استبشر أهالي محافظة عنيزة خيراً عندما أنشئت جمعية خيرية تهتم بشئون ذوي الاحتياجات الخاصة.. وبالفعل شقت هذه الجمعية طريقها في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وواصلت مسيرتها بفضل الله ثم بجهود العاملين بهذه الجمعية ودعم أهل الخير وأصحاب الأموال الذين ينتظر منهم أيضاً مزيداً من البذل والعطاء لينالوا موعود رب العزة والجلال {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } [سبأ: 39] .
الجمعية الخيرية لرعاية المعوقين في عنيزة بدأت كفكرة وانتهت باقتراح إنشاء موسسة أهلية لرعاية المعوقين فوجدت التشجيع والمباركة والدعم المادي والمعنوي حيث دعا محافظ عنيزة الأستاذ عبدالله بن يحيى السليم لاجتماع موسع للتشاور حول مشكلة الإعاقة عموماً والحلول المقترحة لعلاجها حضره عدد من ممثلي الجمعيات واللجان الاجتماعية ومسئولي الإدارات الحكومية ذات العلاقة وقد توصل المجتمعون إلى إنشاء جمعية خيرية تهتم بشئون المعوقين.
وقد قام محافظ عنيزة بعرض نتائج الاجتماع على صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم الذي بارك ووعد بدعم هذه الخطوة.. وبالفعل شكلت اللجان وبدأت خطوات التأسيس تتوالى حيث تلقت الجمعية خطاب من معالي وزير العمل والشئون الاجتماعية بالموافقة على تأسيس الجمعية وبناء على ذلك عقدت الجمعية العمومية للمؤسسين برئاسة أمير منطقة القصيم اجتماعاً تم خلاله انتخاب أعضاء مجلس الإدارة التأسيسي للجمعية برئاسة الأستاذ عبدالله بن يحيى السليم محافظ عنيزة الذي بذل جهوداً كبيرة يشكر عليها فشكل العديد من ورش العمل مع عدد من المؤسسين وأعضاء اللجان فقاموا بزيارات متكررة إلى معظم مناطق المملكة للالتقاء بأبناء محافظة عنيزة للتشاور معهم.. كما قام بعض من أعضاء اللجان وعدد من العاملين بزيارات لعدد من الدول العربية لمزيد من التعرف والمشاركة في ندوات ومؤتمرات وورش عمل حول الإعاقة عامة والتأهيل المجتمعي.. وقد تحقق من هذه الزيارات العديد من النتائج الإيجابية ومن خلاله تم تحديد عدد من الأهداف والمسئوليات ومنها رعاية المعوقين وتأهيلهم والاهتمام بالتوعية العامة والتدابير الوقائية على مستوى الأسرة والمجتمع وهذا بلاشك يمثل نوعاً من أنواع التكافل والتراحم والتعاون في المجتمع المسلم وخاصة أن الدراسات تؤكد (أن من بين أربع أسر واحدة لديها حالة إعاقة.. ومن بين أربع حالات يمكن الوقاية لواحدة والتأهيل لواحدة).
إن هذه المؤسسة الخيرية ذات الأهداف الحيوية ستواصل المسيرة بمشيئة الله متى ماوجدت الدعم الذي يوازي دورها الإنساني.
في هذه العجالة لابد من الإشادة بأهل الخير الذي تعاطفوا وتعاونوا مع الجمعية وأهدافها وكان لهم الفضل بعد الله في نجاحها وتحقيق أهدافها فأبناء الشيخ علي بن عبدالله التميمي رحمه الله تبرعوا للمشروع بمقر وما فيه من مباني المقر الحالي للجمعية ودعموا الجمعية أيضاً باشتراك سنوي يساهم في نفقات التشغيل حتى أصبح «مركز علي العبدالله التميمي للتربية الخاصة» جاهزاً بكل متطلباته وبدأ يعطي ثماره من خلال ما وجده من دعم متواصل من أهل الخير مسئولين ومواطنين ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ سليمان العليان رحمه الله والشيخ عبدالعزيز النعيم والشيخ عبدالرحمن الزامل والشيخ حمد القاضي والشيخ عبدالله الزامل رحمه الله والشيخ عبدالرحمن المشحن.
كما تبرع الشيخ علي الجفالي أمد الله في عمره بإنشاء مبنى نموذجي متكامل لرعاية وتأهيل المعاقين (تحت الإنشاء) وهو مشروع كبير في أهدافه وإمكاناته وطموحه.
إن ماتقوم به هذه الجمعية لايقل أهمية عن دور المستشفى والمدرسة في حياة المجتمع في مجال يتطلب مثلهما قدراً من الكفاءة المهنية والتخصصية والإدارية مما يحمل الجمعية التزامات أدبية ومالية توازي دورها الإنساني في تحقيق تطلعات نبيلة.. التمويل لأنشطة المشروع وبرامجه سيظل يشغل القائمين عليه نتيجة عدم وضوح مصادره حتى يمكنهم من الوصول إلى المستوى الذي يليق باحتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة من الوقاية والرعاية والتأهيل وغرس الأمل للمعاق وأسرته ومساعدته في محاولة إطلاق ما لديه من طاقة.. فأعضاء مجلس الإدارة وجميع العاملين والمتطوعين يبذلون كل ما يمكنهم بذله لترجمة الأهداف والمقاصد السامية لهذا المشروع الخيري الحيوي.. إننا بالفعل بحاجة إلى المزيد من المؤسسات والبرامج التنموية للرعاية والتأهيل للمعوقين وغيرهم من شرائح المجتمع ومن الجميل جداً أن نرى مشاريع الخير تأخذ منحى جديداً وتتحول كلية إلى خدمة الوطن وأبنائه خاصة الذين يعيشون تحت ظروف صحية صعبة.. إن الثقة بالله ثم بدعم أهل الخير من المسئولين والمواطنين ورجال المال والأعمال ولنكن يداً واحدة في دعم هذه الجمعية لتواصل مسيرتها المباركة وتؤدي رسالتها النافعة.
نسأل الله أن يخلف للمنفقين ما أنفقوا ويبارك لهم ما أمسكوا إنه سميع مجيب الدعاء.. والله ولي التوفيق.
يوسف عبدالرحمن الوهيب
عنيزة |