يقول الله تعالى: { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } أيها المسلمون، يجب على الإنسان أن يتخلق بالأخلاق الموجبة للسيادة، ويعتني في طلب المكارم والمجد، وألا يتشاغل عنها بسواها ولا يصرف همته الى ما عداها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسرع به عمله لم يبطئ به حسبه ومن أبطأ به عمله لم يسرع به حسبه.
قيل لحكيم ما السؤدد؟ فقال: اصطناع العشيرة واحتمال الجريرة. قيل: فما الشرف؟ فقال: كف الأذى وبذل الندى.
قيل فما الثناء؟ فقال: استعمال الأدب ورعاية الحسب قيل فما المجد؟ فقال: احتمال المغارم وابتغاء المكارم. قيل فما المروءة؟ فقال عرفان الحق، وتعاهد الصنيعة. قيل فما السماحة؟ فقال حب السائل وبذل النائل قيل فما الكرم؟ فقال صدق الاخاء في الشدة والرخاء.
قال بعض العلماء: الكرم هو اسم واقع على كل نوع من أنواع الفضل ولفظ جامع لمعاني السماحة والبذل، فكل خصلة من خصال الخير وخلة من خلال البر وشيمة تعزى الى مكارم الاخلاق وسجية تضاف الى محاسن الطبائع والأعراق، فهي واقعة على اسم الكرم فالكرم ابدا واقع على كل فعل من الأفعال المرضية، لازم لكل حال من الأحوال الجليلة السنية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مكارم الأخلاق عشرة تكون في الرجل ولا تكون في ابنه وتكون في الابن ولا تكون في ابيه وقد تكون في العبد ولا تكون في سيده يقسمها الله تعالى لمن اراد به السعادة، وهي: صدق الحديث وصدق البأس، وأن لا يشبع وجاره وصاحبه جائعان واعطاء السائل، والمكافأة بالصنائع، وحفظ الأمانة وصلة الرحم والتقرب للصاحب وقرى الضيف اسسهن الحياء، ومن المنقول كمال البغية والنيل في باب حفظ السؤدد، الواجب على ذي النسب الشريف والمجد الرفيع لنسبه، والاتكال على آبائه فإن اشرف الانساب يحض على أفضل الأعمال والشريف بهذا اولى اذا كان الشرف يدعو الى الشرف كما ان الحسن يدعو الى الحسن وأكثر الممدوحين انما مدحوا بأعمالهم دون انسابهم.
|