* جدة - خالد صالح الفاضلي:
تحفظ رجال أعمال في جدة يوم أمس من وقوع وزارة الزراعة في مأزق تبني دراسة عتيقة تم تدشينها عام 1382هـ «1962م» مؤكداً ان ثمة دراسات أخرى تخالف الواقع وخاصة في مجالات تخزين المياه الجوفية بينما تتبنى غرفة تجارة جدة حديثا استراتيجية متعددة لتحويل الزراعة الى «حقل توظيف» جديد، وأكدت على فتح أروقتها يوم الخميس القادم الموافق 15 يناير لرجال وسيدات أعمال يرغبون في «خصخصة» مياه الزراعة الراكدة.
وكان رجل الأعمال علي محمد الجميعة يعقد يوم أمس في غرفة تجارة جدة مؤتمراً صحافيا بالتشارك مع عضو مجلس ادارتها الدكتور عادل بشناق تمهيدا لملتقى يضم رجال أعمال لمناقشة اسباب قصور مساهمة الزراعة في الدخل القومي وتقديم حلول لاشكاليات اجتماعية وحياتية.
وأوضح الدكتور بشناق وجود قلق نتيجة تجاهل رجال الأعمال السعوديين امكانيات متاحة للقفز بواقع الزراعة «غير الجيد» الى مستقبل أفضل استنادا الى تجارب عالمية تؤكد جدوى استثمار مياه البحر بعد تحليتها في زراعة الفواكه والربيان.
وكشف الدكتور بشناق «بشكل غير مباشر» عن ولوج غرفة جدة في مسارات تتشعب حول تساؤلات عن مسببات «تقهقر» مكانة الزراعة وعزوف الأسر السعودية عن التعامل معها كبيئة معيشية متكاملة، مشيراً الى وجود قصور في فلسفة «تثبيت الطبقة الزراعية من خلال تأسيس معاهد وثانويات زراعية، لكنه أكد على أن بناء مستقبل جديد أفضل من «جلد الذات» لمحاسبة ماضي الزراعة بشقيه «الحكومي والشعبي».
من ناحية ثانية، يعتقد رجل الأعمال علي الجميعة ان زيادة عدد السدود ضرورة لمعالجة اقتصاديات الزراعة، مع تبرير ان امتداد 2000كم من المناطق الجبلية المحاذية للساحل يدعو الى ضرورة التفكير جدياً في امكانيات الاستفادة من الأمطار المتسربة نحو البحر سنوياً، كما أنه أبدى حماسه نحو نتائج ايجابية لسدود مقامة حاليا في بيشة وأبها، مع تأكيده على أن الـ175 سداً الموجودة حالياً لا تساعد على تحقيق مستقبل زراعي مميز.
من ناحيته، دافع الدكتور بشناق عن قرار سابق للمجلس الاقتصادي الأعلى ينص على اعتبار 25 مليون ريال حداً أدنى لقيمة مشاريع استثمارية زراعية برؤوس أموال أجنبية، مبرراً ذلك بالتخوف من هجمة مستثمرين صغار يلتهمون مخزون المياه وحصص صغار المزارعين السعوديين في حال فتح الأبواب لمستثمرين أجانب برؤوس أموال أقل من الـ25 مليون ريال.
وخلص المؤتمر الصحفي الى تحديد صباح يوم الخميس القادم لمناقشة 4 أوراق عمل عن «متطلبات رجال الأعمال من وزارة الزراعة، تقليص الاسراف المائي، استثمارمخزون الدرع العربي، وتشريح معوقات تهدد شركات كبرى تستثمر في مجال الزراعة»، اضافة الى تحفيز الاستثمار الزراعي في تهامة الساحل الغربي.
|