Tuesday 13th January,200411429العددالثلاثاء 21 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
موت المطبوعات..!
عبدالرحمن بن سعد السماري

يبدو أن الكثير من المطبوعات اليوم.. تصارع البقاء..
** نعم.. البقاء.. وليس البحث عن مساحة أكبر.. أو منافسة أوسع..
** وهنا.. لا أعني.. المطبوعات التي تصدر عن المؤسسات الصحفية.. أو أكثرها على الأقل.. لأن غالبية صحفنا أو مجلاتنا.. تتكئ على وضع كبير من النجاح والتفوق والحضور والقاعدة.. وبالتالي.. فلا خوف من أن يخترقها الموت، وتصبح بين عشية وضحاها في عداد الموتى.
** أقصد بذلك.. تلك المطبوعات التي ملأت واجهات المكتبات.. وصارت تملأ أكثر من جدار.. وتغطي واجهات البقالات ومحطات البنزين وكل محل ودون استثناء.
** مجلات فنية.. ورياضية.. وللأسرة.. وللمرأة.. وللطفل.. وللمجتمع.. وللاقتصاد.. وللسياسة.. وللكمبيوتر.. وللسيارات.. وللصحة.. ومجلات في سائر الفنون والميادين.
** تأخذ إحدى هذه المجلات.. فتجدها وقد طبعت في حلية قشيبة...
** ورق لامع فاخر من أغلى أنواع الورق على الاطلاق.. ودرجة سماكته.. توحي بأنه فاخر للغاية.. وطباعة فوق الممتازة.. وصور وإمكانات توحي لك بأن هذه المطبوعة.. تملك مائة مليون على الأقل.. حتى تفاجأ بعد فترة بأنها توقفت.. وأن الدائنين يلاحقون الناشر أو «اللّي يْكَبِّر.. اللّي أنتم خابرين.. بالْخْرَقْ» وأن الناشر.. أشهر افلاسه.. وقد استدان واستلف من هنا وهناك.. وأن البنك الفلاني قد أعطاه تسهيلات.. وأن الجهة الفلانية تطالبه بمبلغ.. وأن المقر لم يسدد إيجاره منذ ثلاث سنوات.. وأن هناك موظفين وعمالاً لم يتسلموا حقوقهم منذ سنة.. وأن السيارات بالمديونية.. وأن الأثاث والمعدات والأجهزة بالتقسيط أو بالدين.. وبالتالي.. فالناشر.. نفذ بجلده.. وهرب برأسه.. وترك الدّيّانة تطرق الأبواب.. ليجتمع الديانة على «التركة» وقد يحصل الواحد منهم على واحد من الألف بعد «طلوع الروح» وقد لا يحصل إلا على التعب والشقاء.
** مشكلة البعض اليوم.. أنه بمجرد اجتماع شخصين أو ثلاثة في جلسة بلوت.. يعزمون على إصدار مجلة.. والمسألة كلها.. ديون وأسلاف ومطابع جاهزة تطبع بالأجل.. ذلك أن حوالي «70%» - «كما يشاع» - من المطابع يعاني الكساد.. وبالتالي.. فلا خير من تشغيل المطابع.. والمسألة كلها.. خسارة ورق و«سطل» حبر ليس إلا.
** وإذا كانت الحكاية هكذا.. فلماذا لا يصدر هذا وذاك مطبوعة؟ ولم لا تملأ الإصدارات أرفف المكتبات؟
** إن الاحصاءات تؤكد.. أن لدينا فائضاً ضخماً من المطابع فوق احتياجنا.. وأن بعض المطابع مغلقة.. بل إن بعض أعضاء المؤسسات الصحفية.. يملك مطابع.. فتجد في مجلس إدارة أي مطبوعة.. ثلاثة أو أربعة لديهم مطابع وهكذا.. وهذا ما جعل المطابع تقدم على الطباعة بالمديونية و«الهوشة» على الزبون حتى ولو كان «طفراناً».
** إن الكثير من المطابع - كما يقولون - لديها قائمة بالمديونيات.. كما أن «80%» من مداخيلها ديون.. بل إن بعض ارباب المطبوعات تلك.. يتنقل ما بين مطبوعة وأخرى.. كلما ثقلت ديونه هنا.. فيهرب هنا وهناك ويتخفى من الدّيانة.. ولو أن بين مؤسسات المطابع أو شركات المطابع تنسيقاً.. لعرفوا الزبون «المتلاعب» الذي يهرب من السداد.. أو الذي إمكاناته لا تسمح بالطباعة.
** كما أن بعض هذه المجلات «القشيبة» يطبع مائة أو مائتي ألف.. وسعر النسخة الواحدة.. وفق هذه المواصفات العالية... لا يقل عن سبعة ريالات.. ومعنى هذا.. مليون ريال تكلفة الطباعة.. فهل البيع يحقق هذا الرقم أو قريباً منه؟
** وهل الإعلانات ومصادر الدخل الأخرى.. تغطي هذا الهدر الكبير في الطباعة؟
** وهل السوق بالفعل.. يحتمل هذا الرقم الكبير؟
** وهل سياسة الإغراق.. سياسة ناجحة لمجلة أو مطبوعة «طفرانة»؟
** إنها مجرد ملاحظات عابرة.. وإلا.. فأصحاب المجلات.. أدرى بشئونهم.. و«يا... شين قْولَةْ.. فلان فَلَّس.. فلان صَكْ مكتبه وهرب.. وفلان تْدَوْرِه الشرطة؟!!».
** و«وين راحت بَصْمَةْ ستِّه.. وطاقية الزَّري.. والفتخة الفيروزية.. والسَّبحة الفضية.. يا صاحب الامتياز والمدير العام ورئيس التحرير؟!!!».


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved