أصدر مكتب التربية العربي لدول الخليج كتابا حوى ستا وخمسين صفحة تحت عنوان «مكتب التربية العربي لدول الخليج في عامين.. طموح وإنجاز».
وأكد سعادة مدير عام المكتب الدكتور سعيد بن محمد المليص في كلمته التي قدم بها الكتاب ان مكتب التربية العربي لدول الخليج يعد تجربة تربوية فريدة لمجموعة الدول الاعضاء التي جمعت ابناءها ووحدتهم العقيدة واللغة والتاريخ والدم والجوار والطموح.
وأضاف خلال كلمته ان «التربية» كانت هي المنظومة الأولى في مؤسسات التعاون المشترك نشأة وتأسيسا مما يؤكد اهتمام قادة المنطقة بهذا الجانب الحيوي والمهم من جوانب التنمية والتكامل، مع حرصهم على ان تكون البدايات بطرائق صحيحة وطموحات عالية كجزء من البحث عن آفاق تربوية جديدة، وعن وجود تربوي متجانس.
ويؤكد الكتاب ما لخصه المدير العام في تقديمه خلال استعراضه للأهداف التي يسعى المكتب لتحقيقها.
وتحت عنوان «الخطة المشتركة: طموح قيادة.. وأمل أمة» أكد ان برامج الخطة المشتركة لتطوير مناهج التعليم لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي من البرامج الطموحة التي يعكف المكتب والمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج على تنفيذها، وانه قد تم توزيع برامج هذه الخطة على دورتين ماليتين، وخص الدورة المالية 1422/1423هـ منها اثنا عشر برنامجا «خمسة برامج يقوم بها المكتب بالرياض، وسبعة برامج يقوم بها المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج».
وعن الخطة متوسطة المدى الرابعة لعمل المكتب وأجهزته أكد الكتاب ان «هذه الخطة» اعدت لتواجه الظروف والاوضاع الطارئة التي واجهت العالم في الآونة الأخيرة ممثلة في النمو السكاني وما يستتبعه من نمو متزايد على طلب التعليم، اضافة الى متطلبات التنمية التي اتجهت اليها دول المكتب، واستوجبت العناية بالمورد البشري لهذه التنمية لتكون قادرة على الوفاء بمتطلباتها، لذا فقد ركزت هذه الخطة على ثمانية مجالات واشتمل كل مجال منها على العديد من المشروعات التي بلغت في مجموعها ستة وعشرين مشروعا تربويا يقوم على تحقيق أهدافها تسعة واربعون برنامجا تمت ترجمة كل منها الى العديد من الأنشطة وفقاً لطبيعة كل برنامج ومتطلبات تنفيذه.
وفي حديثه عن «مشروع الرياضيات والعلوم» الذي سعى المكتب لان يكون مشروعا طموحا لتطوير وتحديث مناهج الرياضيات والعلوم، لتكون على احدث ما يطبق في الدول المتقدمة، اكد مدير عام المكتب ان العناية بمناهج العلوم والرياضيات هي عناية بالعقل وتنمية للفكر، واهتمام بالتعليم من اجل الحياة، واعداد الأبناء للتعامل مع معطيات التقنية في الحاضر والمستقبل، وان مواد العلوم تمثل قبل ذلك مفتاحا ايمانيا يتيح للإنسان التأمل في بديع صنع الله وآياته فيما خلق وأبدع، لذا فقد حرص المكتب على ان يكون هذا المشروع نقلة تربوية مهمة لتطوير مسيرة التربية واعداد أبناء المستقبل على أسس علمية وتربوية حديثة.
والى جانب ذلك اولى المكتب «مصادر التعلم» اهتماما خاصا باعتبارها الركيزة الأساسية للمدرسة الحديثة، وما تقدمه من دعم لأهداف المدرسة ومنهجها.
لذا فقد عرض الكتاب لجهود المكتب في هذا المجال تحت عنوان «الإطار المرجعي الشامل لمصادر التعلم: ثمرة جهود وخلاصة فكر» موضحا ان «الإطار» قد جاء في ثلاثة أجزاء تتوالى وتنسجم لتكون الإطار العام لمصادر التعلم الذي يعد عملا جامعا لكل ما توصل اليه العلم في هذا المجال.
وعن ترجمة قرار اصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم في الدول الاعضاء بالمكتب بشأن رفع كفاية برامج المكتب ومشروعاته، وتحقيق أعلى درجات الجودة لها، فقد عرض الكتاب انشاء لجنة ضبط الجودة في المكتب التي تعنى بتطبيق معايير ضبط الجودة في كافة البرامج التي يقوم بها المكتب او يخطط لتنفيذها، وذلك لتوفير الاقتناع الكامل بأن العبرة ليست في عدد البرامج او كميتها بل في كفايتها وجودتها.
وأما في سبيل تفعيل التعاون بين مكتب التربية العربي لدول الخليج والمنظمات العربية والدولية ذات العلاقة بالثقافة والتربية والعلوم فقد عرض الكتاب أخبار تفعيل التعاون بين المكتب وكل من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومؤسسة الفكر العربي، ومكتب التربية الدولي، وعرض نصوص الاتفاقيات وعناصر التفاهم التي تم اعتمادها بين المكتب وتلك الجهات.
وحرصا من المكتب على تجسيد توجهات القادة التربويين في الدول الاعضاء بالمكتب بشأن إعداد أبناء الأمة لمواجهة تحديات ثورة تقنية المعلومات والسعي لتلبية احتياجاتنا المستقبلية من التقنية والمعلومات، ولكي تكون المعرفة اساسا لنهضة مجتمعية شاملة تستهدف إعداد المواطن المتسلح بالإيمان والعلم والتفكير المبدع والقادر على خدمة نفسه ومجتمعه، والذي يستطيع ان يتعايش مع تطورات العصر، وينفتح عليها ويستفيد منها، متمسكا بالثوابت العقدية والقيم الإسلامية والعربية الأصيلة، فقد عرض الكتاب خطوة المكتب في سبيل بناء قاعدة معلومات تربوية تخدم الميدان التربوي في الدول الاعضاء.
ولم يغفل «الكتاب» النشاط الثقافي، والنشاط المنبري، ونشاط التأليف والنشر في المكتب، حيث القى الضوء على تلك الأنشطة بما يرسم صورة واضحة تؤكد دور «المكتب» في إثراء الجانب الثقافي المعرفي في الميدان التربوي.
وقد ختم «الكتاب» بعرض بعض المشروعات المستقبلية التي سيقوم «المكتب» بتنفيذها لعل من أبرزها الإعداد لمشروع تحسين مستوى طلاب التعليم العام في اللغة العربية في الدول الاعضاء بالمكتب، وإعداد عدد من الأطر المرجعية الشاملة في المجالات التربوية المختلفة، وعدد من الأدلة الارشادية للمعلمين وللأسرة.
وبعد:
فإن الاطلاع على كتاب «مكتب التربية العربي لدول الخليج: طموح وإنجاز» يؤكد أهمية العمل التربوي المشترك من جانب، ويؤكد ان «نشاط» المكتب غير موسمي، بل هو «نشاط» دائم دؤوب يسعى الى رفع مستوى الأداء في الميدان التربوي بكافة محدداته وعناصره وأبعاده، ويبرز حرص «المكتب» على ان يبقى منبراً ثقافياً وعلمياً وتربوياً يمثل مكانة مرموقة على المستوى الخليجي والعربي.
والله ولي التوفيق..
|