* كركوك بغداد الوكالات:
يعيش العرب والتركمان والاكراد في احد احياء كركوك متجاورين في حين تسود المدينة حالة توتر مستمرة وتعتمل مشاعر داخل المنازل تتراوح بين الخوف والقلق والحقد.
ويؤكد الجميع انهم يرغبون في العيش في وفاق مع جيرانهم غير ان ذلك لا يمنعهم من النظر شذرا إلى جيرانهم. وانفجرت الخلافات بوضوح منذ مطالبة الاحزاب الكردية بمدينة كركوك وأدت إلى صدامات كان بعضها داميا بين الاثنيات في المدينة.
ويقول صلاح احمد فرج «الوضع آخذ في التدهور، وكان هادئا حتى 21 كانون الاول/ديسمبر الماضي، ومنذ ذلك التاريخ هوجمنا من قبل التركمان وقدم الأمريكيون لتفتيش منازلنا عدة مرات».
ويضيف هذا الكردي الستيني انه يمثل 70 اسرة تسكن مجمعا حكوميا سابقا قبالة مقر حزب تركماني.
وجاءت هذه الاسر التي طردتها حكومة صدام حسين سنة 1991 بهدف تعريب المدينة، إلى كركوك بعد الاطاحة بالنظام العراقي. ووجدت منازلها وقد تهدمت او استولي عليها غير انها تصر على عدم مغادرة المدينة.
ويقول عبدالكريم علي (71 سنة) الذي قضت اسرته بسبب قمع النظام السابق «نحن ابناء كركوك، ولا نطلب اكثر من البقاء هنا حتى لو اكلنا التراب وافترشنا الارض».
وبدا الرجل هادئا وودودا وحاسما في موقفه في الآن نفسه، وهو يعتبر كركوك مدينةكردية وانها ايضا ملك للعرب والاشوريين والتركمان الذين ولدوا فيها اما الاف الاسر التي تم اسكانها فيها في سياق «سياسة التعريب» فيجب ان تغادر.
وكان صدام حسين يقدم منحا مالية للاسر العربية (اغلبها من الجنوب) لتشجيعها على الاستقرار في كركوك.
ويقول جاره العربي من عشيرة الحديدي التي سمي الحي باسمها «كانت نية صدام تعريب كركوك غير ان الناس الذين استقدمهم كانوا يسعون وراء حياة افضل لا غير، لا يمكن طردهم بهذه البساطة».
واضاف الرجل الذي قال انه «بسبب الظرف» يفضل عدم كشف اسمه «لا احد يمكنه نكران ان الاكراد تعرضوا إلى القمع وهذا بديهي، لكن ما يجري اليوم هو ان الكل يؤكد انه صاحب المدينة وحتى في هذا الحي الذي ظل باستمرار هادئا فان المتطرفين من كل الاثنيات يزدادون قوة يوما بعد يوم».
وفي الطرف الآخر من الشارع داخل مقر اتحاد الشباب التركماني بدا عزيز قادرغاضبا ازاء الوضع، وقال عزيز المستشار في الجبهة التركمانية العراقية «الاكراد يريدون اعادة صياغة التاريخ».
ويضيف «يحاولون تغيير المعطيات الديموغرافية عبر شراء الاراضي وتشييد منازل لكن كركوك فيها غالبية تركمانية» مذكرا بان التركمان ايضا كانوا ضحايا سياسةالتعريب.
ويعود آخر احصاء لسنة 1957 غير ان عمليات التهجير القسرية للسكان غيرت كل المعالم، غير ان ذلك ليس بالامر الهام والجميع لديه اوراق يستخدمها وسجلات مدرسية قديمة ويقترح البعض نبش القبور في المقابر لتأكيد هوية المدينة.
ويقول عبدالقادر بياتلي (تركماني) بلهجة تحذير «لا نطلب الا العيش بسلام.
واذا رغب الاكراد في العيش بسلام مع باقي المجموعات فان من مصلحتهم التصرف بشكل آخر» متهما الاكراد بالقيام قبل بضعة ايام بالهجوم بالقذائف المضادة للدبابات (ار بي جي) على مقر حزبه.
وينظر بياتلي من وراء شباك مقره بارتياح إلى دورية أمريكية وهي تقوم بتفتيش مقر جمعية كردية في الطرف الآخر من الشارع.
وقال جندي امريكي «توجد حالة غليان، غير اني اعتقد ان الهدوء سيسود في النهاية».
من ناحية اخرى دعت سانكولد شابوك عضوة مجلس الحكم الانتقالى في العراق إلى ضرورة تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الاحداث الطائفية التي شهدتها مدينة كركوك مؤخرا وراح ضحيتها أكثر من اربعين شخصا بين قتيل وجريح.
وطالبت شابوك في تقرير رفعته إلى مجلس الحكم بنزع سلاح الميليشيات المسلحة في المدينة وذلك في اشارة إلى سيطرة المسلحين الاكراد على مدينة كركوك التي تسكنها غالبية عربية وتركمانية.
وكشفت في تقريرها الذى أورده راديو سوا الامريكي عن تعيين اكثر من عشرين مديرا بدوائر المحافظة وصفتهم بأنهم من غير أبناء كركوك مجددة دعوتها إلى ضرورة منح التركمان مناصب ادارية وأمنية.
|