في مثل هذا اليوم من عام 1989 وبعد ثماني سنوات من توليه رئاسة الولايات المتحدة، ألقى رونالد ريجان خطابه النهائي إلى الشعب الامريكي في 11 يناير1989، حيث تحدث في خطابه بحماس عن إنجازات السياسة الخارجية أثناء فترة إدارته. وأعلن ريجان في خطابه أن أمريكا «أعادت اكتشاف» التزامها بالحرية العالمية في الثمانينات حيث ذكر أن الولايات المتحدة «حصلت على احترام العالم مرة اخرى كما يتطلع إليها العالم للريادة».
وأضاف ريجان أن العامل الرئيسي لهذا الانجاز كان العودة إلى «المنطق» الذي قال لنا إنه لكي يتم الحفاظ على السلام، يتعين علينا أن نصبح أقوياء مرة اخرى بعد سنوات من الضعف.
وعدد ريجان بفخر الانجازات الناجحة لسياسته الخارجية الفعالة ومنها تحقيق السلام في الخليج العربي وإجبار الروس على مغادرة افغانستان والتفاوض على سحب القوات الفيتنامية من كمبوديا والقوات الكوبية من أنجولا. وقد كانت كل تلك الجهود موجهة ضد الشيوعية وهي الفكر الذي اعتبره ريجان التهديد الرئيسي للحرية.
إلا أن سجل ريجان للحرب الباردة كان أكثر تعقيداً عن الوصف الذي أدلى به، فمن إحدى تكاليف تجديد «قوة» أمريكا كانت الزيادة الكبيرة لمصروفات الدفاع التي ساعدت على إنشاء دين محلي يتجاوز تريليون دولار. كما أن السلام في الخليج العربي كان مؤقتاً، كما ظهر من اندلاع حرب الخليج أثناء فترة رئاسة خليفة ريجان الرئيس جورج بوش.
وفي النهاية أظهرت فضيحة إيران أن إدارة الرئيس ريجان استخدمت بعض الوسائل المشبوهة لتحقيق أهدافها المناهضة للشيوعية بشكل خاص، وهو برنامج معقد ينطوي على بيع الأسلحة بشكل خفي وتزويد قوات الكونترا في نيكاراجوا بشكل غير شرعي بتلك الأسلحة. إلا إن إنجازات إدارته حققت له شعبية كبيرة لدى الشعب الامريكي، حيث غادر رونالد ريجان منصبه كواحد من أكثر رؤساء أمريكا المعاصرة الشعبيين.
|