رحل والدي.. عندما أسدل الليل ظلامه فبدأت شمسه تتلاشى مع الغروب حتى عانقت البحر.. وبدأ حنين البحر في يوم ودعت الشمس عالمها الواسع لتأخذه معها..رحل والدي.. وكأن العالم يزفه إلى مثواه الأخير.. هذه نهاية المطاف ونهايتنا جميعاً.. لقد طبع على جدران عالمه لمسات من الإيمان والطاعة وحب الناس فبكاه الصغير والكبير وحتى المسنون..رحل والدي إلى مثواه الأخير وقلبه يتفطّر على صيام رمضان.. رحل والدي وقلبه معلّق بالإيمان وطاعة الله.رحلت يا والدي ابراهيم وعلمتنا الصبر على الشدائد فما ضاقت بنا الدنيا إلا وفتحت لنا ذراعيك لتستقبلنا بالحب والحنان.
علمتنا يا والدي.. حب الآخرين والسماحة والطيبة.. علمتنا يا والدي صلة الرحم وأنت أول من وصل رحمه وكنت تردد أن صلة الرحم تقرّب إلى الله.. لقد كنت يا والدي من يفرّج كربة المكروب من الصديق والقريب وعلمتنا أن نسير على نهجك..
والدي الغالي لقد كنت تحثنا على الرأفة بالآخرين حتى أصبحنا مثلك في ودك نحوهم وحبك لهم.. لقد كنت كريماً جداً وفتحت أبوابك للبعيد والقريب.. وللصديق وللحبيب وكنت تجد السعادة عندما يطرق باب بيتك ضيف.. لقد كنت تحب الناس والناس يحبونك لمحبتك لهم..والدي الحنون لقد سرت على نهج رسول الله في كل ما أمر به ونحن نسير على خطاك.. ولو تحدثت عن محاسنك لامتلأت أوراقي.. وجف قلمي.. يا والدي لقد كان فراقك خسارة فادحة في حياتنا.. وأدمى الحزن قلوبنا.. واحترقت جوارحنا.. وذرفنا الدموع قطرات وقطرات.. لو اجتمعت لكانت أكثر من مساحة البحر.
عزاؤنا الوحيد دعواتنا وابتهالنا إلى الله العزيز القدير أن يجمعنا بك في جنات الفردوس الأعلى وان يلهمنا الصبر في فراقك فقد انطفأ بريق حياتنا وسرقت السعادة من قلوبنا واختفت الابتسامة من شفاهنا فعوضنا على الله ومردنا إليه سبحانه.. رحمك الله يا والدي وأسكنك فسيح جناته اللهم آمين.
(*) ابنتك التي تحبك |