبه بطلاً لكأس الأمير فيصل بن فهد ولعب بالطريقة التي تحقق له اللقب ونجح في ذلك. وعودة الاتفاق للبطولات تصب في مصلحة الكرة السعودية بدون شك لكن اللقب أوقف الهجوم المر على هذه البطولة لو حققها الهلال!!
** الحكم الدولي عبدالرحمن العمري فشل فشلاً ذريعاً في قيادة لقاء الهلال بالاتحاد.. وحين امتدحه الهلاليون رغم سوئه كلِّف بقيادة النهائي ليخرج الهلال خاسراً لقباً في متناوله..
** كثيرون تحدثوا عن أسباب خسارة الهلال لكأس فيصل وفي رأيي أن فوزه الكبير على الطائي وما تلاه من أفراح مع قصر الفترة بين المباراتين هي التي أخرجت الزعيم من أول بطولة هذا الموسم.
| 
