Tuesday 13th January,200411429العددالثلاثاء 21 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من الذي سبق الآخر التربوي أم مؤسسات المجتمع؟ من الذي سبق الآخر التربوي أم مؤسسات المجتمع؟

تعليقاً على موضوع إنشاء قناة الأطفال الذي نشر خبره في جريدة الجزيرة وما نشر فيها عن التربويين وموضوعات الحوار الوطني أكتب هذا السؤال عبر هذا المقال، كثر الحديث عن التربية والتربويين والتربويات وأقحمنا بألوان كثيرة من المقالات التي تضع حجر الزاوية في ميداننا، ظل الجميع يتحدث عنا بكل قوة، وقد أفسحت الأيام عن بحوث ودراسات في كثير من مؤسسات المجتمع الجديدة والقديمة وخاصة الإعلامية فهل سبقونا في المحاور التالية: الغلو والتطرف، علاقة الحاكم بالمحكوم، الوطن والوطنية، حقوق الآخرين، التأثر بالآخر... الخ - تابعت كل ما قيل وما يقال نظريا في وسائل الإعلام فوجدت ان ميدان التربية زاخر بما هو مفيد وأستطيع ان أقول ان ثمة مواضيع موجودة في كتب وزارة التربية والتعليم تفوق كثيراً من الطرح، القطيعة بين التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع تكاد ان تعصف بنا نحن التربويين والتربويات (أتحدث باسم الجميع) ونظل مع واقع القطيعة التي نحس بها آسفين لا ينظر إلى فكرنا بعين الإنصاف ولا إنتاج طلابنا الإعلامي جيدا، فمتى يمد المجتمع لنا بكل مؤسساته يد المعونة، هموم التعليم وهموم الأنشطة الطلابية وكل ما يتعلق بالتربية يتحدث عنه بعيدا عن التربويين والتربويات، وأطالب أن تكون لنا قناة تربوية بحتة تعنى بكل أبناء الوطن واقترح ان ترقى وزارة الإعلام تربوياً وان تطلق على قناة الطفل قناة (الأجيال) وان تضعها بأيدي التربويين، باتت بعض القنوات الإعلامية تركز على فئة من الناس ولا ننظر إلى مؤسسات لها ارتباط وثيق بنا نحن التربويين، لا نريد الكلام المردد النظري بل نريد الكلام الذي تجمد منه شوارب الرجال، ليس العيب في المقررات إنما العيب قائم في روح التقصير في توفير الوسائل التي تعين المعلم والمعلمة لأداء دوره، ولاأدل على ذلك من أن لكل 12 فصلاً 17 جهازاً وان على محضر المختبر الجديد ان يدرب المعلمين والطلاب أيضا ليكون دوره المنقذ الفذ الذي يعمل لخمسة وثلاثين درساً خلال الاسبوع هذا إذا طبق ما يطلب منه بكل حذافيره، هنا قد يأتي من يقول لي ما هذا التناقض، فأقول له إنني هنا أركز على العيوب سواء عند التربويين أو عند غيرهم أما من في الميدان فالله أعلم أنهم مساكين لا ناقة لهم ولا جمل، متى يسأل الإعلام وساسة التربية كل معلم كم دفعت من ريال لصالح التعليم والتربية؟ الأمر سيهول الجميع والحق مشهود به ولا أحد يدرك ماذا نعاني نحن التربويين من هذه القطيعة التي يواجهنا بها المجتمع فكل العيون علينا وأغلب الحديث عنا ووزارتنا من أكبر الوزارات التي ترحب بالآراء ولا تخاف من أحد فمتى يصل المجتمع الحبال بنا لنكون معا وليس الكل في بيته وليبقي اللوم على من في الميدان وأهل الميدان يعانون من المركزية والواسطة وما شابه ذلك.. سؤال لا أدري أين أضعه بين هذه الكلمات (أين صور أولئك المعلمين الذين بنوا مدرسة في «حبونة»)، ثمة مشاكل وهموم هي أولى بالحديث وآخر المشاكل هي المشاكل التي تتعلق بالمقرر ولا أريد ان أقسم، يأتي دور تأهيل المعلم وتدريبه وصقل مواهبه وتبني مشاريعه باسمه وليس باسم من قدم له المشروع عاملا محفزا لو أعطى حقه من العناية، نحن في مجال التربية بحاجة إلى إدارة تقول لنا قدم أفكارك التربوية والاجتماعية وسوف يذكر اسمك في كل مناسبة بأنك أنت الجندي الذي وراءها وعند إذن سنكون مجتمعا مترابطا منتجا وستزول كل هذه المشاكل وستخف حدة الحوار بيننا إذا عرفنا كيف نحقق المواطنة عمليا وليس بكلام يقوله فلان وعلان من المواطنين، أعطوا الناس فرصة الحوار واشترطوا عليهم الموضوعية.. بين يديّ مجلة المعرفة العدد الذي تحدث عن مسيرة خمسين عاما من التعليم لم يذكر فيه أول مدير مدرسة نظامية في بريدة والرياض ولم يذكر فيه رجالات التعليم من أهل بريدة فكيف يكون الوضع وسط هذا الاحباط التاريخي لإنجازات أبناء الوطن ثم إني أتساءل متى يشارك التربويون في مركز الحوار عند الحديث عن القضايا والمسائل التي تتعلق بالتربية والتعليم؟ ولماذا يتحدث عنا من ليس معنا في الميدان ولايعرف ألف باء من هموم المعلمين؟ أليست مؤسسات المجتمع الآن تستغل ميداننا ولا تعطينا جوائز التحفيز وتذهب يمنة ويسرة من أجل ان نستعين بهدايا أبو ريالين وطلابنا يضحكون علينا ولا يعيرون لهدايانا أي أهمية أو لا تحظى هدايانا بالشيء الذي نتمناه من الطلاب، أكاديميون كثر يتكلمون عن التلقين في عملنا وهم أقدر الناس على ترسيخ عادة التلقين لدى الناشئة، نعم انني أتذكر جيدا من هو الذي يقف على السبورة ويعطينا التمرينات يوم ان كنت طالبا ومن الذي يرقد على الكرسي يطالع ملخصا أو كتابا أو موسوعة أو حاشية، حتى من درسنا طرق التدريس كان أبعد ما يكون عن طرق التدريس وقد كسبنا الخبرة والمهنة بالتجربة ومن بعض المدربين الذين في الميدان التربوي وأتمنى ان يشرف على تدريب الطلاب في الجامعات مشرفو وزارة التربية والتعليم وليس مشايخ وأكاديمو الجامعات (متخصصو المناهج) اسألوا من يقدم له مذكرات في المناهج في الكليات التي تعد من التربوية لتجدوا أن بعضهم يقدم أكثر من 700 صفحة لمذكرة ينوي أن تكون كتابا ثم يحذف منها أربعمائة صفحة ولو لخصت فما يبقى منها إلا النزر اليسير من المفيد، ختاما السلام على أهل الإسلام.

شاكر بن صالح السليم
معلم تربية إسلامية عوف بن الحارث المتوسطة بالرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved