فلسفة العصر الجديد الذي نعيشه الآن جاءت لتعطي الجماهير الصدارة خلافاً للنخبة التي مارست دورها لعقود عدة، فالجماهير باتت في زماننا هذا منتجة بعد أن كانت مستهلكة، فخالد عبدالرحمن والفيديو كليب والأكلات السريعة إنما هي إنتاج جماهيري يتماهى مع استقلالها على الأقل إبداعياً.
أما مسرحية (الحقيقة العارية) للمؤلف المسرحي محمد العثيم فقد عرفت هذا التحول فجاءت بحسب العثيم محاولة جادة للتوفيق بين مسرح النخبة ومسرح الجمهور، بحيث يكون العرض جماهيرياً يرضي الجمهور المتذوِّق لعرض كوميدي ترفيهي هادف ويرضي النخبة بالقيم الفكرية والفنية، وذلك في عرض ملتزم بشروط المسرح.
في ظني أن هذا تحد كبير لأن تجسير الفجوة بين الأعمال النخبوية والأعمال الجماهيرية يحتاج إلى ملكات فكرية عالية ومهارات فنية خارقة حتى تتم عملية الدمج بدون أخطاء، وهي رؤية إبداعية تحتاج أن تنغرس في كيان فريق العمل ككل.
الجميل أن هذا الظن ظلَّ ظناً فقط حتى بدء بروفات المسرحية، في حين أضحى واقعاً مشاهداً، تأكد بعد أن قطعت بروفة (الحقيقة العارية) شوطاً طويلاً ظهرت فيه المسرحية نخبوية/ جماهيرية بصورة مقنعة إلى حد كبير.
المسرحية سيبدأ اختبارها في عرضها الأول مساء الخميس 30 من الشهر الحالي بحضور عدد كبير من النخبة المثقفة وعدد كبير من الجماهير المتعطشة لعمل يعبِّر عنها، فاندماج العثيم كنجم نخبوي والممثل حبيب الحبيب كنجم جماهيري حالة مسرحية تستحق أن تشاهد، ويبقى المخرج في مهمة تاريخية.
|