أمذاكرة أم محادثة
إننا في هذه الأيام نعيش في جو علمي خالص، لا تشوبه أية شائبة، فالوقت جميعه وبحذافيره لمذاكرة المواد وتحضيرها استعداداً لخوض معركة الامتحان، فيخرج ويفوز فيها من عبأ قواته واستعد استعداد المجاهد للحرب، لا المهمل المتناسي الذي يقول سأنجح وسأفوز كغيري وهو لم يعمل ما عمله غيره.
فهو يأتي إلى مجالات المذاكرة، ويجد فيها العديد من زملائه الذين أفرغوا وقتهم، وأعدوا أفكارهم وأجسامهم تحصيلاً للعلم وطلبا للنجاح.
يأتي اليهم في مسجد أو حديقة ونحوهما، ويحسب أن ما دخله محلا للمحادثة حيث انه يجد فيها فردا يشاكله في الإهمال ويحسبه موطنا لايذاء زملائه الآخرين.
ألا فلينظر هذا وأشكاله من الفارغين المهملين، للعواقب الوخيمة الناتجة عن مثل هذا، فهو يضيع الوقت على نفسه وحبذا، لو اقتصر ذلك على نفسه بل ان ذلك يمتد إلى المجتهدين الذين لا يجدون مواطن الهدوء والسكون إلا بمثل هذه المحلات لكنهم يجدون ما ينغص عليهم، هذا ويفوت عليهم الأوان. والوقت اليوم من ذهب بل وأغلى من الذهب فهلا يا أيها المهمل المؤذي لغيرك والمضيع للوقت ارتدعت ونضجت نفسك فحرصت على تحصيل العالم ووفرت الهدوء لإخوانك تفز أنت وهم بالنجاح الباهر والمستقبل الزاهر والله ولي التوفيق.
|