شكر الله فضل سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أتاح للمواطن أن يلقي بكلمته عبر تحاور لإبداء الآراء الإصلاحية، لان أمر المسلمين شورى بنص الكتاب العزيز، قال الله تعالى: {وّأّمًرٍهٍمً شٍورّى" بّيًنّهٍمً} ولأن خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، أمره ربه أن يشاور أصحابه، فقال عز سلطانه: {وّشّاوٌرًهٍمً فٌي الأّمًرٌ}.!
* وقد استمعت إلى الكلمات التي أُلقيت بين يدي سمو ولي العهد في مساء السبت 11/11/1424هـ، ونحن بحمد الله مسلمون مؤمنون ومحسنون إن شاء الله.. لذلك لا أرى تضييع الوقت من المتحدثين في ساحة التحاور مع ولي الأمر، هذا التكرار والكلام المعاد بأننا أمة التوحيد، طائعين لرب العالمين، ذلك أن النحاة يقولون: «المؤكد لا يؤكد».!
* ولقد أجاب الأمير راعي التحاور عن إصلاح المناهج، بأن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام، وذلك تشريع لنا، وهذا صحيح، غير ان الحق سبحانه، إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.. وأصحاب الرأي من المواطنين، يريدون من ولي الأمر، أن الأمور التي لا تحتمل التأجيل، مثل مناهج التعليم، لا ضير أن يبت فيها دون تأخير، لاسيما وأن في بلادنا أكفاء من الرجال والنساء، ولسنا محتاجين أن نستورد مناهج من خارج بلادنا لا توائمنا، ولا استقدام خبراء ليبرمجوا لتعليمنا.. إن في بلادنا أكفاء مصلحين، واعين، يعرفون ما ينفع بلادهم ويقوّم التعليم من هذا الاعوجاج الذي فيه، والذي يضر ولا ينفع، بل يؤخر البلاد إلى عهد جاهلي أمي، ولسنا كذلك، ولا بلادنا توسم بهذا التخلف، فإسلامنا والحمد لله في الربع الأول من القرن الخامس عشر منذ بزوغ فجر الإسلام من هذه الأرض المباركة بإرادة الله وتقديره والحمد لله.
* ولقد قلت في برقية لسمو ولي العهد قبل أيام، إننا إذا جددنا، فإننا بحول الله وقوته، نستطيع ان نجدد المنحرف من مناهجنا الدراسية قبل حلول العام الدراسي 1425-1426هـ بعون الله وقوته، وأنا واثق من إخلاص وأداء وجد أمتي من الأكفاء فيها والعالمين العاملين، وهم ينتظرون من سمو الأمير إشارة البدء، ليحققوا ما يوكل إليهم في زمن قياسي، وليس عملاً ارتجالياً، وإنما ما ينفع ملتقى العلم ويرضي الحق والراعي، وذلك ما نتطلع إليه ونريد.!
* ثم يبدأ في الإصلاح الإداري، وسمو ولي العهد يدرك قيمة الزمن، والأمة الحية تسابقه، أي الزمن، لتحقق ما تريد مما ينفعها في دنياها وأخراها، والرجال الجادون المهيأون للعمل، ينتظرون - فقط -، الضوء الأخضر، ليبدأوا على بركة الله، والله مع الصادقين العاملين!.
* امنحهم يا سيدي - من يُختارون، من ذوي العلم والحلم والكفاءة امنحهم الثقة، ودعهم يعملون وسترى منهم ما تقر به عينك، ويسعد المواطن بما ينجز ويحقق من إصلاح عام في كل المرافق، ودع يا سيدي الأمر شورى، من رجال الجامعات والشورى والأكفاء وهم كُثر في بلادنا، وينتظرون إشارة بالدعوة، ليعملوا بحماسة واتقان، لأنهم غُيُر على بلادهم ومحبون لوطنهم، ولكنهم بعيد، فقرّب يا سيدي الصالحين، لتفرح ونفرح بتوفيق الله، وهو سبحانه المستعان.
|