* كتب - محمد العيدروس:
قال الدكتور محسن العواجي ان المسلم يتألم عندما يتبين له أن ذلك الشيخ الذي تحدث عنه عدد من المضبطولين أمس هو صفة وليس علماً.
مشيراً إلى أن الشيخ عندهم هو من ينَّظر ويفتي في الاتجاه الذي تورطوا فيه.
وأكد د. العواجي في حديث ل«الجزيرة» أن كل مسلم منضبط يسره أن يسمع هؤلاء الشباب وهم يتحدثون عن توبة ورجوع إلى الحق بعد أن عرفوا طريق النجاة.
إلى نص حديث د. محسن العواجي ل«الجزيرة» مساء أمس..
* شاهدتم اعترافات ممن قبض عليهم ليلة أمس ما هو تعليقكم؟
- لا شك أن كل مسلم منضبط سيسره أن يسمع هؤلاء الشباب وهم يتحدثون عن توبة ورجوع إلى الحق بعد أن عرفوا طريق النجاة، لاحظت من أقوالهم صدق العبارة الممزوج بروح العفوية وبراءة النغمة بل الفكاهة التي تؤكد بأنها قناعات حقيقية بل بريئة قالوها طواعية ولعل هذه من أسباب اصطيادهم من قبل وتجنيدهم في مجموعات التخريب مع الأسف حيث استغلت عاطفتهم وصغر سنهم، كما تعكس هذه الايضاحات خطورة هذا النوع من الانحراف وأثر الأفكار الدخيلة علينا باستغلال النفوس الطيبة واقحامها في جرائم غريبة علينا، من جهة أخرى إنني أشعر بشفقة خاصة كلما طرقت مسامعي هذه النغمات الغضة لشباب وجدوا أنفسهم ضحية تراكمات فكرية وتاريخية يتحمل مسؤوليتها أكثر من طرف، أدعو الله تبارك وتعالى أن يفرج عنهم وأن يندمجوا بأسرع وقت مع اخوانهم وأقاربهم في مجتمعنا ليصبحوا لبنات بناء.
* أغلبية الذين اعترفوا كانوا يقولون «الشيخ قال لنا كذا وكذا» ترى من هو المقصود؟
- الشيخ! لو أنهم سلموا من ذلك الشيخ أو الشيوخ لكان خيراً لهم، كما يتألم المسلم عندما يتبين له أن ذلك الشيخ الذي يتحدثون عنه صفة وليس علماً، وكم شيخ أو تشيخ من ليس بشيخ، فالشيخ عندهم هو من ينظر ويفتي في الاتجاه الذي تورطوا فيه بحيث لو خالفه عالم معتبر لفسقوه وبدعوه ولربما كفروه، بل حتى من تراجع عن غلوه منهم وأصبح وسطياً سرعان ما ينزعون عنه جلباب المشيخية ليوصف بأوصاف أخرى بعضها غير لائق دينياً، وعليه فإن هذا الشيخ الذي يذكرون في أقوالهم ممكن أن يكون أي شخص، وقد يكون أجهل الأمة لكنه تصدر قدراً وقدسوه جهلاً، وقد يكون طالب علم حقيقي لكنه ممن زين له سوء عمله فرآه حسناً وأضله الله على علم.
* في اعتقادكم هل من بين أولئك الذين اعترفوا أحد من المطلوبين في القائمة الأساسية؟
- يبدو أن وزارة الداخلية قدمت نماذج لتوضيح خطورة هذا الفكر ومن الواضح أن الوزارة أيضاً لم تشأ لتجرح مشاعر المتحدثين ولا مشاعر ذويهم حين أبقت ملامح وجوههم غير مميزة، وهذه خطوة تشكر عليها، وبغض النظر عن كونهم ضمن قائمة المطلوبين أمنياً أو أنهم ثمار جهد فردي أو جماعي، ستبقى القائمة الحقيقية للمطلوبين غير مقصورة على من أعلنت أسماؤهم بل هي شاملة لكل من يهدد مجتمعنا، بل إن القائمة المهددة لأمننا لا تقتصر على تيار بعينه بل هناك من يعبث بكرامة الأمة من المتطرفين باختلاف مشاربهم وانتماءاتهم وكلهم يشكلون خطراً على الأمة ووقوداً لتوجهات العنف والفساد في الأرض.
* ذكرتم في حديث سابق ل«الجزيرة» أن هناك جهوداً تبذل وتأملون أن تؤتي ثمارها.. هل قصدتم بها هؤلاء؟!
- بحمد الله الجهد المبذول من قبل الجميع لا يزال مستمراً وهو واجب ديني أولاً ووطني ثانياً يبذله كل مخلص قادر وعلى المستويات كافة وكلنا أمل بأن نرى ثمار ذلك حتى نحمي فكرنا ومجتمعنا من غلواء التطرف والتشدد.
* حسناً.. هل في الأفق القريب بوادر تسليم أي من المطلوبين في القائمة نفسها للسلطات؟
- حسناً لنجعل التفاول شعارنا دائماً.. ولا أعتقد أن العقلاء ممن ابتلوا بهذه الأفكار المرفوضة ديناً وعقلاً وهم يدركون موقف المجتمع من هذا الفكر ويرون تراجع من أفتوهم به، ويتابعون براءة زملائهم الطوعي منه وبالمقابل المستوى الراقي لتعامل الدولة مع من يسلمون أنفسهم طواعية بشهادة ذويهم، ليس أمام من يتابع ذلك كله إلا اختصار الطريق بالمبادرة بتصحيح وضعهم بأنفسهم والاستفادة من فتح باب العفو وحسن المعاملة بتسليم أنفسهم وأن يتذكروا جيداً العبارة التي وردت في البيان بأن من بادر وسلم نفسه لن يكون أبداً في موضع من كابر وقاوم حتى يتم القبض عليه قسراً.. وقى الله العباد والبلاد شر الفتن.
|