* إعداد وحوار : خالد الحمود
* المنسق الإعلامي في المركز
الأطباء المشاركون
د. حنان السماق
الزمالة الألمانية لطب الأطفال
التخصص الدقيق في أمراض القلب لدى الأطفال
د. رياض أبو سليمان
التخصص الدقيق في أمراض القلب لدى الأطفال (كندا)
استشاري أمراض القلب للأطفال بمستشفى الملك خالد الجامعي
د. عبدالإله المبيريك
استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين
الزمالة الكندية في أمراض القلب
د. عبدالقادر رضا علام
التخصص الدقيق في تصوير القلب (أمريكا)
عضو في الجمعية الأمريكية لأمراض القلب
د. محمد هيثم عودة
الزمالة الفرنسية لأمراض القلب
عضو الجمعية الأوروبية لأمراض القلب
د. مصطفى عادل يوسف
البورد الأمريكي والزمالة الكندية في طب الباطنية وأمراض القلب . زمالة جامعة كالجري الكندية في فتح شرايين القلب بالدعامة
توصي جميعات القلب الأوروبية والعالمية بالكشف الطبي المبكر والخضوع للتشخيص الدقيق للتأكد من سلامة القلب ومدى إمكانية تعرضه للإصابة بالذبحة الصدرية، حيث ان ذلك يساعد بإذن الله تعالى في الوقاية من الإصابة بشكل كبير جداً، وأكدوا على ضرورة توجه من يشعر بأعراض الذبحة الصدرية لأقرب مركز صحي وتجنب التأخير، فكلما أسرع المريض في العلاج كانت الفائدة المرجوة أسرع.
وشهدت السنوات القليلة الماضية تقدماً طبياً كبيراً في علاج الجلطة القلبية، وخاصة بظهور مضادات التخثر، وكذلك العلاجات الجراحية الحديثة والفعالة التي أوجدتها التقنية الحديثة بجانب أجهزة التشخيص الدقيقة، وفي حال كانت تلك التقنيات تحت إشراف كادر طبي مؤهل فستكون استفادة المريض سريعة وكاملة بإذن الله تعالى.ولخطورة هذا المرض على حياة الإنسان وارتفاع نسبة الوفيات في العالم بسببه التقينا بعدد من استشاريي أمراض القلب والأوعية الدموية بالمركز وكان لنا معهم هذا اللقاء:
انسداد شرايين القلب
في البداية تحدث الدكتور مصطفى يوسف حول التعريف الطبي للذبحة الصدرية وقال: الذبحة الصدرية هي انسداد مفاجئ لأحد الشرايين المغذية للقلب، وعادة ما يكون نتيجة تخثر الدم داخل الشريان، وهذا يكون حالة تابعة لتصلب الشرايين، وعادة ما يكون هناك انكسار في الجزء المتصلب داخل الشريان، وتصبح الصفحات الدموية تتعامل معها وكأنها جرح، فترسل الصفحات الدموية إلى المكان المنكسر في التصلب وتكون خثرة، وهذه الخثرة تتسبب في انسداد الشريان تماماً ليتوقف الدم عن الوصول لعضلة القلب مما يؤدي إلى وفاة الخلايا، وهذا التسدد يحدث فجأة ولكن الوفاة لا تحدث في خلال دقائق أو حتى ساعات، فعضلة القلب تستطيع أن تعيش لفترة معينة دون وصول الدم إليها تصل إلى 6 ساعات، بعدها تموت الخلايا المغطاة من هذا الشريان.ومن هنا أشير إلى أهمية تتطبيق الطب الوقائي بقدر الإمكان، لأن الطب العلاجي أقل فائدة حينما يطبق، فيجب على المريض أن يتقدم ويحصل على مشورة الطبيب في مرحلة مبكرة من حدوث الخناق، حيث يستطيع الطبيب عمل أشياء كثيرة منها الدعامات وعمليات التروية بالشرايين والأوردة الإضافية.
التضيق الشديد في الشريان
وأضاف الدكتور محمد هيثم عودة: يقصد بالذبحة الصدرية احتشاء عضلة القلب أو الجلطة القلبية الناتجة عن انسداد الشريان التاجي، وهناك مرحلة أخف منها لما يكون هناك تضيق شديد في الشريان (خناق صدر)، وهذه المرحلة تأتي قبل الجلطة القلبية، وتعتبر مرحلة إنذار للمريض لتفادي الذبحة القلبية.
نسبة الوفيات عالية بسبب الذبحة الصدرية
وفي سؤال حول مدى فرصة علاج المرضى الذين يصابون بالذبحة الصدرية وهم خارج المستشفى أجاب الدكتور مصطفى: من المهم معرفة أن هناك ما يقارب 50% من الذين يشتكون أو يعانون من ذبحة صدرية خارج المستشفى يتوفون قبل الوصول إلى المستشفى، وهذا يدل على أنها حالة خطرة جداً ونسبة الوفاة فيها عالية مقارنة بالأمراض الأخرى، ولكن إذا وصل المريض إلى المستشفى وهو لا يزال على قيد الحياة نستطيع عمل شيء كثير له، ففي الوقت الحالي أصبح العلاج المثالي هو أخذ المريض إلى غرفة القسطرة وعمل فتح بالبالون والدعامة مباشرة، ولكن هذا لا يتوفر في كل المستشفيات وحتى المستشفيات التي تتوفر فيها القسطرة لا تستطيع عمل القسطرة في كل الأوقات، وبالتالي هناك علاجات طبية وأدوية تعطى عن طريق الوريد وهي مذيبة للخثرات، فتعطى للمريض بالإضافة إلى علاجات أخرى خاصة بالقلب ونتيجة هذه المعالجات في الغالب ممتازة جداً.
الوقت هو العضلة
وحول الفترة الزمنية المطلوبة للمصاب بالذبحة الصدرية والتي تمكن الطبيب أن يتدارك الحالة قال الدكتور مصطفى: هناك مثل طبي يقول (الوقت هو العضلة) بمعنى أنه كلما تأخر الوقت مات جزء أكبر من عضلة القلب، فالوقت يعتبر العامل الأهم في علاج الذبحة الصدرية، وهناك بعض الأبحاث التي قدمت في مؤتمر القلب الأوروبي الأخير والذي شاركت فيه مع زميلي الدكتور هيثم عودة ذكر فيه أن الوقت أهم من العلاج بالدعامة والبالون فالحقائق الطبية تختلف ما بين يوم ويوم وتعتمد على الأبحاث التي ما زالت تتطور وتأتي في كل يوم منها بالجديد.
الألم الشديد في وسط الصدر
وتحدث الدكتور محمد هيثم عودة حول أعراض الذبحة الصدرية وقال: أعراض الذبحة الصدرية بشكل عام هي ألم شديد ضاغط في وسط الصدر، ويشعر المريض باختناق، وينتشر هذا الألم بشكل عام في الكتف الأيسر واليد اليسرى، ومن الممكن أن يصل إلى الرقبة والفك السفلي مع تعرق، فهذه هي أعراض الجلطة والتي تختلف عن أعراض خناق الصدر التي تكون أخف من أعراض الجلطة.
ومن أعراض الجلطة كذلك أن الألم يستمر لفترة أكثر من عشرين دقيقة، وأحياناً يرافق هذا الألم ضيق في التنفس أو إغماء، والجلطة تأتي إما بشكل ألم أو هبوط في الضغط، ففي هذه الحالات يجب أن يتوجه مباشرة لأقرب مستشفى ذي إمكانات كبيرة.
مرضى السكري والجلطة الصامتة
ويضيف الدكتور مصطفى يوسف: هناك بعض الأعراض غير الكلاسيكية يشعر بها بعض المرضى، وبنسبة 10 إلى 20% لا يشعرون بأي أعراض خصوصاً مرضى السكري، وهذا يوضح أنه يجب الاهتمام بهذا المرض وعدم التهاون فيه حتى ولو كان العرض الذي يشتكي منه بسيطاً، والجلطة التي من الممكن أن يصاب بها تسمى الجلطة الصامته لأنها تحدث دون شعور المريض بها.
الذبحة الصدرية والإصابة المباشرة
ويقول الدكتور مصطفى: قد يصاب الشخص بالذبحة الصدرية دون حدوث أي مقدمات، ولكن الغالب أن هذا الأمر يحدث لأشخاص لديهم عوامل أخرى مصاحبة مثل ارتفاع السكر في الدم، أو ارتفاع في نسبة الكوليسترول، أو أنهم مدخنون، أو أن لديهم تاريخ عائلي قوي لأمراض تصلب الشرايين في أعمار مبكرة، فهذه الحالات تنحصر غالباً في الأشخاص ذوي الاحتمالية العالية لحدوث تصلب الشرايين أو تسدد شرايين القلب.
أسباب الذبحة الصدرية
ويشير الدكتور محمد هيثم عودة إلى أن الأسباب المؤدية إلى الذبحة الصدرية متعددة ويقول: من أهم هذه الأسباب التدخين، وارتفاع نسبة الكولسترول، والعامل الوراثي له دور كبير جداً في الموضوع، وكذلك داء السكري، وارتفاع ضغط الدم فكل هذه عوامل مؤدية للذبحة الصدرية وتصلب الشرايين.
كما أن عامل السن له دوره في حدوث الذبحة الصدرية، والرجال أكثر عرضة للإصابة بجلطات القلب من النساء، حيث ان النساء محميات بإذن الله سبحانه وتعالى بسبب الهرمونات، فالمرأة حتى تصل إلى سن انتهاء الدورة الشهرية محمية إلى حد كبير من حدوث تصلب الشرايين أو الجلطات القلبية، ولكن بعد انتهاء الدورة بسنوات بسيطة تتساوى مع الرجل في احتمالية الإصابة بتصلب الشرايين.
توسعة الشرايين بالدعامات
وعن علاج البالون والدعامات قال الدكتور مصطفى: يعتبر علاج الدعامة حديثا وبدأ تطبيقها خلال السنوات الأخيرة، والدعامة هي عبارة عن أنبوب حديدي مصنوع من الصلب دقيق وصغير جداً، يتخلله فراغات ومضغوط على بالون قوي، حيث ينفخ البالون وبالتالي يتمدد الأنبوب الحديدي داخل الشريان للحفاظ عليه بأن يكون مفتوحاً ويقلل من احتمالية إعادة تضيقه في الوقت القريب، وأيضاً على المدى البعيد، وتبقى الدعامة داخل جسم المريض إلى الأبد.
خطورتها متفاوتة ونسبية
وحول خطورة هذا النوع من العلاجات قال: مثل أي إجراء طبي لا بد أن يكون هناك خطورة محتملة، والخطورة المحتملة هنا تنتج عن عدة أشياء، فهناك خطورة بسيطة وهي حصول نزيف في الشريان الفخذي عند وضع القسطرة في الطرف السفلي، وهناك بعض الخطورة بإمكانية حدوث جلطة في الدماغ، وهي خطورة نادرة ولكن عاقبتها سيئة كما هو الحال لاحتمالية حدوث جلطة في القلب من نفس الإجراء، أو حدوث فشل في الكلى إذا كان هناك سكر أو إذا كانت حالة السوائل في الجسم منخفضة، أما احتمالية الوفاة من هذا الأجراء فهي بسيطة جداً ولكنها ممكنة، فيجب ألا ننسى أننا نتعامل مع جزء حساس جداً من الجسم وهو الشريان التاجي والذي يغذي أهم عضو في الجسم وهو القلب.
عملية القسطرة
ويتحدث الدكتور عودة حول القسطرة التشخيصية ويقول: القسطرة التشخيصية هي اسم للفحص الذي يجريه المريض لفحص الشرايين التاجية، والناس يعتقدون أن كل شيء اسمه قسطرة هو عبارة عن علاج فقط، فالقسطرة لا تقتصر على العلاج بل هي عبارة عن إجراء تصوير للشرايين التاجية وتتم بإدخال المريض إلى الغرفة الخاصة بالقسطرة ويستلقي على ظهره، وعن طريق إبرة صغيرة تدخل إلى الشريان الفخذي في منطقة المغبن وهي في أسفل البطن مع التقاء الفخذ نفسه، وعن طريق ما يشبه السلك الصغير وهو صغير ورفيع جداً معدني مجوف يدفع إلى منطقة القلب وإلى بداية الشرايين التاجية، فعندما يصل هذا السلك إلى بداية الشرايين التاجية نحقن المادة الملونة ونأخذ صور أشعة، ونرى كيف تتوزع هذه الصبغة في نفس الشرايين التاجية، فهذا ما نسميه عملية القسطرة وتصوير الشرايين التاجية.
القسطرة العلاجية
ويضيف: والقسطرة كما أنها قد تكون تشخيصية فإنها كذلك قد تكون علاجية لتوسيع التضيقات في هذه الشرايين، وذلك باستخدام البالون أو الدعامة، ويتم ذلك بإدخال القسطرة التي يوجد في رأسها بالون صغير ندفعه إلى مكان التضيق الذي نحاول عبوره، ثم نقوم بنفخ البالون عدة مرات لمحاولة إزالة هذا التضيق وإعادة لمعة الشريان إلى طبيعتها، ويمكن أيضاً أن نضع في ذلك المكان المتضيق بعد توسيعه دعامة (شبكة معدنية)، وذلك للمحافظة على هذا الشريان مفتوحاً.
وأريد أن أنوه إلى أن العلاج يكون (بإجراء القسطرة والبالون أو الدعامة) مباشرة عند حدوث الاحتشاء ليس هو الأساس، حيث انه يعتمد على وجود فريق طبي متخصص ومؤهل، وكذلك مستشفى ذو امكانيات كبيرة، وهذا غير متوفر في كل المستشفيات، بينما العلاج الكلاسيكي بمميعات الدم التي تعطى في الساعات الأولى للجلطة موجودة ومتوفرة في كل مكان وحتى في المستشفيات الصغيرة، ويعتمد على وصول المريض خلال الساعات الأولى من حدوث الاحتشاء إلى أقرب مستشفى للحصول على أفضل الفرص للعلاج.
الدهون والإصابة بالجلطة القلبية
ويقول الدكتور عبدالقادر رضا علام حول علاقة الدهون بالذبحة الصدرية: هناك علاقة قوية بين نسبة الكولسترول في الدم وبين تصلب شرايين القلب والذبحات الصدرية، وارتفاع الكولسترول في الدم له عدة مسببات بعضها وراثي وهو عامل مهم جداً، والعامل الوراثي موجود في مجتمعنا بشكل ثابت، والعامل الآخر هو العامل الغذائي والذي يعتبر الغذاء المحلي بشكل عام يتضمن كميات كبيرة من اللحوم الحمراء مثل لحوم الأغنام، في ظل عدم تناول الطعام الصحي الكافي المكون من الخضراوات الطازجة والفواكه والإكثار من الدهون واللحوم الحمراء والنشويات التي تزيد من السمنة وعدم ممارسة الرياضة.
السمنة في منطقة البطن
ويشير الدكتور علام إلى أن السمنة في منطقة البطن فقط أخطر من تواجد الشحوم أو توزعها على باقي الجسم كالأطراف وباقي الجسم، وأن السمنة في منطقة البطن عامل من عوامل الخطورة وليست سبباً مباشراً. وبالنسبة إلى إصابة الأطفال بالذبحة الصدرية أو الجلطة فيشير إلى أن هناك سببين إما أن يكون لدى الطفل تشوه خلقي في الشرايين التاجية نفسها وإررما إصابة هذا الطفل بارتفاع في الكوليسترول الوراثي.
تخطيط القلب
وأكد الدكتور مصطفى على أن تخطيط القلب يعطي انطباعاً لبعض أنواع الجلطات القلبية التي من الممكن حدوثها، وأشار إلى أن هناك فحصاً عن انزيمات القلب حيث ان هناك انزيماً حساساً جداً يستعمل لإعطاء فكرة عن وجود أي أعراض لأي جلطة قلبية ولو كانت صغيرة.وهناك طريق آخر للكشف عن احتمالية الإصابة بالجلطة قبل حدوثها وذلك عن طريق فحص الدم والكشف عن الكولسترول إذا كان مرتفعا أم لا، وكذلك فحص السكر في الدم مهم جداً إجراؤه من وقت لوقت وخصوصاً لدى الرجال.
ضيق الشرايين منذ الولادة
وحول ضيق الشريان الرئوي منذ الولادة قال: ضيق الشريان الرئوي منذ الولادة أو بعد اجراء عملية قلب مفتوح يكون بسبب عيوب خلقية مثل مرض رباعية فالوت (عبارة عن ثقب بالقلب بين البطينين، تضخم بالبطين الايمن، ضيق بالصمام الرئوي)، ويتم ادخال الشبكة فوق بالون عبر القسطرة من خلال فتحة صغيرة بثنية الفخذ حتى تصل للشريان المراد توسيعه ثم ينفخ البالون وتتمدد الشبكة فوقه حتى تلتصق بجدار الشريان وتوسعه ويمكن توسيع الشبكة لاحقا عندما يكبر الطفل بواسطة البالون.
ثقب في القلب
وقال حول فتحة القلب بقوله: هناك أعراض وعلامات واضحة يتم التعرف بواسطتها على ثقب أو فتحة القلب، فعلى سبيل المثال أعراض التعب والاجهاد عند القيام بأي مجهود، وتكرر التهاب الشعب الهوائية، وهناك علامات للمرض يكتشفها الطبيب عند فحص المريض مثل اختلاف في ضربات القلب.
وفيات أمراض قلب الاطفال
وتشير الدكتورة حنان السماق إلى أنه لا توجد حتى الآن دراسة وطنية تحدد نسبة وفيات أمراض قلب الاطفال في المملكة، ونحن بصدد عمل دراسة وطنية شاملة بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمراكز الطبية المتخصصة وهذه الدراسة عن أنواع عيوب القلب الخلقية وكيفية علاجها ومتابعة المرض ومعرفة نسبة الوفيات للمرضى وأعمارهم.
ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال
كما أوضحت الدكتورة حنان أسباب ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال وقالت: يعتبر ارتفاع ضغط الدم تاريخيا مرضاً يصيب الكبار، فهناك مئات الملايين من سكان العالم مصابون بهذا المرض، والسبب الرئيسي لهذا المرض هو الضغط الاولي أو الضغط الاساسي الذي لا يعرف سببه بالنسبة للاطفال، وهناك أسباب أخرى مهمة مثل أمراض الكلى وضيق الشريان الأورطي الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم.
السمنة عند الاطفال وأمراض القلب
وتقول الدكتورة حنان: هناك علاقة بين ارتفاع ضغط الدم وزيادة الكوليسترول من جهة والسمنة من جهة اخرى، والسمنة المزمنة تبدأ من الطفولة، وقد أجريت دراسة في الولايات المتحدة الامريكية تبين فيها أن 15% من الاطفال فوق معدل الوزن الطبيعي لديهم زيادة في نسبة الكوليسترول وارتفاع في ضغط الدم ومرض السكر، وهذه من الاسباب الرئيسة لأمراض تصلب الشرايين، لذا ننصح الآباء والامهات بملاحظة التغذية للأطفال لكي يتجنبوا السمنة ومخاطرها.
عمليات القلب للأطفال
وأشارت إلى أن إجراء عمليات القلب المفتوح للاطفال يتطلب تخصصاً دقيقاً جداً ومهارة فائقة، وذلك لكثرة أنواع العمليات، بالاضافة إلى صغر حجم قلب الأطفال، وقالت: أهم عامل من عوامل صعوبة هذه العمليات هو توصيل وربط الطفل بجهاز الدورة الدموية والتنفسية خلال عملية القلب المفتوح، فكلما زاد وزن الطفل وعمره قلت نسبة الخطورة، والمراكز المتخصصة في المملكة لديها فرق طبية متخصصة ومدربة تدريبا دقيقا يمكنها إجراء عمليات القلب المفتوح عند الولادة مباشرة مهما كان وزن الطفل، وذلك تماشياً مع التوجه الحديث في المراكز العالمية بإجراء عمليات القلب الإصلاحية في عمر مبكر.
ونحن في المملكة لدينا مراكز قلب متطورة تصل مرتبتها إلى مصاف الدول المتقدمة والحمد لله. والغالبية العظمى من أطباء القلب للاطفال والجراحين وبقية الفريق الطبي من السعوديين الحاصلين على أعلى الشهادات العلمية في هذه المجالات، وتجدر الاشارة هنا أن المراكز في المملكة تعتبر من المراكز القليلة في الشرق الاوسط إن لم تكن الوحيدة التي بمقدورها اجراء عمليات القلب المفتوح في سن مبكرة للاطفال.
روماتيزم القلب
وتعرف الدكتورة حنان روماتيزم القلب بأنه عبارة عن التهاب مناعي في الانسجة الضامة للجسم، وتظهر أعراضه بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الاصابة بنوع معين من البكتيريا تصيب الحلق واللوزتين. والحمى الروماتزمية هي إحدى أسباب أمراض القلب المكتسبة في العالم وخصوصا العالم العربي، مع أن نسبة المرض قد انخفضت بشكل ملحوظ في كثير من انحاء العالم الغربي.ويحتوي القلب على العديد من الانسجة الضامة التي يصيبها المرض نتيجة للتشابه الشديد بينها وبين تركيب البكتيريا وخصوصا الصمامات، وتنتج الالتهابات في الصمامات عندما يكون في جسم الانسان اجسام مضادة لمحاربة البكتيريا فهو بالتالي يقوم بمحاربة الانسجة الضامة ومنها صمامات القلب.
الوقاية من الحمى الروماتزمية
وتضيف: والوقاية كما جاء في أحدث تقرير صدر عن جمعية القلب الامريكية وجمعية الاطفال الامريكية تتكون في مرحتلين، المرحلة الاولى (الوقاية الاولية)، واهم ما في هذه المرحلة هو الاكتشاف المبكر لالتهاب الحلق واللوزتين للبكتيريا المسببة للحمى الروماتزمية وعلاجها بالمضاد الحيوي لمدة كافية (10 أيام).
والمرحلة الثانية تسمى (الوقاية الثانوية)، وتتمثل هذه الخطوة في منع تكرار الاصابة بالحمى الروماتزمية وذلك بمنع الالتهابات البكتيرية للحلق واللوزتين ويتطلب هذا النوع من الوقاية استخدام مضاد حيوي هو (البنسلين) كل شهر باستمرار وذلك بأخذ حقنة في العضل كل اربعة اسابيع، وهذه الحقنة تعمل على تطهير الحلق واللوزتين من هذه البكتيريا لمدة، ويمكن أخذ أنواع أخرى من المضادات الحيوية غير البنسلين في حالة وجود حساسية من البنسلين.
أعراض الحمى الروماتزمية
وقالت: تنقسم أعراض الحمى الروماتزمية إلى أعراض رئيسة وأعراض فرعية، الاعراض الرئيسة تشمل (التهاب القلب)، حيث يصيب التهاب القلب حوالي 50% من المصابين بالحمى الروماتزمية، وهو يشكل السبب الرئيس المؤدي للوفاة من هذا المرض.كذلك (التهاب المفاصل)، وتحدث في 70% من المصابين.ومن أعراض الإصابة به الطفح الجلدي، رعشة في الاطراف، العقد تحت الجلد، أما الأعراض الاخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة وألم المفاصل فهي ليست وحدها خاصة بالحمى الروماتزمية.
|