* الكويت - أ.ف.ب:
تعتبر دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم من المقومات الأساسية لنهضة المنطقة الخليجية منذ انطلاقها عام 1970م حتى الآن. وتحظى باهتمام قل نظيره في مختلف أنحاء العالم. وحتى اذا خيَّر الخليجيون بين دورة الخليج وكأس العالم فإنهم يفضلون دورتهم المفضلة «لأن لها ميزتها وخصوصيتها دائما».
بعد ست عشرة دورة على مدار 33 عاما حصل الكثير في الكرة الخليجية، فاسهمت دورات كأس الخليج في تطوير مستوى كرة القدم في المنطقة ورفع مستوى المنشآت الرياضية والأجهزة الادارية والتحكيمية والفنية والاعلامية وكل من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بها.
وكانت الميدان الخصب لاكتشاف النجوم والمواهب من جميع البلدان، والسبب الرئيس وراء الانجازات على الصعيدين الآسيوي والعالمي.
وأهم هذه الإنجازات كان بتأهل منتخب الكويت الى نهائيات مونديال اسبانيا عام 1982 كأول منتخب خليجي يحقق هذا الشرف، تبعه منتخب الامارات الذي خاض غمار مونديال ايطاليا عام 1990، ثم المنتخب السعودي الذي تأهل الى نهائيات كأس العالم الثلاث الأخيرة في الولايات المتحدة 1994م وفرنسا 1998م وكوريا الجنوبية واليابان 2002م.
آسيويا، فرض المنتخب السعودي نفسه عملاقا من غرب آسيا في مواجهة عمالقة شرقها كوريا الجنوبية واليابان والصين، فتوج بطلا ثلاث مرات أعوام 1984م و1988م و1996م، وخسر في النهائي مرتين أمام اليابان عامي 1992م و2000م.
وبعد مضي 33 عاما، ما يزال المسؤولون عن كرة القدم الخليجية يتمسكون بخصوصيتها وبنظامها ويرفضون اجراء تعديلات «تطويرية» حتى باعتماد نظام المجموعتين بحجة «انه يجب على كل منتخب ان يلتقي جميع المنتخبات الأخرى لتحقيق الاستفادة القصوى من اللقاء بين الأشقاء».
التطور الوحيد الذي طرأ كان السماح باشراك اليمن بدءا من الدورة الحالية في الكويت، وربما يعود العراق الى كنف هذه الدورات بعد غيابه منذ أول التسعينات لكن قرارا نهائيا بهذا الشأن لم يعلن حتى الآن.
وباعتقاد بعض المراقبين، فإنه لا يمكن قياس مستوى المنتخبات في دورة كأس الخليج بما تقدمه في مناسبات أخرى، لأنها تتأثر بالضغوط الكبيرة ولأن دورات الخليج «لها طعم خاص» حيث كل مباراة فيها تشكل بطولة بحد ذاتها، وهو ما يحد من تقديمها مستويات تليق بها لكنها قادرة على الظهور بشكل أفضل في تصفيات كأس العالم ونهائيات كأس آسيا.
يمكن الأخذ في عين الاعتبار بهذه الجزئية في هذه الدورة. لكن ما لا يمكن تجاهله بقاء المستوى المتواضع لبعض المنتخبات في جميع المباريات التي خاضها، أي انه لا يملك القدرة على تقديم المزيد بغياب المواهب الفردية والفهم التام للخطط التكتيكية كمنتخب متكامل. وهذا ما ظهر جليا لدى أكثر من منتخب.
وباستثناء اليمن الوافد الجديد الى دورات كأس الخليج، يمكن توزيع المنتخبات التي شاركت في «خليجي 16» الى نصفين، النصف الذي يتطور ويسعى الى الأفضل كالسعودية والبحرين وعمان، والنصف الآخر الذي ارتضى بما يملكه ويراوح مكانه منذ فترة كالكويت وقطر والامارات.
وللتذكير فقط، فإن المنتخبات الستة تأهلت الى نهائيات كأس آسيا في الصين مطلع الصيف المقبل، وستشارك في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى مونديال ألمانيا عام 2006م التي تبدأ بعد نحو شهر من الآن، وبالتالي يحوم الشك حول قدرة بعضها على احداث التغييرات الجذرية في هذه الفترة القصيرة.
|