حقيقة عندما يعم السوقي من الخطاب.. ونتجاهل الكتاب.. نصير في أمر لغتنا إلى تباب.. صدمتني عبارات كثيرة.. من احد كتاب صحيفة الجزيرة!! اقلقتني كثيرا..!
تتساءلون لِمَ؟ أقول عندما نرى اللحن نحن ابناء اللغة في لغتنا.. نصاب بالغثيان.. فاعذرونا.. فما هي الا لغة حملنا أمانتها.. وأمانة حفظها سليمة من الخطأ والعبث واللحن لِمَ لا؟ وهي لغة الفصاحة والبيان.. لغة القرآن الكريم!! نحن هدفنا.. تطهير لغتنا العربية من نجس الاخطاء لا أقول اللغوية فاللغة منها براء ولا يجب أن ننسب هذه الاخطاء اليها وانما يجب أن ننسبها الى هؤلاء الجاهلين فنقول:
أخطاء الجاهلين او جاهلي اللغة!! حقيقة تراودني آمال.. وأمنيات.. وان كنت أعدها من الصعوبة بمكان.. امنياتي تلك.. تتفيأ ظلال فصاحة اللغة وان تكون هي لغتنا الدارجة على ألسنتا اليوم..!!
نعم ليتني اعيش حتى اقرأ وأسمع لغتنا السمحة الجميلة صافية نقية خالصة خالية من القذى والطحالب.. وانا وحدي لا أقوى والله على تطهير هذه اللغة من هؤلاء الدخلاء.. والذين عاثوا فيها فسادا وأخذوا يلطشوا ويلحنوا.. اقول كان بامكاني ان اشير الى بعض الملاحظات والتي تعرض لي عبر ما اقرؤه في هذه الصفحات او غيرها.
فأكتب ما أراه موافقاً للغة. وأشير الى موطن الخلل!! اما اليوم فحدِّث عن هذه الاخطاء الدارجة والاكدار المتراكمة.. فكما أفرح حينما ترد امانة عثر عليها إلى اهلها.. افرح والله حينما اقرأ لفظة صحيحة او اسمع كلاماً صحيحاً ليس فيه لحن..
واني لأعجب والله اشد العجب من لغة بعض المثقفين «الكبار» من الادباء.. والمذيعين والمحاضرين حتى اساتذة الجامعات.. فأذكر حينما كنت ادرس في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية واسمع لمحاضرين.. واساتذة جامعة والله اجد ثقافتهم لم تتعد كتباً حفظوها. واخذوا (يلقنوها) لنا درسا.. درسا.. ووالله إنك لتجد لغتهم تحتضر على افواههم واي لغة خرجت منهم، وقد تفجر من أحشائها دود الاخطاء وألفيناه يغثي نفوسنا الابية المتعطشة لثقافتهم المحفوظة فتأتي لغتنا على افواههم متفاوحة بنتونة زاكمة ما نقول.. سوى إلى الله المشتكى!!
ألا يكفينا تغلغُل هذه الأخطاء. لنستدرك ما تبقى من لغتنا.. ونحميها من الضياع.. ذلك أن الكثير من العبارات لاكتها العامة من الناس.. حتى اصبحت اصلاً عندهم وعند الكثيرين.
وتجاهلنا لغتنا السليمة والفصيحة فيها لدرجة اننا نستنكرها عندما نسمعها من العامة ومن المتجاهلين وهم يثبتون صحة الفاظهم.. ويبصمون عليها بالعشرة!!.. متجاهلين.. براهين واستدلالات لغوية.. تقف في صف لغتنا الفصيحة!! والغتاه كل شيء إلى الاسوأ..
كل شيء قدساء يا رب حتى
أصبح اللحم لا يروق الكلابا |
حقيقة حينا من الوقت تصفحت الجزيرة.. وعبر (إحدى) مقالاتها الرائعة ولا يحضرني بالضبط اسم المقالة ولا من صاحبها، المهم اذكر اني قرأت خطــــأ يقع فيه «الكثيرين» الا وهو في لفظة «فلان كُفْءٌ» حينما يقولون فلان كُفْءٌ للنزال أو كُفْءٌ للبطولة او ما شـــابه ذلك، انهم بذلك يجعلـــون فلانا هذا نظيراً ومثيلاً «ومساوياً» للبطولة او اي شيء يتبع به كلمة «كُفْءٌ» ألم نقرأ كلام الحق جل وتبارك حيث يقول:{وّلّمً يّكٍن لَّهٍ كٍفٍوْا أّحّدِ } معنى ذلك اي ليس له نظيـر أو شبيه والى كلامهم السابق اين هذا المعنـــى الالهي مما يقصدون!!
ولقد غاب عنهم التعبير الصحيح وهو:« كافٍ» فلان كافٍ لهذا الأمر من الكفاية.. لا من الكفاءة كما يقولون فالشيء الكافي هو ما يحدث به الاستغناء عن غيره.. وفي القرآن الكريم: {أّلّيًسّ اللّهٍ بٌكّافُ عّبًدّهٍ} أي ليس الله بمغن عبده عن غيره؟ اذا التعبير السليم هو ان نقول: فلان لديه كفاية لاداء تلك المهمة وهو كافٍ لها.. والأصوب كاف بها وفي الذكر الحكيم {وّكّفّى" بٌاللَّهٌ نّصٌيرْا }
ونقول: بيَّن فلان كفاءة اي مماثلة وهو كُفْءٌ لفلان اي نظير له ويجمع كافٍ على كُفاةٍ، وكُفْءٌ على أكْفَاء.
وأدباؤنا «الكبار» يشددون «الفاء» ويكسرون الكاف.. فاذا «بأكْفَاء» تكون عندهم «أكفَّاء»..
واغوثاه من لغتهم والغتاه.. «فأكفَّاء» جمع كَفيفٍ أي أعمى.. فأيّة ثقافة هذه..!!
لنقرأ ولنبحث في لغتنا ونحميها.. من سقط الكلام.. ومما فيه تتغير المعاني.. وانظروا كيف أنَّ حركات غيرت في المعنى.. وحولته الى معنى آخر..!!
أدرك أن باب اللغة واسع.. ومحال ان أبدع فيه أو أن استقطب كافة علومه.. ومحال علي وعلى غيري ان نلم بجميع ابواب اللغة.
ولكن.. من الحفاظ عليها ان يرشد بعضنا الآخر.. اذا ما عنَّ الينا كلمة فيها لبس.. او خطأ في المعنى.. او سمعنا «لحناً» في كلام احدنا.. كأن يرفـــع المتحدث منصوبا.. او ان ينصب مرفوعا ومجرورا.. وهكذا.. «لنتواصى» في لغتنا خيرا..
أحبتي.. واعذروني.. أن ألجمتكـــم أو أقلقتكم أو أزعجتكم صرختي.. ولكن طــالما ان منبعــها الجزيرة فهي منها ولها..!! ودمتم!!
فاصلة
أخشى واللَّهِ أن تمتد الآلة الطابعة إلى عبارة «أكفاء» فتلطش
في حركاتها هي الأخرى فتزيد الطين بِلَّة.. ويغيب عنكم المعنى المراد.. والهدف المقصود.
واعذروني (أن حدث)!!
سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي /معلم بمتوسطة صقلية/المذنب
|