* الرياض - الجزيرة:
عقدت اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة الرياض، برئاسة الأستاذ عبدالله بن سليمان المقيرن - رئيس اللجنة، اجتماعا مع مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض «بنين» الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي، جرى خلاله بحث سبل تعزيز التعاون بين اللجنة وادارة التعليم لخدمة السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بالرياض، وتم الاتفاق على آليات معينة لهذا التعاون.
وحضر الاجتماع العميد محمد بن عايض الزهراني - نائب رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء - مدير سجون منطقة الرياض، والدكتور عبدالعزيز بن علي المقوشي - مساعد أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بالرياض للشؤون الاعلامية وعضو اللجنة الوطنية وأمين الصندوق، والأستاذ عسكر الحارثي - مدير إدارة خدمة المجتمع بالغرفة. ومن جانبه ذكر الأستاذ عبدالله المقيرن، أن وفد اللجنة ناقش مع مدير عام التربية والتعليم بالرياض احتياجات سجون منطقة الرياض من ادارة التعليم وسبل الاهتمام بمدارس السجون وتقديم كافة صور الدعم لها، وتحفيز السجناء على الانخراط فيما تقدمه لهم هذه المدارس من برامج ومناهج تعليمية.
وأوضح المقيرن ان الاجتماع انتهى الى تشكيل لجنة مشتركة من ادارة التعليم واللجنة وادارة السجون لبحث مجالات وأسس التعاون فيما يخدم السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة الرياض، ويساعدهم على الاندماج الايجابي مع المجتمع، وتذليل كافة المعوقات التي يمكن أن تواجه أسرهم فيما يتعلق بشؤون تعليم أبناء السجناء. وأضاف المقيرن انه اتفق كذلك خلال الاجتماع على اجراء بحث لمعرفة أسباب عزوف بعض السجناء عن الانضمام لبرامج التعليم بمدارس السجون ومحاولة طرح حلول لمعالجة هذه المشكلة وسبل تحفيز السجناء على الالتحاق بهذه المدارس مشيرا الى ان مدير تعليم الرياض أبدى استعداده لتكريس امكانات الادارة لازالة أسباب العزوف قدر الامكان، واتفق أيضا على تطوير نوعية الأنشطة اللامنهجية المقدمة للسجناء الدارسين مثل الأنشطة الرياضية والاجتماعية بما يخدم السجناء ويزيد من تفاعلهم الاجتماعي والنفسي وينعكس ايجابيا على ظروفهم وأوضاعهم.
وذكر المقيرن ان الدكتور المعيلي أبدى استعداد ادارة التعليم كذلك لدعم برامج الرعاية اللاحقة للسجناء بعد خروجهم من السجن، وهو ما يساعد في رفع المستوى التعليمي للسجناء بعد انتهاء محكوميتهم، كما أبدى استعداده لتسهيل أمور أبناء السجناء فيما يواجههم من معوقات تتعلق بشؤونهم التعليمية مثل تسهيل قبولهم بالمدارس التي يرغبونها أو تسهيل تنقلهم وما شابه ذلك، وقال إن ادارة التعليم مستعدة للنظر الى هؤلاء الأبناء نظرة استثنائية مفعمة بالتعاطف الانساني معهم نتيجة سجن ولي أمرهم.
وقد عبر رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء عن شكره وتقديره للدكتور المعيلي لما أبداه من تعاون فائق لمساعدة السجناء وتقديم كافة التسهيلات الممكنة لهم من قبل ادارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض، وقال إن ذلك واضح على الفهم الواعي والمستنير من جانب مسؤول تعليمي تجاه فئة السجناء والمفرج عنهم وأسرهم وضرورة وقوف المجتمع بجانبهم، وتأكيد على ان المجتمع مستعد ان يشمل أبناء السجناء بالعون والرعاية الكاملة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها نتيجة غياب عائلهم، ومع التسليم بأن الأبناء ليس لهم ذنب فيما ارتكبه الآباء من أخطاء.
وثمَّن المقيرن لمدير التعليم بالرياض تجاوبه الجيد مع كل ما طرحه وفد اللجنة من موضوعات تخص السجناء وأسرهم، وقال إن اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بالرياض تسجل ذلك بكل التقدير وتتطلع من الجميع ان يقدموا كل المساعدات الممكنة والتسهيلات للسجناء وأسرهم. ومن جهته عبر العميد محمد بن عايض الزهراني مدير سجون منطقة الرياض ونائب رئيس اللجنة عن تقديره للدكتور المعيلي لما أظهره من حرص تام على تقديم العون الكامل للسجناء بمنطقة الرياض وتذليل كافة المعوقات التي تواجه التحاقهم بمدارس السجون وتوفير كافة احتياجاتها لتؤدي رسالتها على الوجه الأكمل، وقال إن ذلك التعاون البناء يمكِّن ادارة السجون من تهيئة الظروف الملائمة أمام السجناء لمواصلة مسيرة التعليم معتبرا ان رفع المستوى التعليمي للسجناء هو جزء من عملية اعادة تأهيلهم كأعضاء صالحين منتجين في المجتمع، وهو ما يسهم في ابتعاد الشخص عن طريق الانحراف.
وأكد ان التعاون المشترك بين اللجنة وادارة السجون وادارة التعليم اضافة الى مختلف قطاعات وشرائح المجتمع هو تعاون بناء ينعكس ايجابيا على السجناء ويسهم في التخفيف عنهم ويدفعهم الى جادة الصواب، وهو تعاون ينبغي ان يصدر من كافة الجهات ذات الصلة بالسجناء مما يجسد تعاطف المجتمع مع اخواننا السجناء ويحفزهم على العودة السوية الى المجتمع.
ومن جانبه وجه الدكتور عبدالعزيز بن علي المقوشي، شكره وتقديره للدكتور المعيلي، وقال: إن ما أبداه من تجاوب تام تجاه كل ما طرحه وفد اللجنة من قضايا تهم السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة الرياض هو موضع اعتزاز اللجنة وقطاع الأعمال الذي تمثله الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، والتي تتخذ اللجنة منها مقراً لأعمالها، بل واعتزاز المجتمع ككل، وقال: إن تقديم المساعدة والرعاية للسجناء هو واجب المجتمع تجاه هذه الفئة التي نعتبرها ضحية ظروف استثنائية وتحتاج الى مساعدة المجتمع كي تعود الى الطريق القويم.
وأضاف الدكتور المقوشي ان نتائج هذا اللقاء تصب كلها في مصلحة السجناء والمفرج عنهم وأسرهم، ولاشك أنها تصب في النهاية في خدمة المجتمع ككل والذي يبحث عن كافة الوسائل التي ترعى السجناء وتعينهم على البعد عن كل ما يسيء اليهم والى المجتمع، ويساعدهم على العودة اليه كأفراد صالحين، واعتبر ان ما حققته اللجنة خلال الاجتماع هو نجاح لجهود اللجنة في تحقيق رسالتها التي أُنشئت من أجلها، وهو كذلك بمثابة اضافة لرصيد غرفة الرياض الكبير في خدمة المجتمع والنهوض به، وتأكيد على حرص قطاع الأعمال ممثلا في الغرفة على الاضطلاع بمسؤولياته الايجابية تجاه المجتمع.
وأوضح ان الغرفة تسعى من خلال ادارة خدمة المجتمع الى تقديم مساعدة قطاع الأعمال الى المجتمع عبر قنوات عديدة، تشمل اضافة الى اللجنة الوطنية لرعاية السجناء لجنة أصدقاء المرضى بالرياض، ولجنة أصدقاء الهلال الأحمر، ولجنة العمل التطوعي التي تفخر الغرفة بجهودها جميعاً لخدمة المجتمع.
| 
