Sunday 11th January,200411427العددالأحد 19 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

3/2/1391هـ الموافق 30/3/1971م العدد 336 3/2/1391هـ الموافق 30/3/1971م العدد 336
كلمة الجزيرة
إسرائيل.. شر على اليهود

الذين يتفانون وراء رغبات إسرائيل قد لا يكونون مخلصين كل الإخلاص لليهودية وآية ذلك أن الذين ناصبوها العداء في الماضي وفي ظل الحكم النازي يتظاهرون اليوم بالعطف عليها ويسايرون مطامعها ولا يضيرهم ان تندفع في حروب متعاقبة لأنهم يعلمون انها بذلك تسعى لخلق مشاكلها والحروب تورطها في عداوات لا ينتهي مداها في المنطقة التي تنشد الاستقرار والبقاء فيها.. فهل كانوا حقاً مخلصين لليهودية في دعمهم المستمر السخي لإسرائيل؟!
سؤال قد تصدى للإجابة عنه واحد من الذين هم يمثلون هذا الجانب الموالي لإسرائيل ومن ألمانيا بالذات..!
لقد كنت في نقاش مع عدد من الأوروبيين الذين جمعتني بهم رابطة الدرس في معهد بريطاني في إنجلترا وكان معظمهم ألمان وسويسريين وذلك حول هذه المفاهيم.
وكنت أسائل بعضهم عما إذا كان الألمان أو غيرهم في مساندتهم لإسرائيل عن شعور منهم بالذنب الذي اقترفوه ضد اليهود في ظل الحكم النازي على ان القصد من هذه المساندة التكفير عن سوأة ذلك النظام؟. أم انه بناء على صداقة جديدة مجردة عن الماضي؟. أو ان الغاية من ذلك سوء نية للتخلص من اليهود واقتلاعهم من أوروبا ليستقروا في فلسطين؟.
وقبل أن يجيبني ذلك الألماني وعلى مسمع من بقية الزملاء أكد ان الاجابة ستكون صادرة عن إخلاص لا مجاملة قائلاً: صدقني اني كنت أعادي العرب قبل ان أصادق اليهود بسبب ما ترسب في أذهاننا عن عنصرية العرب وكراهيتهم للغربيين.. ولكن بعد ان انجلت لي الحقيقة أصبحت الآن أميل للعرب أكثر من أي فريق آخر ولأول مرة.
أما اليهود فلا أكن لهم محبة على الاطلاق في كلا الحالين أثناء عداواتي للعرب وبعد صداقتي لهم ولا أتأسف لماضي اليهود وما وقع عليهم من تعذيب لاقوه من عهد هتلر، وإذا كان العرب يكنون العداوة لإسرائيل كنظام قام على اغتصاب الأرض وتشريد أهلها فإن الألمان يكرهون اليهود ولا يعرف هذه الحقيقة إلا الألمان انفسهم، ومن يقيم في ألمانيا فإنه يسمع بين وقت وآخر عن وقائع الاغتيالات التي يتعرض لها أفراد يهود نتيجة عداوة متأصلة، فالألماني لا يطيق اليهودي ولكن يجامل في معاملته في ظل عهد يظهر العطف عليهم.
والمعتقد عند كل ألماني وأوروبي ان اليهود الذين لم يستطع نظام مؤقت القضاء عليهم كنظام هتلر لابد من السعي لدفعهم إلى عداوة تاريخية لا تتأتى إلا بعد حروب متكررة في الشرق الأوسط تكون باعثها اليهودية وبذلك تنمو على مرور الأجيال المتتابعة العداوة والكراهية ضدهم.
وقال أخيراً: لا تقلق من انتصارهم على العرب مهما تكررت الحروب فكل شخص أوروبي يتبرع بقرش لإسرائيل أو يمدها بقطعة من السلاح إنما يسارع بدفعها للهاوية ويعمل لغرس العداوة الأبدية ضد اليهود الذين يمثلهم هذا النظام.
لو انصاعت إسرائيل إلى المبادرات السلمية ومن خلال المنظمات الدولية لاكتسبت صفة الشرعية في البقاء ولانتهى باليهود المطاف إلى دفن العداوات ضدهم من الشرق والغرب ولكن لا تكرهوا تعنتهم ولا تسأموا من انتصاراتهم المؤقتة فلم يستطع هتلر القضاء عليهم ولن يستطيعوا القضاء على العرب مهما أوتوا من قوة ومهما توالت انتصاراتهم.. المستقبل لكم ووجود إسرائيل جناية حتمية على الأجيال اليهودية القادمة كلما تعنتت وتغطرست واغترت بالقوة العسكرية التي تملكها، سيكون مصيرها كمصير الهتلرية وغيرها من الأنظمة المعتمدة على قوة السلاح.

صالح السالم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved