لا أدري لماذا نبتلع الأخطاء الجسام من «بعض» الأشقاء؟ ثم إني لا أجد مبرراً لإعلامنا أن يصمت دون رد على كل من عض أو نبح في أعقابنا لا أمام وجوهنا، لأنه لا يواجه ابدا، وهو يذكرني بحكاية تيس على جدار عال يتحرش في وجه ذئب قوي، فضحك الذئب وقال: إن الذي يتحرش بي هو الجدار لا أنت!!
وعندما يتحول بُليد «تصغير بلد» عربي إلى أكبر من قدرته الذاتية وحجمه ويتطاول فهنا الضحك والأسى معا، لأن الأب قد يصبر على طفله الصغير إذا خدش وجهه، لكن الطفل يعمل ذلك دون قصد، أما البُليد الصغير في عالم «الشرق» فهو الآن مثل ذلك الجدي فوق الجدار، لكن ما هو موقفه إذا سقط الجدار؟ وأين سيجد جداراً آخر؟!!
هذا البُليد الصغير صار «وكرة» لكل المارقين على الحياء والشيمة والرجولة بل والدين القويم، ممن لا يجيدون سوى نباح الكلاب عندما ترى الغمامة الممطرة، وهو معقل للصهاينة الذين يبثُّون سمومهم في «الشرق» عبر الكلاب النابحة من بني جلدتنا والذين أصبحوا مهزومين من الذات، وهم شتات ممن عاش متسكعا في الشوارع الخلفية في لندن وباريس وغيرها من المدن المتحضرة التي لفظتهم، فابتلعهم ذلك البُليد العربي ظنا منه أن النباح هو من أساليب البطولة أو كما يتعلل بها «ديموقراطية» وحرية فكر وصحافة!!
توهَّم اولئك ان صمت العظماء والنبلاء من الرجال هو نصر لهم وضعف وخور من جيرانهم، وما علموا لو أن الجار البار بهم سلط شعبه ببصاقه فقط عليهم لأغرقهم في «وكر» من ماء بحرهم الذي تجوبه عابرات السفن الصهيونية المتحالفة معهم!!
نسي أولئك الأثر الذي يقول : «رحم الله امرأً عرف قدر نفسه» لكنهم هم لم يعرفوا قدر أنفسهم، وأضاعوا الشهامة تحت أحذية أسيادهم، فسلط الله عليهم الخسف حتى صاروا أسفل سافلين.
أتوقع في يوم ما وبسياسة الديموقراطية التي ينتهجها المراهقون والمراهنون هناك ان تتحول البُليدة الصغيرة الى صوامع وبيع في قلب أرض الإسلام تحت مسمى حرية التفكير والدين، وعندها فلن يجدوا وليا ولا نصيرا لهم لأنهم فرّطوا في الجميع تحت حماية الأقدام للأقزام!!
لكن السؤال المفجع هو: لمصلحة مَن يدس هؤلاء سمومهم وسهامهم عبر أقلام مهترئة لديهم، وضد الجار الكبير بأرضه وشعبه وخلقه وإرثه التاريخي العظيم؟! ولا غرابة ان يخرج هؤلاء الأقزام من تحت عباءة كلها عهر ضد العرب والمسلمين ليمارسوا النباح الذي يجب على أقلامنا أن تسكته بكل قوة، لأن التسامح مع هؤلاء لا يفيد أبدا، وليس لهم إلا مثل ما يؤمنون به.
ولله في خلقه شؤون..
فاكس 2372911
|