* بيروت:
عقب الرئيس كميل شمعون قطب اليمين الديمقراطي على الأحداث الأخيرة والمثيرة في مصر وبارك خطوات الرئيس السادات في ضرب دعاة شق الصفوف واعتبرها خطوات طبيعية وجريئة ومحرجة في آن واحد.
«طبيعية، لأنها اقصت عناصر غير منسجمة مع رئيس البلاد»..
«وجريئة، لأنها شملت فئات كانت تهدف الى الاستئثار بالحكم وبالسلطة».
«ومحرجة، لأنها ابعدت شخصيات كبيرة عن مسرح رممه السوفيات ليمثل على خشبته من أبعد مؤخراً».
وأنهى الرئيس شمعون مباركته للتدابير المصرية بالاشارة الى ما حدث في السودان قبل شهرين وأدى الى اعتقال الزعماء الشيوعيين وقال: «قد تكون زيارة الرئيس النميري للقاهرة ذات فائدة استطلاعية لانها قد تكشف له، ما لم تكشفه التحقيقات التي أجرتها السلطات السودانية مع الانقلابيين الشيوعيين».
ثم تساءل الرئيس شمعون عن «الدور الذي تلعبه موسكو في أزمة الشرق الأوسط وهو الدور الذي يعطي السلاح الدفاعي للعرب ثم يعطي باليد الأخرى اذونات خروج لعلماء يهود سوفيات لكي يضاعفوا في رفع المستوى التكنولوجي لإسرائيل».
وقال الرئيس شمعون أخيراً: ان الخطاب الصريح الواضح الذي ألقاه الرئيس السادات مساء يوم الجمعة الفائت هو الذي عطل التحرك اليساري ليس فقط في مصر بل في الدول العربية أيضاً، لأنه حصر التدابير والمبررات التي اتخذها ضد علي صبري ورفاقه بمشاكل الاتحاد الثلاثي بين مصر وسورية وليبيا، ليفوت على «واشنطن» فرصة الاستغلال السياسي نظراً للميول التي يتميز بها السيد علي صبري ورفاقه».
وهذا الرأي الذي ابداه الرئيس شمعون شاطره فيه ارباب السياسة والديبلوماسية الذين «رفعوا قبعاتهم» اجلالاً واحتراماً وتقديراً لبراعة الرئيس السادات وحذقه السياسي في اظهار الموضوع، لاخفاء الدوافع، حرصاً على الصداقة والدعم، وقضاء على أي تفسير يمكن أن يفهم منه على ان تدابيره الاستثنائية انما هي احباط لمحاولة الاستئثار بالسلطة لضرب الجبهة الخارجية من الداخل.
|