لا أتكهَّن بأن الأيام القادمة سوف تؤكد بدليل قاطع آخر ما نعرفه ونثق فيه، ونحسب الأمر فيه إلى اللَّّه تعالى وهو «براءة» هذا المجتمع الذي فُطِر على الإسلام، ونشأ في الإسلام، وسلك بكلِّ ذرَّة فيه ما يؤكِّد إسلاميته اللَّهم إلا من اللَّمم الذي جُبِل عليه البشر جميعهم ممَّا يبعده عن أي تصرُّف يقفز عن مستوى هذا اللَّمم، إذ لا يجرؤ عليه مَن هذا سلوكه وتنشئته بل إيمانه ومعتقده، بل إحساسه بالخوف من اللَّه تعالى مهما تفاوتت مستويات إيمانه ومن ثمَّ تقواه، فخوفه وتحسُّبه بأن يكون مجرماً قاتلاً حارقاً مفجِّراً منتحراً متجاوزاً حد الجهر والخفاء متلبساً بالخديعة محيطاً لها في الظلام رحَّالاً وراء خيوطها الحمراء والملوثة وأوجهها القبيحة التي كرَّهها إليه القرآن..، ووضع أمامه حدود عقابها ما كان منها أدنى أوأشد في الدنيا، وما كان منها أخزى في الآخرة...
هذا الدليل كشفت عن بعض جوانبه بطاقة هاتف سويسري، وبعض أرقام هاتف توصَّل إليها المحقِّقون السعوديون من قبل، ثمَّ القيام بمقارنة بينها اتَّضح عدم وجود أيِّ سعودي من بين الثمانية الذين أوقفوا على يد أفراد الشرطة الفيدرالية السويسرية.
كما كشف عنه ما وراء هذا الإيقاف وهو توزُّع الثمانية أولئك بين خمس مقاطعات سويسرية وأنَّهم جميعهم متورطون في «صلات إجرامية» بمنظمات متطرِّفة.
وهذان الدليلان كافيان لأن يؤكِّدا «سلامة» جانب هذا المجتمع بأفراده من بذور الشَّر والتَّطرف والاجرام بل العنف الذي ينتشر وتسري فتائله في أنسجة المجتمعات البشرية ويستهدف في المقدمة هذا الوطن الآمن المسلم الأوَّل في مقدِّمة البلدان المسلمة، إذ هو مأوى الحرمين وفيه الكعبة المشرَّفة قِبْلة كلِّ المسلمين.
وتأكيد السلام الأساس في بناء شخصية الفرد السعودي من خلال ما يتوصل إليه التحقيق والتَّتبع الدقيق على مستوى «شُرطَ» العالم الأوروبي وسواه لا ينفي أنَّ من تمكَّنتْ من القبض عليهم الفِرَق الأمنية السعودية ووُجِدوا من بين أبناء هذا المجتمع من «المتأثِّرين» بضغوط الفكر الإرهابي الخارجي الذي ظهرت بذوره وعُرِفت هويَّته ولا تزال تظهر، وإلاَّ لماذا يكون من بين هؤلاء من يحملون الجنسيات غير السعودية؟ الأمر الذي يؤكد وجود هذا التأثير يسري في خلايا الصغار ممَّن هم قابلون للتَّأثير سواء من كان منهم جاهلاً أو غرَّاً أو ذا حاجة أو ممَّن لديهم روح المجازفة لأيِّ عارض في تنشئته أو ظروفه المختلفة غير أنَّ الأدلة وهي تترى..
نظل نقول لا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم.. الذي وحده خلق هذا الكون وقدَّر عليه أقداره. والذي هو وحده من تكفَّل بحفظ القرآن ومن ثمَّ بنصرة أهله، وهو الذي تعهد برزق هذه البلاد الطاهرة وحمايتها..
فاللَّهم احفظ البلاد والعباد بما عهدت فيها من رسالة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وبدعوة أبي الأنبياء إبراهيم ان تجعل هذا البلد آمناً وترزق أهله الخيرات كلَّها بما فيها الطهارة من الشرك والشر، والبلاء والضُرّ.. وأن توحِّد على الحق كلمة أهلها وتشدُّ ولاتِك بعضد أبنائها يا أرحم الراحمين وتصرف كيد الكائدين عنها وتهديهم إلى سواء السبيل إنَّك ولي الأمر والمتكفل بالإجابة.. آمين.
|