دعا السيد معن بشور المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية الى قيام حوار فلسطيني - لبناني، وحوار فلسطيني - سوري يشكلان مدخلا لبناء نواة تحالف قومي للصمود والدفاع عن الحقوق الوطنية والثوابت القومية، معتبرا ان المناسبات الوطنية والقومية يجب ان تشكل فرصة لمراجعة الذات، فنكتشف الاخطاء التي وقعت بها لتتجنبها والايجابيات التي انجزتها لتطويرها.
كلام بشور هذا جاء خلال مهرجان اقيم في مخيم عين الحلوة في «يوم الشهيد» الفلسطيني والذكرى 39 لانطلاقة الثورة الفلسطينية. وتحدث فيه ايضا كل من المقدم خالد العارف عن منظمة التحرير، والقاضي الشيخ محمد دالي بلطه ممثلا مفتي الجمهورية والاب جوزف خوري ممثلا المطران كفوري، وابو شريف مسؤول مكتب الشؤون الاجتماعية، محمد ضاهر عضو اللجنة المركزية للتنظيم الشعبي الناصري.
وقد قال بشور في كلمته ان شعبا يحيا بشهدائه لا يمكن ان يهزم، وان قضية يحييها شهداؤه لا يمكن ان تموت، معتبرا ان القراءة العميقة للاحداث تمنعنا من السقوط في اليأس والاحباط باعتبارهما يشكلان الاحتياط الاستراتيجي الحقيقي لاعدائنا. واعتبر بشور ان من النقاط المضيئة هي تلك المقاومة المتنامية في العراق التي ستعيد فعلا رسم خارطة العراق والمنطقة والعالم ولكن ليس وفق رغبة الصهاينة وحلفائهم بل على قاعدة سقوط المشروع الاستعماري والصهيوني في المنطقة وسقوط الهيمنة والعنصرية في العالم.
وتوقف بشور امام زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني الى اثيوبيا مستجديا هجرة الآلاف من الفالاشا المضطهدين اصلا داخل هذا الكيان في ظل سياسة التمييز العنصري والعرقي، ورأى ان هذا الاستجداء تعبير عن قلق مصيري ينتاب اهل هذا الكيان في ظل اقتصاد مأزوم، وامن مضطرب، وهجرة مضادة تزداد يوما بعد يوم، وتزايد عدد سكان فلسطين على نحو جعل من صحافتهم تتحدث اليوم من ان مصير الصهاينة في فلسطين سيكون مشابها لمصير البيض في جنوب افريقيا.
واعتبر بشور ايضا ان عودة عرفات ليصبح الرقم الصعب في المعادلة الفلسطينية التي بدورها تشكل الرقم الصعب في معادلة المنطقة نفسها، قد اكدت فشل كل المحاولات الامريكية والصهيونية للتلاعب بارادة الشعب الفلسطيني وتزييفها وتزويرها خصوصا ان هذه الارادة تعبر عن نفسها كل باستفتاء الدم، واستفتاء الشهادة.
وتوقف بشور امام الزيارة التاريخية للرئيس بشار الأسد الى تركيا والنتائج الايجابية التي اسفرت عنها، فرأى فيها مدخلا لبناء نواة اقليمية جادة تحول دون نجاح مخططات تقسيم العراق والهيمنة على مقدراته وسلبه استقلاله وسيادته، كما تشكل دفعة جديدة لتقارب عربي اسلامي يعيد الاعتبار الى روابط تاريخية وحضارية وروحية سعى المستعمر الى زعزعتها طيلة القرن الماضي.
واعتبر بشور ايضا ان النداء الصادر عن علماء المسلمين الذين اجتمعوا بالامس في (دار الفتوى) حول وحدة العراق وتحرره خطوة في الاتجاه الصحيح المناهض لمشروع الفتنة المذهبية والعرقية التي يخطط لها العقل الصهيوني وتنفذها ادارة الاحتلال الامريكي، معتبرا ان لبنان بتنوع عائلاته ومشاربه يستطيع ان يلعب دورا مهما في مجال الدفاع عن وحدة العراق والامة خصوصا حين تتلاقى جهود المخلصين من ابنائه مع جهود المخلصين في العراق من علماء دين ومثقفين ومناضلين وزعماء عشائر الذين يلتفون يوما بعد يوم حول مقاومتهم الباسلة.
وحول الاحتفال الكبير الذي اقيم قبل يومين في قاعة الاونيسكو في يوم الشهيد وانطلاقة الثورة وحضره «ممثلون عن معظم التيارات والمشارب اللبنانية»، قال بشور انه محطة مهمة من محطات العمل الفلسطيني في لبنان لا يجوز ان ننظر اليها كتطوير ايجابي وثمرة لجهود من الانفتاح والتواصل الجدي فحسب، بل ايضا كمسؤولية علينا جميعا، كلبنانيين وكفلسطينيين ان نعي معناها، ونرتقي في ممارساتنا وتصرفاتنا الى مستواها، فنتخلص من شوائب لحقت بالعلاقة ماضيا، وتواجه تحديات خطيرة مطروحة حاضرا، ونقبل بثقة وتفاؤل على المستقبل.
ودعا بشور الى ان يكون الحوار الفلسطيني - الفلسطيني في لبنان مقدمة لحوار فلسطيني - لبناني، وفلسطيني - سوري، متسائلا لماذا يقوم حوار بين الفلسطينيين داخل فلسطين ويقوم حوار بينهم في القاهرة، ولا يقوم هذا الحوار في لبنان.
وفي الختام حيا بشور مخيم عين الحلوة الذي زاره لاول مرة قبل 38 عاما، «لنشارك سرا»، في تشييع الشهيد جلال كعوش، الذي كان من اوائل شهداء فتح والثورة، وقال: ان هذا المخيم رغم كل محاولات تشويه صورته، كان مع مخيمه الشقيق الميه ومية،رمزا للتفاعل مع محيطه في صيدا والبلدات المجاورة، مشيرا الى مدى التقدم الذي حققته مقاومة الشعب الفلسطيني على مدى العقود الاربعة الماضية حين كان كل همها ان توصل فدائيا او بندقية او عبوة عبر الحدود الى داخل فلسطين، وبين واقعها اليوم وقد باتت تقاتل في كل فلسطين من البحر الى النهر.
|