سيدتي الأم ماذا تفعلين عندما تجدين أن طفلك المحبذ ذا الخلق الحسن قد تحول فجأة الى صبي سيىء الخلق؟
إن هذه المرحلة أكاد أقول انها أصعب مرحلة على الاطلاق وعلى ولدها معا، بعد أن مرت على الأم سنون وهي تبذل جهدها في تربية ابنها تربية صالحة متخذة كل أساليب التربية الصحيحة متبعة قواعد تربية الطفل وفجأة تجد أن ابنها المسالم قد تحول الى صبي مقاتل مشاغب معاكس كأن تعبها قد ضاع سدى في خلال لحظات ولكن لا يا سيدتي ان تربيتك لطفلك لن تضيع كما تتصورين وثقي ان ابنك إذا شب على تربية صحيحة فسوف يبقى ابنا صالحاً، ولكن عليك أن تعلمي ان كل طفل سوف يمر في مثل هذه المرحلة وسوف تقاسين معه من حيث المعاملة وسوء الخلق إذا صح التعبير ان ابنك الطفل قد تحول الى رجل بالمعنى الصحيح وهو الآن في تجربة الترويض على الرجولة فلا يجب أن يكون ذلك الطفل المطيع المسالم إنما هو الآن يحاول أن يبرز شخصيته لأنه يشعر بأنه قد أصبح رجلا قويا يستطيع ان يقوم بأعمال الرجال فهو لا يحب الأوامر ولا يحب السيطرة عليه ولا يحب كلمات الدلال ولا يحب معاكسته في أي عمل يقوم به ولا يحب التقييد ولذلك تبدأ هذه المرحلة بخصام مع والديه واخوته وأحيانا إذا لم يتفهمونه الى الشتم والانعزال عنهم. كشرب الدخان والسهر الى منتصف الليل ومصاحبة رفاق السوء إلخ.
إنها فعلا يا سيدتي مرحلة صعبة عليك وعندئذ ينبغي أن تتغلبي على هذه الصعوبة بما يلي:
1- حاولي أن تشعريه بأنه رجل قوي والمستقبل سيبرهن على ذلك.
2- لا تحاولي اكثار الأوامر عليه.
3- عدم استعمال الضرب إلا بحدود ما تسمح به الشريعة الاسلامية.
4- لا تحاولي أن تشعريه بأنه عاق وأنه سيئ الخلق لأن ذلك يجعله فعلا سيىء الخلق.
5- اشعريه بالمحبة الدائمة.
6- حاولي ألا تكرري عليه النصيحة مراراً ومراراً فالنصيحة مرة واحدة تكفي عندما تكون بأسلوب مقبول وفي الوقت المناسب.
سيدتي الأم لا تستغربي ان ولدك في هذه السن خاصة يكون حساسا جدا حتى من الكلام الطيب ونستطيع ان نصفه بقولنا انه «معاكس» حاولي أن تتجنبي كل ما يزعجه وقللي من الكلام معه والجدال وتحمليه قليلاً فانه سيتحول الى رجل محب مطيع كما تربى تماما فتلك الفترة هي مؤقتة، لذلك فعلى الأمهات اللواتي يواجهن هذه المرحلة أن يكن مثال الأمهات المتفهمات لأمور أبنائهن والصابرات حتى يجدن بعد ذلك أمامهن رجلا صالحاً.. ومن الله التوفيق.
|