وافق هذا اليوم من عام 1948 بدء آخر صيام يقوم به الزعيم الهندي الماهاتما غاندي، وكان الزعيم غاندي يكتفي بالصوم فقط كنوع من أنواع الاحتجاج والاعتراض على وجود المستعمر البريطاني في بلاده حيث كان يرى في ذلك طريقة سلمية محترمة لإظهار الاعتراض وعدم التكيف مع الوضع الدخيل، وقد حارب الماهاتما غاندي من أجل الحصول على استقلال الهند من الحكم البريطاني مما رفع مكانته بين أفراد الشعب الهندي وبين الزعماء الوطنيين المتحمسين لبلادهم، بيد أن هذه الشهرة قد امتدت لتسمع عنه الدنيا بأكملها كأحد القادة المعدودين في القرن العشرين.درس غاندي القانون في إحدى جامعات انجلترا وبعد تخرجه عاد إلى الهند ليمارس مهنة المحاماة ولكنه لم يتمكن من ذلك بشكل يضمن له العيش الجيد، كان من ذلك أن سافر إلى جنوب إفريقيا في مهمة قضائية هناك حيث المعاملة العنصرية تمارس هناك بلا رادع، ولعل طرده من مقاعد البيض في أحد وسائل المواصلات في جنوب إفريقيا لأنه من الملونين ما جعل عيونه تنفتح على ما يعامل به غير الملونين في بلده أيضاً، بعد ذلك مكث غاندي في جنوب إفريقيا لمدة كبيرة دافع خلالها عن حقوق الهنود الذين يعيشون هناك وقدم لهم الكثير من الخدمات.
وعندما عاد غاندي إلى الهند تزعم الحركة الوطنية الهندية حيث قاد الحملة الوطنية ضد الاستعمار الانجليزي، ولكنه كان دائماً ما يفضل سياسة عدم العنف والطرق السلمية والتي أطلق عليها باللغة الهندية «ساتياجراها»، وما كان منه إلا أن جعل الصوم طريقته للتعبير عن رفضه للواقع من حوله بطريقة لا تحمل العنف، وكان غاندي يمارس الصوم عن الطعام أيضاً حينما تشتعل المقاومة الوطنية بطريقة تحمل العنف حتى مع الجنود البريطانيين.
وكان يستخدم ذلك الأسلوب حتى في تلك الحروب والصراعات الأهلية بين الطوائف الدينية المتناحرة في الهند، يذكر أنه في إحدى الصراعات التي قامت بين المسلمين والهندوس قرر الصيام عن الأكل حتى شارف على الموت، الأمر الذي جعل الطائفتين المتناحرتين يتوقفان عن القتال، كان ذلك هو آخر صيام يقوم به غاندي ولم يتراجع عنه إلا عندما أكد له زعماء الطائفتين أن الصراعات قد انتهت.
وبعد ذلك وفي إحدى خطب غاندي قام أحد المتطرفين الهندوس ويدعى «ناتورام جودس» باغتيال غاندي مطلقاً عليه الرصاص ظناً منه أنه قد خان الهندوس وأحدث الفرقة بينهم.
|