بعد أن أجمع الأطباء الذين تعاقبوا على علاج سامية وبعد أن رددت الأوساط المحيطة بسامية من أهلها وأقاربها وذويها بأن أي عملية ستقوم بها سيكون مآلها الفشل مثلها كمثل غيرها من العمليات السابقة التي لم يكتب لها النجاح.
إلا أن سامية وبكل ما أوتيت من إيمان وسكينة وطمأنينة لا تأبه بكل ما يقال عنها ولم تحرك ساكناً لكل ما تسمعه من قبل الأصدقاء والأهل والأقارب، وذات يوم سألت الطبيبة سامية قائلة: يا سامية لماذا لم تأبهي ولم تلقي بالا لكل ما يقال عنك من قبل الآخرين ولم تتأثري بجميع ما بدر من الاطباء حينما أفادوك بأن حالتك باتت صعبة وأن مسألة تماثلك للشفاء باتت مسألة صعبة المنال حينما يئسوا من علاجك؟
فأجابتها سامية وبكل ارتياح وطلاقة والابتسامة هي عنوان محياها قائلة للطبيبة: هل الشفاء والعافية والصحة من الله تعالى أم من خلقه سبحانه؟ فأجابتها الطبيبة وقالت لها: بل إن الشفاء والعافية بيد الله تعالى فقالت سامية لها إذاً ما الذي يقلقني وما الذي يحزنني ذلك أن إيماني بالله تعالى ثم رضائي بقضائه وقدره سبحانه كفيلان بأن يدخلا إلى نفسي الطمأنينة وكل ما من شأنه التفاؤل بأن الله تعالى سوف يمن عليّ بالشفاء العاجل وبأن عمليتي ستتكلل بالنجاح بإذن الله تعالى.
فاندهشت الطبيبة من حديث سامية وبدت على وجهها علامات الرضا والارتياح وأخذت تقول لسامية: لله درك يا سامية نعم ذلك أنك ضربت أروع المثل في سبيل الرضا بقضاء الله تعالى وقدره سبحانه وفي سبيل الصبر على الأقدار والاحتساب لوجه الله تعالى، نعم سامية فلقد أثلجت الصدور وأشعرت الجميع بالأمل المشرق وبتحقق النجاح المرجو والمنشود.
وبعد مرور الأيام أجريت العملية لسامية ومن ثم كتب الله تعالى النجاح لتلك العملية جزاء صبرها واحتسابها ورضائها بقضاء الله تعالى وقدره سبحانه ذلك لأن سامية صبرت فنالت.
| 
