في العدد رقم 11410 تحدثت الأخت سلطانة الشمري في تحقيق عن المطلقات وأسباب الطلاق، وهأنذا اتحدث عن سبب من أسباب الطلاق الذي حدث مع صديق عزيز على نفسي جاءني في يوم من الأيام والدموع تتناثر على خديه قائلاً: انقذني فقد طلقت زوجتي. أولادي الثلاثة عن يمينها ويسارها متمسكين بها، يصرخون ويرددون بابا «ليه ماما زعلانة» والصغير يقول «امي تصيح قوة، والبنت أصابتها حالة نفسية. ذهبت بها إلى المشفى لعل وعسى ان تفيق.. فالأم تتغتر عني بغتارها ذرفت دموعي أمامهم، فزاد بكاؤهم، ارتفعت درجة حرارتي تصدع رأسي، عاودني مرض القولون العصبي، سقطت طريح الفراش، لا أعرف كيف أحل مشكلتي.
اختي هي السبب.. تصرخ في وجه زوجتي لأتفه الأسباب تحتقرها، تتكلم عنها أمام والدتي وأمامي وبحضور أبنائها أولادي من الموقف يستغربون. زوجتي تسكت وتتحمل تلعق الصبر، تحاول ارضائي وعدم مشاركتي مشاكلهم، تعطيني مظهرا من مظاهر المحبة والألفة فيما بينهم.
لكني اختي لا ترحمها، تغار منها كثيرا، تسبها أمامي والدتي تصدق اختي، لا تعطيني مجالا، ولا تسمح لي ان اتلفظ بأي كلمة عتاب لأختي.
وإذا فار دمي ونطقت لها بكلمة سمعت اذاني كلمات كثيرة منها انت ضعيف الشخصية أمام زوجتك تظلم ابنتي من اجل عيون زوجتك اخرج من بيتنا، انني استغني عنك. فكم يتكرر هذا الفصل من مرة، أصبحت اختي هي ربة الأسرة، هي صاحبة الكلمة الآمرة الناهية، تحملت الموقف مرارا صبرت وسكت ولم اتحدث في مشكلتي لأحد لانني اعتبرها مشكلة عائلية، قد تتغير الأحوال وتأتلف القلوب ولكن شاءت ارادة الله. وفي يوم من الأيام دخلت البيت وسمعت صراخا ودخلت في المعركة، وقالت لي والدتي طلق زوجتك ان كنت ابنا بارا، لكنك ابن عاق فيما اعتقد فانت تسمع كلام زوجتك.
كلام كثير وعبارات استفزازية جعلتني افقد اعصابي واتلفظ بكلمة «طالق» قهرا وعلى غير رغبتي هأنذا استنجد فما هو رأيك؟
فخففت من غضبه وقلت له ان الامر بسيط فسارع الآن إلى مراجعة زوجتك لأنك طلقتها بطلقة واحدة، ثم اتصلت بصديق لنا أطلب حضوره واثبات الشهادة بمراجعته لزوجته. واخبرته بأن زوجته تعتبر الآن مطلقة بطلقة واحدة وألا يعود لسانك على التلفظ بالطلاق مرة أخرى.
ثم قلت له ان المشكلة عائدة لأسباب كثيرة منها:
1 ـ اضعاف شخصية الزوجة أمام من لا يستحق وتسليم زمام الرئاسة للاخوات.
2 ـ بوادر التسلط والغيرة من الاخوات مؤشر للمشاكل فيجب القضاء عليها من البداية.
3 ـ للأم دور كبير في تقصي الحقائق وتطبيق مبدأ العدالة.
4 ـ التقليل من عملية الاحتكاك قدر المستطاع.
5 ـ يجب عدم اظهار الحب بين الزوج والزوجة أمام العائلة.
6 ـ بناء شخصية عادية للزوجة منذ البداية.
7 ـ الاستغلال في بيت خاص بزوجتك وأولادك.
8 ـ ربط القلوب بعضها ببعض مودة ومحبة عن طريق الكلمة الطيبة وتبادل الهدايا.
وأنا أتحدث عن هذه المشكلة فإن في البيوت مشاكل كثيرة مما يماثل هذه المشكلة، فيجب على الظالم والمعتدي ان يتقي الله وان يجعل الله أمام عينيه.
فالإحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
والفتنة أشد من القتل، فيجب على المسلم ان يكون مصلحا لا مفسدا وبانيا لا هادما.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
فيجب ان نزيل الحقد والحسد والكراهية والبغضاء والشحناء والاعتداءات فإنه سيأتي يوم الحساب الذي سوف يحاسب فيه المرء على كل صغيرة وكبيرة.. يقول سبحانه وتعالى {مّا يّلًفٌظٍ مٌن قّوًلُ إلاَّ لّدّيًهٌ رّقٌيبِ عّتٌيدِ}.
ويقول تعالى: {فّمّن يّعًمّلً مٌثًقّالّ ذّرَّةُ خّيًرْا يّرّهٍ وّمّن يّعًمّلً مٌثًقّالّ ذّرَّةُ شّرَْا يّرّهٍ}.
تذكر اخي المسلم يوما كان مقداره ألف سنة سنقف ونحاسب عن كل صغيرة وكبيرة، يوم لا تفيد فيه الأعذار ولا الندم إلا من أتى الله بقلب سليم.
هذا ما أقوله إلى من ظلم نفسه بحق غيره ابتعد عن هوى النفس وأتبع السيئة الحسنة تمحها واتق الله، وروض نفسك على قوة الإيمان والحلم وكظم الغيظ والعفو والتسامح وتحلل ممن ظلمته قبل يوم الممات.
أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا في الدنيا والآخرة وألا يجعلنا ظالمين ولا مظلومين وان يجعل شعارنا الإيمان والتقوى، مرددين لمن ظلمنا «اللهم أصلح أحوالنا» آمين يا رب العالمين.
علي بن عبدالله الحسين | 
