بعد ذلك الذي حدث في مونديال اليابان وكوريا 2002 خرجت الكثير من الأصوات التي تندب واقع الكرة السعودية وتطالب بتغيير شامل في الأجهزة الفنية والإدارية والأنظمة والقيادات الرياضية، إلى غير ذلك من ردود الأفعال التي لا تخرج عن كونها انفعالات وصلت إلى حد المطالبة بفصل الاتحاد السعودي عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهو مطلب انفعالي ايضا خلط أصحابه الصلاحيات والمسؤوليات والارتباطات التنظيمية بعضها ببعض. وإلا فالاتحاد السعودي لكرة القدم غير مرتبط بالرئاسة تنظيميا ولا يربطهما سوى أن سمو الرئيس العام هو رئيس الاتحاد. أما ارتباط الاتحاد فهو باللجنة الأولمبية السعودية والتي ينضوي تحت لوائها جميع الاتحاد اتالرياضية السعودية. تلك كانت حالة أهل العاطفة والانفعال.
أما قيادتنا الرياضية والممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل فقد كانت أكبر من يهزها ذلك الحدث المونديالي وكانت اثقل وأرسى من أن تنساق وراء العواطف التي انساق وراءها الكثيرون، فقد تعاملت مع الأمر بكل حكمة وروية وهدوء وعقلانية وبعد نظر. ولم تجعل قراراتها أسيرة للعواطف المتأججة والمتعجلة أو لمجرد امتصاص الغضبة الجماهيرية، بل درست الوضع بكل جوانبه واتخذت من القرارات المدعومة بجوانب الخبرة والتجربة والأسس العلمية ما يعيد للكرة السعودية هيبتها وشخصيتها وحضورها اللائق بها خليجيا وعربيا وقاريا وعالميا. فلم يمض وقت حتى اعتلى منتخبنا منصة التتويج العربي، ثم ها هو يفوز باللقب الخليجي بعد أن تأهل لكأس الامم الآسيوية، ويستعد قريبا لتصفيات المونديال القادم بالمانيا 2006. وكان من حصيلة هذه الإنجازات المتوالية أن ارتقى منتخبنا الوطني في سلم ترتيب منتخبات العالم الذي يصدره الفيفا إلى مرتبة لم يبلغها حتى وهو في قمة حضوره في السنوات السابقة.
إن منتخبنا الوطني يسير في الطريق الصحيح المرسوم له بكل دقة وسيبلغ هدفه الأهم في المونديال العالمي القادم الذي نتفاءل بإذن الله أن يكون حضوره فيه لائقا بسمعة الكرة السعودية ومواكباً للطموحات والآمال المعقودة عليه ومنسجما مع الاهتمام والرعاية والمتابعة الدقيقة التي يحظى بها. ولا ننس في هذا المقام الدور الرائد والرائع الذي يقوم به الخبير المشرف سمو الأمير تركي بن خالد الذي تحمل بكل شجاعة عبء ما حدث في المونديال السابق ولم يصدمه أو يفتر في عضده بل حوله الى عامل نجاح للمرحلة القادمة التي نعيش ثمارها ونتطلع في المستقبل لما هو أفضل وأحسن، ونثق بعد الله في أن سموه سيحقق الهدف والغاية ويبلغ المراد بالأخضر ليكون في مونديال المانيا كما وعدنا.
|