ذكرى مولد الرسول، عزيزة على النفس، حبيبة الى القلب، عليه أفضل الصلاة والتسليم، هادي البشرية ومنقذ الانسانية، النبي الذي أرشد الأمة وأخرجها من الظلمات الى النور، ومن الضلالة الى الرشاد.
وشاعرنا المسلم ضياء الدين الصابوني الذي عرفناه مشاركا في كل مناسبة اسلامية، تهم العالم الاسلامي، يقدم اليوم رائعة من روائعه في ذكرى مولد نبي الانسانية محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه:
ربيعك يحيي القلوب الظماء
ويمنحها عزة المسلم
ربيعك نور يضيء الوجود
فكل الجمال له ينتمي
ربيعك سوى جميع الورى
«فلا عربي ولا أعجمي»
وهذا «الكتاب» العظيم المبين
ينير العقول ويهدي العمي
شفاء القلوب وسلوى الكروب
ويمحو ضياه صدى المأثم
ورايات أحمد خفاقة
تتيه سمواً على الأنجم
فيا سيدي يا رسول الهدى
ويا صاحب الخلق الأعظم
ويا خير داع الى المكرمات
ويا خير هاد الى الأقوم
بيانك كالشهد حلو المذاق
ودينك دين الهدى القيم
ونورك أشرق في الكائنات
فكان لها أعظم البلسم
فعوداً الى شرعة المصطفى
ومن يتمسك بها ينعم
تعرف الى الله في كل حين
تعرف الى فيضه الأكرم
تعرف اليه بيوم الرخاء
يعرفك في الموقف المؤلم
إذا عضك الدهر لذ في حماه
ومهما تجهم لا تسأم
فمن لاذ يأمن من النائبات
ويلق المخاطر كالضيغم
ومن نسي الله عند الرخاء
فأنى له ساعة المأزم؟
نبي الهدى يا رسول الأنام
شدوت بمدحك ملء الفم
أهبت بسمع الزمان العصيب
وشوقي للقياك شوق الظمى
ونلت بمدحك أقصى المنى
ورحت أتيه على الأنجم
رسول الحياة، إمام الهداة
ملاذ العفاة، أبو المعدم
وكالسحب مرسلة جودة
وفي الروع تلقاه درع الكمى
فيعطي العطاء الكثير الكثير
ويمسح من عبرة اليتم
ربيعك يا سيدي فرحة
ترد الحياة الى النوم
وتدفعهم في سبيل العلاء
وتسرى بأوصالهم كالدم
ربيعك يحيي موات النفوس
فتصرخ في أوجه الظلم
وتحرقهم بشواظ اللهيب
وتكويهم بشفا الميسم
تشق لقومي دروب الجهاد
بحد العزيمة والأسهم
وتبعث فيهم شعور الأباء
شعور الكرامة للأكرم
أطل الربيع على عالم
كئيب المنى بالأسى مفعم
أطل على عالم صاخب
يضج من الغاصب الأغشم
يعيث فساداً ويشقي عباداً
ويطمع في تافه المغنم
فيا رب يا من اليك الرجاء
تدارك عبادك من مجرم
فأنت السميع وأنت المجيب
وأنت القريب وذو الأنعم
فهيء لنا فرجا عاجلا
وحاشا يخيب من يحتمي
ربيعك يحيى موات النفوس
ويورى العزيمة في المسلم |
|